قال خبير النفط، فهد بن جمعة، إن سوق النفط يتميز تاريخياً بوجود دول لديها طاقة إنتاجية كبيرة مثل السعودية، ودول أخرى أصغر حجماً تنتج بأقصى حد لها، ومع بداية جائحة كورونا حدث ضعف في الاستثمارات النفطية، ولم تكن بالمستوى المطلوب وهو ما يؤثر في الطاقة الإنتاجية لتلك الدول. وأضاف فهد بن جمعة، في مقابلة مع "العربية"، اليوم الأحد، إنه مع قرار "أوبك+" زيادة الإنتاج تدريجياً بواقع 400 ألف برميل يومياً فإن بعض الدول وصلت إلى طاقة الإنتاجية الطبيعية ما عدا السعودية والإمارات والكويت، ولذلك توجد فجوة بين حصص الدول المقررة في اتفاق "أوبك+" والإنتاج الحقيقي. وأوضح خبير النفط أن تلك الفجوة هي أحد عوامل الارتفاع في أسعار النفط حالياً لأن بعض الدول لن تستطيع زيادة إنتاجها والاستثمارات في القطاع تستغرق وقتا طويلا وهي أحد عوامل المحافظة على مستوى الأسعار الحالية، لكن العامل الأهم هو الطلب القوي حالياً ولا يزال ومع خروج العالم من هذه جائحة كورونا يزيد الطلب على النفط، مضيفاً أن أحد عوامل ارتفاع الأسعار أيضاً هو تنظيم "أوبك+" التي لديها مرونة كبيرة لمراقبة الأسعار وتغيرات الاقتصاد العالمي، وتغيير الحصص بما يتناسب مع الوضع الحالي لأسواق النفط. وتابع فهد بن جمعة: "إذا استطاع تحالف "أوبك+" الحفاظ على مستوى الأسعار الفورية فإن هذا سوف يؤدي إلى زيادة إيرادات الدول المنتجة بنسبة كبيرة". بشأن النفط الصخري، قال الخبير النفطي، إن العادة جرت قبل الجائحة أن تقوم شركات النفط الصخري بزيادة إنتاجها كلما ارتفعت أسعار النفط، وخلال الجائحة ورغم ارتفاع الأسعار حاليا تغيرت تلك الاستراتيجية لتصبح كيف تركز شركات النفط الصخري على تعظيم الأرباح وكيف تستفيد من أصولها الحالية في تعظيم أرباحها. وأضاف أن شركات النفط الصخري تحولت من حفر آبار جديدة إلى الاستثمار ماليا في مجالات أخرى تحقق عائد لأصحاب الأسهم وهذا سبب عدم زيادة إنتاج النفط الصخري البالغ حالياً 11.7 مليون برميل يوميا، وحفرت 11 بئراً فقط وهو مستوى ضعيف، لكن هذا الاتجاه قد يتغير مشيراً إلى وجود صراع بين إدارة شركات النفط الصخري من جانب، وأصحاب الأسهم من جانب آخر، بين مطالب المساهمين بزيادة توزيع الأرباح وحاجة إدارة الشركات إلى التوسع، وهو ما يؤثر على الإنتاج، لافتاً إلى التوقعات بأن يصل إنتاج النفط الصخري الأميركي إلى ما فوق 12 مليون برميل يومياً.
مشاركة :