يواصل فولكر بيرتس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية في السودان إجراء لقاءات مكوكية في الخرطوم لكسب أوسع تأييد للمبادرة الأممية من القوى السودانية، فيما أعلنت قوى «الحرية والتغيير» أنها قررت التعاطي إيجابياً مع المبادرة، لكنها طلبت توسيع قاعدة المشاركة عبر إنشاء آلية دولية من دول «الترويكا» والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وطلبت قوى الحرية والتغيير من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، توسيع قاعدة مبادرة الحوار التي أطلقها مؤخراً، عبر إنشاء آلية تشمل فاعلين دوليين من دول «الترويكا» والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وأوضحت، في مؤتمر صحفي عقدته أمس، أنها تؤمن بالدور الإيجابي للأمم المتحدة في دعم مطالب الشعب السوداني، المتمثلة في «الحرية والسلام والعدالة»، وأنها تقبل دعوة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للتشاور معها وقطاعات أخرى من الشعب السوداني بغية الوصول لاستعادة المسار الديمقراطي. وقال عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وجدي صالح: «لن نتفاوض مع المجلس العسكري الحالي، لكننا سنكون منفتحين بشأن التحاور مع القوى السياسية الأخرى، بشرط أن يؤدي الحوار إلى إنهاء الحالة الحالية، ويقود إلى عملية انتقالية شاملة تفضي في نهاية الأمر إلى إقامة انتخابات حرة ونزيهة». إلى ذلك، عقد بيرتس اجتماعات ومشاورات عدة مع قوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعي، وعدد من لجان المقاومة وحزب المؤتمر السوداني. وقالت قيادات بقوى الحرية والتغيير وأحزاب سودانية لـ«الاتحاد»، إن «مبادرة الأمم المتحدة لن تمضي قدماً إلا بتهيئة الأجواء للحوار، برفع حالة الطوارئ وإلغاء كافة قرارات ما بعد 25 أكتوبر، ووقف العنف والقمع ونزيف الدماء ووجود ضمانات للحوار». يتزامن ذلك، مع حراك آخر يقوم به مبعوث الاتحاد الأفريقي أديوي بانكولي، حيث التقى عضوي مجلس السيادة مالك عقار والطاهر حجر، كما التقى بقيادات «قوى الميثاق الوطني». وأوضح مبعوث الاتحاد الأفريقي، في تصريح صحفي، أن لقاءاته تأتي في إطار مساعي الاتحاد الأفريقي للجلوس والاستماع لأصحاب المصلحة بشأن الوضع الراهن في السودان، مؤكداً أنه من الأهمية بمكان الاستمرار في الحوار بين مختلف الأطراف للتوصل لأرضية مشتركة تجعل حل الأزمة أمراً ممكناً. وقال إن اللقاءات التي أجراها مع رئيس مجلس السيادة وعدد من المسؤولين والقوى السياسية في السودان تهدف لدعم الحوار والمصالحة والسلام في السودان. وفي سياق آخر، خرجت احتجاجات جديدة، أمس، مع تنديد أطباء باستهداف مستشفيات ورفض مزارعين رفع أسعار الكهرباء ومطالبة وسائل إعلام بتغطية التطوّرات في البلاد. وسلّم عشرات الأطباء مكتب المدعي العام تقريرين عن هجمات على جرحى وطواقم طبيّة ومستشفيات خلال الاحتجاجات السابقة. وتأتي هذه التطورات قبل يوم واحد من مسيرة جديدة يعتزم السودانيون المشاركة فيها، احتجاجاً على الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر، والتي أعلن بموجبها حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
مشاركة :