أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أمس، أن العراق ماض في اعتماد الحوار والحلول السلمية لحل النزاعات. وقال الكاظمي، خلال استقباله وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرج الذي يزور بغداد حالياً: «إن العراق يتطلّع إلى بناء أفضل العلاقات مع ليتوانيا، ولاسيما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، في ظل قرار الاتحاد الأوروبي رفع اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر فيما يتعلّق بتمويل الإرهاب وغسيل الأموال». بدوره، قال وزير خارجية ليتوانيا: إن بلاده على استعداد «للبحث جدياً في آليات تسهيل دخول العراقيين إليها عبر التنسيق المشترك مع السلطات العراقية المختصة، ومعالجة معوقات استئناف الرحلات المباشرة للخطوط الجوية العراقية إلى أوروبا». وأعرب عن امتنان حكومة ليتوانيا للخطوات التي اتخذها العراق لمعالجة تحدي الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أنها «كانت مثالاً يحتذى به في معالجة هكذا أزمات، ونتطلع لرفع مستوى التعاون بين البلدين». وحسب بيان للحكومة العراقية، بحث اللقاء أوجه التعاون في المجالات المختلفة، وعلى رأسها الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وقطاع التعليم وبناء المؤسسات ومناقشة الأوضاع الإقليمية والدولية. كما جرى بحث سبل تخفيف معاناة العراقيين العالقين على حدود الاتحاد الأوروبي، وإيجاد أفضل الطرق لإنهائها بالشكل الذي يضمن كرامتهم، ويراعي القوانين الدولية والإنسانية. وأعاد العراق منذ منتصف نوفمبر الماضي، أربعة آلاف مهاجر كانوا عالقين على الحدود بين بيلاروس وليتوانيا وبولندا ولاتفيا، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كما أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أمس. وبدأت الحكومة العراقية منذ 18 نوفمبر بتسيير رحلات من مينسك لإعادة مواطنيها. وحطت غالبية الطائرات في إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي، ومن حيث يتحدر معظم المهاجرين، قبل أن تتابع إلى بغداد. وقال وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد مع نظيره الليتواني جابريليوس لاندسبيرج: «بالتعاون مع مختلف الاتحاد الأوروبي ومع ليتوانيا، تمكنا من إعادة حوالى أربعة آلاف عراقي كانوا محاصرين على الحدود البيلاروسية الليتوانية، والحدود البيلاروسية اللاتفية، والحدود البيلاروسية البولونية». وأضاف: «كانت هناك عشر رحلات من بغداد إلى بيلاروس» لإعادتهم. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن الوزارة أعادت المهاجرين «خلال الشهرين الماضيين» عبر رحلات جوية، «بينهم 3817 من بيلاروس ونحو 112 من ليتوانيا». ولا تزال مجموعة من العراقيين عالقة في ليتوانيا، وفق الوزير، وتعتزم بغداد إعادتهم أيضاً. لكن «الظروف الجوية القاسية وطبيعة البيئة المعقدة لا تتيح لفرق الإنقاذ معرفة وتحديد أعدادهم»، حسبما أوضح المتحدث باسم الخارجية. من جهته قال الوزير الليتواني: «نريد أن نبلور أفكاراً للتعاون» بين البلدين، مضيفاً: «هناك كثير من المواضيع ولهذا يجب ألّا نضيع أي فرصة ونحن ننوي أن نبني الثقة بين البلدين». ومنذ الصيف الماضي، حاول آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط والعراق، عبور الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي من بيلاروس إلى ليتوانيا ولاتفيا وبولندا. يأتي ذلك، فيما يترقب العراقيون تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي. ومن جانبه، أكد مقتدى الصدر زعيم «التيار الصدري» الذي تصدر الانتخابات بـ73 مقعداً، أمس، دعمه لما أسماها «حكومة الأغلبية الوطنية». وكتب على حسابه في «تويتر»: «لا شرقية ولا غربية.. حكومة أغلبية وطنية». وهذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها الصدر على موقفه من تشكيل الحكومة وفق الرؤية التي يطرحها وهي: لا شرقية ولا غربية. حكومة أغلبية وطنية. وتعتبر «الكتلة الصدرية» التي يقودها الصدر، هي الفائز الأكبر في الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في أكتوبر الماضي، بـ73 مقعداً برلمانياً من أصل 329. وفي هذه الأثناء، أفاد مصدر أمني عراقي مسؤول، أمس، بمقتل منتسب في الجيش العراقي، ضمن لواء رئاسة الجمهورية، في هجوم شنه مسلحون مجهولون جنوبي العاصمة بغداد. وأوضح المصدر أن المسلحين فتحوا النيران صوب المنتسب أثناء تأديته للواجب ضمن منطقة الدورة جنوبي بغداد ليسقط قتيلاً. وأضاف: إن منفذي الهجوم سرقوا السلاح الشخصي للقتيل ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أن القوات الأمنية فرضت إجراءات أمنية مشددة، ونصبت سيطرات مشتركة في محاولة منها للقبض على الجناة.
مشاركة :