القدس- صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة لشاعر الفلسطيني رائد وحش حملت عنوان "كتاب الذاهبين"، وذلك ضمن سلسلة "براءات"، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية. كرس رائد وحش مجموعته الجديدة لتناول موضوع الموت من زوايا عديدة، في بحثٍ شعريّ يرمي إلى تقديم مقاربة خاصة للموت. حيث تسأل القصائد: ما الموت فعلًا؟ هل له جسد وملامح وشخصية؟ كيف وبماذا يفكر؟ ماذا يريد؟ هل ثمة حقّاً سيناريو مرسوم سلفاً لرحلة الميّت إلى عالم آخر؟ هل يجري ذلك كما قالت به الأساطير أو الأديان؟ أم أنّ هناك قصة أخرى؟ تأتي كل هذه الأسئلة وغيرها من أجل الوصول إلى خلاصة ترى في الموت ليس مآل الأشياء وحسب، بل هو أصلها قبل ذلك، فكلُّ ما يولد يأتي منه، مثلما أنّ كل ما يذهب يمضي إليه. وهكذا يغدو الموت صانعًا أولًا للحياة، وضمنًا للدين والفن والثقافة. يغدو الموت مفتاح الوجود الأول والأكبر. من فكرة الزوال التي ترافق الريح، إلى أسطورة القرين الشخصيّ التي تجعل المصائر البشرية مرايا للموت، إلى محاولة العثور على اللغة السرية التي يتكلم بها الموت نفسه، إلى كل ما يحمله هذا العالم من معاني التحول والتبدل والانتقال تصل قصائد المجموعة إلى أن الموت حجر كبير لا يتوقف في النمو، وكل ما يموت إنما ينضم إلى ذلك الحجر العملاق، الذي سيكبر ويكبر إلى اللحظة التي يدرك فيها الجميع، حين يغدون جزءاً منه، أنهم مصنوعون من حجر واحد. في المجموعة ست قصائد، أربع منها طوالٌ، إلا أن هذه القصائد كلها تتقاطع في قصصها وشخصياتها في القصيدة الأخيرة، التي تلتقي فيها كل الشخصيات، وتنتهي إليها كل الخطوط التي الحكائية التي فُتحت على مدار الصفحات. وجاء الكتاب في 88 صفحة من القطع الوسط. مقتطفات من الكتاب: لا وجود لنحتٍ الحجارة ذاتها تصنع تلك الوجوه تبني الكتل التي تريد وتوهمكم أنكم صانعوها. لا وجود لتماثيل وما تضعونه في مدائنكم ليكون تمائم ضد الموت هو الموت ذاته. لا وجود لنحت، قلتُ لكم من قبل، في رسائل سابقةٍ: كيف يكون ثمة نحت وأصل الأزاميل معدن وأصل المعدن حجر؟ كيف يكون هناك نحّاتون وأصل الأيدي عظمٌ وأصل العظم حجر؟ رائد وحش شاعر وكاتب وصحافي من فلسطين - سوريا، من مواليد دمشق 1981. عمل محرّرًا في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية السورية والعربية. وتعتبر "كتاب الذاهبين" مجموعته الشعرية الخامسة. صدر له في الشعر: "دم أبيض" 2005، و"لا أحد يحلم كأحد" 2008، و"عندما لم تقع الحرب" 2012، و"مشاة نلتقي.. مشاة نفترق" 2016، وفي النثر "قطعة ناقصة من سماء دمشق" 2015، وفي الرواية "عام الجليد" 2019.
مشاركة :