وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده إن "التركيز هو على بدء عمل بعثة إيران في منظمة التعاون الإسلامي في جدة. حصل دبلوماسيّونا على تأشيرات دخول لتقييم إمكانية ذلك". وأضاف في مؤتمر صحافي "البعثة هي الآن في جدة لبدء العمل في منظمة التعاون الإسلامي، ويمكن لذلك أن يشكّل تمهيدا جيدا للطرفين (طهران والرياض) لإرسال وفود لزيارة السفارتين". وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد في كانون الأول/ديسمبر أن المملكة وافقت على منح تأشيرات دخول لثلاثة دبلوماسيين معتمدين لدى المنظمة. وأتت الخطوة وسط مباحثات بدأها الخصمان الإقليميان قبل أشهر، سعيا لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في حينه أن "من تم منحهم التأشيرات موظفون في منظمة التعاون الإسلامي (...) وإيران عضو في المنظمة، وهذا ما يتم مع جميع الدول الأعضاء". وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في كانون الثاني/يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من محتجين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. ولقيت تلك الهجمات إدانة من وزراء الخارجية الأعضاء في المنظمة. وبدأ البلدان العام الماضي، عقد جلسات حوار في بغداد بهدف تحسين العلاقات. وعقدت أربع جلسات بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر، مع تأكيد طهران أن جولة خامسة ستكون رهن "جدية" الرياض. وشدد خطيب زاده على أن إيران "قدمت وجهات نظرها الى الوفد السعودي بشكل مكتوب خلال الجولة الرابعة من المباحثات (...) وتنتظر الإجابة". وكرر المتحدث استعداد الجمهورية الإسلامية لـ "إعادة فتح سفارتها" في السعودية، مشيرا الى أن تحقيق ذلك يرتبط أيضا بـ"خطوات" من الرياض. وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء. كذلك، تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
مشاركة :