كيف تحولت ملاعب أوروبا من " مرحبا باللاجئين " إلى بؤرة هجمات إرهابية

  • 11/19/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اوقفوا الإمبريالية اوقفوا داعش نرحب باللاجئين إلى البلاد التى رعت الحرب لافتات رفعها أنصار فريق ديبورتيفو ألافيش الإسباني الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ستسهل عليك كثيرا فهم ما سيذكر في السطور اللاحقة. عانى اللاجئون أثناء هربهم من سوريا نحو دول الاتحاد الأوروبي، خاصة في دولة المجر التي أساءت معاملتهم كثيرا ومن هنا بدأ كل شيء. كانت البداية في ملاعب كرة القدم الألمانية التي رحب أنديتها وجماهيرها على مستوى الدرجة الأولى والدرجات الأدنى باللاجئين في المدرجات، بل وتطور الأمر أيضا إلى توجيه بعض الرسائل السياسية إلى حكومات أوروبا كما حدث من جماهير بايرن ميونيخ ضد إفلاس اليونان وضد الاستقواء على اللاجئين. تكمن المشكلة دائما في العنصرية. مبادرة أشادت بها الصحافة العالمية والعربية بالطبع، كما تبعها ترحيب كبير من جماهير إنجلترا، إسبانيا، فرنسا، قبرص، إيطاليا، اسكتلندا وغيرها في ملاعب الكرة، بينما أغلقت نفس الملاعب أبوابها في شرق أوروبا أمامهم ليظهر وجه كرة القدم القبيح بقيادة بولندا والمجر، بل وقادت حملة مضادة ظهر منها بعض الرسائل العنصرية مثل نحن لا نريدكم في بلادنا اوقفوا أسلمة بولندا لا للمهاجرين المسلمين. كل ما سبق ذكره يبقى طبيعيا إذا كانت من المتابعين للكرة وجماهيرها في شرق أوروبا المعروفين دوما باتجاهاتهم اليمينية المتطرفة، بينما لم يطغى ذلك على حملة الترحيب باللاجئين في ألمانيا وجيرانها من دول أوروبا أيضا. نستخلص مما سبق أن جماهير الكرة كانت سباقة في استقبالها للاجئين، سرقت الأضواء من الجميع بمن فيهم السياسيين والدبلوماسيين وأصحاب المناصب في مشهد يعبر عن التضامن ونبذ العنصرية وهو جوهر كرة القدم الحقيقي. ولكن، كيف تبدل كل هذا في أقل من 60 يوما؟ 14 نوفمبر 2015.. التاريخ المحدد لمباراة ودية بين منتخبي فرنسا (صاحب الأرض) مع نظيره الألماني على استاد دو فرانس الشهير بالعاصمة باريس، وهو تاريخ يتذكره الجميع ويدرك تماما دلالته وتأثيره على ملاعب كرة القدم بل تخطى الأمر ذلك بكثير. هناك تهديد بوجود قنبلة. تم تطويق الفندق، كما تم إجلاء جميع النزلاء اوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني، صباح الرابع عشر من نوفمبر. الشرطة الفرنسية أخبرتنا بوصول تهديد بوجود قنبلة من مجهول. قررنا جميعا الرحيل عن الفندق مباشرة بالطبع. هندريك جروس مسؤول الاتحاد الألماني، صباح الرابع عشر من نوفمبر. *مقتل حوالي 140 شخصا في سلسلة حوادث إطلاق نار وتفجيرات في قلب العاصمة الفرنسية. مواقع الهجمات: مركز فنون باتاكلون، المنطقة الـ 11، اُحتجز رهائن. مطعم لوكارلون في المنطقة الـ 18 ، هجوم بالأسلحة النارية. مطعم لو بتيت كامبودج في المنطقة الـ10، هجوم بالأسلحة النارية. لا بيل إيكوييب في المنطقة الـ 11، هجوم بالأسلحة النارية. قرب ستاد دي فرانس حيث كانت تقام مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا وألمانيا، شمال باريس، تفجير انتحاري، حسب تقارير والذي كان شرارة الهجوم على العاصمة باريس. يوم أسود في تاريخ كرة القدم وفرنسا بشكل عام. لم يمر 5 أيام حتى.. وعادت الأمور لتسوء من جديد! 17 نوفمبر.. التاريخ المحدد لوديتي بلجيكا ضد إسبانيا وألمانيا ضد هولندا.. كلا المباراتين تم إلغائها. أصدر الاتحاد البلجيكي بيانا يعلن فيه إلغاء مباراة المنتخب ضد اسبانيا بناء على نصيحة من الحكومة لأسباب أمنية بحتة. أحد منفذ عملية باريس تسلل إلى بلجيكا ويشتبه في رؤيته بجوار ملعب المباراة في العاصمة بروكسل. أما ما حدث في مدينة هانوفر الألمانية فهو درامي بعض الشيء، فقد تم إخلاء ملعب اللقاء قبل ساعتين من صافرة البداية وأخبرت الشرطة الجماهير المتواجدة أن تعود للمنازل بسرعة. مباراة كان من المفترض أن تحضرها المستشارة إنجيلا ميركل. غيرت السلطات مسار حافلة الفريق الألماني في الطريق إلى ملعب المباراة. نحن في مكان آمن. لا أستطيع أن أقول المزيد. المتحدث باسم المنتخب الألماني عبر تويتر. قبل ما يقرب من ساعة ونصف من بدء المباراة الودية بين ألمانيا وهولندا في هانوفر، تم إلغاء المباراة بسبب التهديدات الإرهابية. وكان لدينا دليل ملموس على أن هناك من يريد أن يفجر عبوة ناسفة داخل الملعب وأن المعلومات جاءت من طرف السلطات الفيدرالية بهانوفر.. قائد شرطة هانوفر يتحدث لـ بي بي سي. تم تدارك الأمر بسلام في بروكسل وهانوفر. كل هذا رفع من الاستعدادات الأمنية لمباراة إنجلترا وفرنسا أمس في ملعب ويمبلي، ويضع شرطة مدريد تحت ضغط هائل أيضا حيث أن الكلاسيكو سيلعب يوم السبت المقبل. كرة القدم سهلت من عملية انتقال العرب المهاجرين إلى دول أوروبا في البداية، فكيف سيكون الحال في الأيام المقبلة خاصة مع وجود أطراف عربية في أحداث باريس وهو ما أعلنت عنه الشرطة الفرنسية؟

مشاركة :