انطلق مهرجان درب زبيدة السنوي الأول بمركز البعايث التابعة لمنطقة حائل اليوم الأحد، والذي يمتد لثلاثة أيام ويتنوع المهرجان بعدة أجنحة متنوعة من بينها ركن لاستقبال ضيوف قافلة درب زبيدة وجناح الأسر المنتجة والمسرح الثقافي. وعقد القائمون على المهرجان مؤتمرًا إعلاميًا، أبرزوا خلاله فكرة ومحتويات وأهداف البرنامج المتوافقة مع رؤية المملكة 2030، بقيادة الراعي الرئيس والمدير المنفذ للمهرجان محمد عبدالله بخيت السليمي، بدعم وتشجيع من أمير منطقة حائل ونائبه. وستُستقبل قافلة درب زبيدة يوم الثلاثاء المقبل، ويتقدمهم المشرف العام على مبادرة درب زبيدة اللواء الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العبيداء والذي نوه في وقت سابق “بأن المملكة لها دور كبير في العناية بالقطاعات السياحية، والثقافة والترفيه وتقدم الدعم لها، فقد شملتها في برامج رؤية المملكة التي تحرص هذه المبادرة على تنفيذ بنودها، بما يعود بالنفع على أهالي المنطقة واستفادتهم مما تقدمه الدولة من دعم للمناطق والمدن الريفية وللمواقع التاريخية والسياحية التي تجلب السائحين والمهتمين بالتراث والحضارة، وتُسهم في إيجاد وظائف دائمة وموسمية لشباب المنطقة، كما تُسهم في تحقيق التنمية المناطقية، وترتقي بجودة الحياة”. ويُنسب درب زبيدة إلى زبيدة بنت جعفر بن ابي جعفر المنصور، والذي يبدأ من الكوفة حتى مكة المكرمة. ويعد هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، وقد اشتهر باسم “درب زبيدة” نسبة إلى السيدة زبيدة زوج الخليفة هارون الرشيد، التي أسهمت في عمارته فكان أن خلد ذكرها على مر العصور. وقد استخدم هذا الطريق بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأصبح استخدامه منتظمًا وميسورًا بدرجة كبيرة، إذ تحولت مراكز المياه وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسة، وفي العصر العباسي، أصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين بغداد والحرمين الشريفين وبقية أنحاء الجزيرة العربية. واهتم الخلفاء العباسيون بهذا الطريق وزودوه بالمنافع والمرافق المتعددة، كبناء أحواض المياه وحفر الآبار وإنشاء البرك وإقامة المنارات وغير ذلك. كما عملوا على توسيع الطريق حتى يكون صالحًا للاستخدام من قِبل الحجاج والمسافرين ودوابهم. وتذكر المصادر التاريخية والجغرافية والآثار الباقية أن مسار هذا الطريق خطط بطريقة عملية وهندسية متميزة، حيث أقيمت على امتداد المحطات والمنازل والاستراحات، ورصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة، فضلًا عن تزويده بالمنافع والمرافق اللازمة من آبار وبرك وسدود، كما أُقيمت عليه علامات ومنارات ومشاعل ومواقد توضح مساره، ليهتدي بها المسافرون؛ فمنذ بداية الدولة العباسية، أمر الخليفة أبو العباس السفاح بإقامة الأميال (أحجار المسافة) والأعلام على طول الطريق من الكوفة إلى مكة، وذلك في عام 134هـ/ 751م، ومن بعده أمر الخليفة أبو جعفر المنصور بإقامة الحصون وخزانات المياه في نقاط عدة على طول الطريق. في حين أمر الخليفة المهدي ببناء القصور في طريق مكة، كما أمر الخليفة هارون الرشيد ببناء خزانات المياه وحفر الآبار وإنشاء الحصون على طول الطريق، فضلًا عن تزويده بالمرافق والمنافع العامة لخدمة الحجاج والمسافرين وراحتهم، وقد عيّن الخلفاء ولاة يشرفون على الطريق ويتعهدونه بالصيانة والإعمار أولاً بأول، ويبلغ عدد المحطات الرئيسة في هذا الطريق سبعًا وعشرين محطة، ومتوسط ما بين كل محطة ومحطة نحو 50 كم، ومثلها محطات ثانوية تسمى كل منها (متعشى)، وهي استراحة تُقام بين كل محطتين رئيسيتين. ‹ › × ×
مشاركة :