من أشهر أبيات الشعر التي قالها امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه هو: يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ منك كما يروغ الثعلب. ﻻشك ان اشهر من يراوغ ويبيع الوهم للناس هي الحكومة فهي في كل دور انعقاد لمجلس اﻻمة والذي ايضا يشاركها بيع الوهم تستعرض انجازاتها وترسم صورة وردية للواقع المرير وانها لديها رؤية وخطة تنمية يتم تنفيذها ولكن على الورق ﻻن الواقع شئ وتصريحات ومزاعم الحكومة شئ اخر فهناك وعود منذ سنوات طويلة بحل قضية السكن والتي هي في صدارة اﻻولويات وحل مشكلة اﻻزدحام المروري والخدمات الصحية والتعليمية وﻻزلنا على طمام المرحوم فلا طبنا وﻻ غدا الشر. هموم المواطن الكويتي كوم وهموم فئة البدون كوم اخر ﻻنه هموم المواطن حتى لو تستغرق وقتا طويلا في حلها لكنها في نهاية اﻻمر تتحقق وﻻتبقى وهما وسرابا الي اﻻبد فعلي سبيل المثال كل مواطن سوف يحصل علي سكن بحد اقصي 20 سنة وكذلك في الصحة والتعليم فهناك مستشفيات وجامعات تبنى ولكن ﻻيتم انجازها في موعدها وابرز مثال علي ذلك ستاد جابر الذي استغرق تقريبا 10 سنوات ﻻفتتاحه والمفروض ان مدة اﻻنجاز ﻻتزيد عن 3 سنوات يعني هناك تأخير 7 سنوات تقريبا وهذا ينسحب على اغلب المشاريع التنموية فنادرا ما يتم انجاز مشروع في موعده. اما قضية البدون فالحكومة فقط تعطي وعود ولكنها غير جادة في حل هذه القضية وبالمختصر المفيد ستبقي هذه القضية بدون حل ﻻنه النية تتجه لتصفيتها من خلال الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية والتي تم التجديد لرئيسه صالح الفضاله لمدة سنتين ﻻستكمال المهمة!!. النائب الدكتور عبدالله الطريجي كان ضيفا علي برنامج الثامنة الذي يقدمه الاعلامي داود الشريان على قناة ام بي سي وقال كلاما خطيرا ينبغي التوقف عنده ﻻنه وضع النقاط علي الحروف في قضية البدون وكشف المستور فقد ذكر ان الجهاز المركزي لفئة البدون فحص 26 الف ملف من ملفات البدون الذين لديهم احصاء 1965 والبالغ عددهم 34 الف ملف وهو ما اعترف فيه رئيس الجهاز صالح الفضاله وكانت المفاجاة ان الذين يستحقون الجنسية منهم فقط 750 شخصا وانا شخصيا اتوقع انه بعد فحص ماتبقي من الملفات وهي 8 اﻻف سوف يصل عدد المستحقين للجنسية هو الف ملف من 34 الف وهو مايؤكد ان قضية البدون في طريقها للحل الذي ينطبق عليه المثل القائل ( وفسر الماء بعد الجهد بالماء ) فبعد نصف قرن من الوعود واللجان والدراسة فئة البدون سوف تطلع من المولد بلا حمص فقد تبخر حلم الحصول على الجنسية واللعبه انتهت!!. هناك سؤال برئ نوجهه للنائب عبدالله الطريجي وهو ضابط سابق في وزارة الداخلية هل يعقل ان كل البدون عليهم قيود امنية اﻻ ماندر وهم كما ذكرنا تقريبا الف ملف وﻻ ندري هل الشهداء من البدون ﻻيستحقون الجنسية وعددهم يزيد عن الرقم الذي ذكرناه ومن يمثل ويغني ويزور في اوراق رسمية يحصل على الجنسية؟ والي متى سيبقي باب الخدمات الجليلة مفتوحا لتجنيس كل من هب ودب فقط المؤهل الذي لديه هو الواسطة. اما القضية اﻻخرى التي فجرها النائب الطريجي في البرنامج هو ان الحكومة تجري اتصاﻻت مع حكومة جزر القمر لصرف جوازات لفئة البدون حتي يعدلوا اوضاعهم ويتم اعطائهم اقامة صالحة لمدة خمس سنوات وقد تم اﻻتفاق مع حكومة جزر القمر لبناء مجمعات سكنية لمن يرغب من البدون في العيش بجزر القمر وهذا هو الحل النهائي . انا ذكرت في مقال سابق ان تعيين النائب السابق صالح الفضاله رئيس للجهاز المركزي للمقيمين بصفة غير قانونية هو لتصفية قضية البدون ودفعهم لتعديل اوضاعهم وعليهم ان ينسوا شئ اسمه الجنسية . نقول الله يعين من ينتمون لفئة البدون فهم يعيشون بلا هوية وﻻ وطن وهو بالتاكيد شعور قاتل واﻻفضل ان ﻻيضيعوا المزيد من الوقت ويجنوا على اوﻻدهم ويضيعوا مستقبلهم فالحكومة اليوم واضحة في هذه القضية فهي ترفض التجنيس واما اعضاء مجلس اﻻمة فلا حول لهم وﻻقوة فهم يستثمرون هذه القضية لمصالح انتخابية. ختاما نقول الله يكون في عون من ينتمي لفئة البدون فليس لديهم خيارات اﻻ خيار تعديل اوضاعهم حتي تكون اقامتهم قانونية ويمارسون حياتهم كما يمارس المقيمين حياتهم بدون عراقيل في العمل والخدمات الطبية والتعليمية واستخراج اﻻوراق الرسمية حفاظا علي كرامتهم ومستقبل ابناؤهم من الضياع وحسبنا الله ونعم الوكيل. احمد بودستور
مشاركة :