الدوحة - (أ ف ب): لن يكون سهلاً على الاطلاق أن يجلس تشافي هرنانديز على كرسيه الوثير في منزله الانيق في الدوحة لمتابعة الكلاسيكو المنتظر يوم السبت المقبل بين ريال مدريد وبرشلونة ضمن الاسبوع الـ12 في الدوري الاسباني لكرة القدم. للمرة الاولى منذ 17 عامًا سيكون زرقاء اليمامة مضطرًا للاكتفاء بمواكبة فريقه الكاتالوني السابق عبر الشاشة الفضية في موسم هو الاول له بعيدًا عن أسوار برشلونة بعد انتقاله الى السد القطري الصيف الماضي. وسيضطر تشافي للتواجد في الدوحة، حيث يلعب السد مع الخريطيات يوم 22 نوفمبر في اطار الاسبوع التاسع من دوري نجوم قطر. تشافي، استغل فترة التوقف للدوري القطري بسبب التصفيات المزدوجة وغادر الى فرنسا بدعوة من احدى الشركات الاسبوع الماضي، فشاء القدر أن يعيش كابوس تلك الليلة المشؤومة من الرعب والذعر في باريس علما انه قرر في اللحظات الاخيرة عدم التوجه الى ستاد فرنسا لحضور المباراة الودية بين فرنسا والمانيا بعد شعور زوجته (الحامل) بالتعب والارهاق فقرر حينها البقاء في الفندق. لكنه عاش مع الشعب الفرنسي تداعيات التفجيرات الارهابية وحالة الصدمة التي عمّت كافة أرجاء اوروبا. لن يكون الأمر سهلاً على تشافي، الذي اعتاد أن يكون احد ابرز الاوراق الحاسمة في مثل هذه المباريات مع الغريم التقليدي ريال مدريد، حيث يجد نفسه اليوم مكتفيا بتوجيه التمنيات ورفع المعنويات عوضًا عن اطلاق التسديدات! وعلى الرغم من الدعوات المتتالية التي وُجِهت لتشافي من قبل رابطة مشجعي برشلونة في قطر من أجل حضوره شخصيا لمباراة الكلاسيكو في المكان المعتمد للرابطة في الدوحة، لكنه يفضل أن يتابع المباراة الهامة بهدوء مع عائلته حيث بدا من كلامه وكأن هناك طقوسًا معينة لهذه المواجهة التي يجد نفسه بعيدًا عنها للمرة الاولى من سنوات. لم يجد تشافي حرجًا في الحديث عن العديد من الشؤون الهامة والمصيرية عشية الكلاسيكو، حيث واجه الاسئلة الموجهة من وكالة فرانس برس بكل جرأة.. حيث كانت كلماته نابعة من ثقة تراكمت بمرور السنوات حتى بات القائد السابق لبرشلونة متحدثا لبقًا. يفضل تشافي التحدث باللغة الاسبانية، ولا ريب في ذلك طالما ان اللهجة تبدو واضحة اسبانيًا على عكس الكثيرين من لاعبي برشلونة الذين يتكلمون اللهجة الكاتالونية المعقدة نوعًا ما. وهذا ما يضفي على حديثه المزيد من صفات التكامل للاعب قدم الكثير لمنتخب لا فوريا روخا أيضا. ميسي.. والكلاسيكو! وفي ظل الحديث عن الغياب المتوقع لنجم برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي عن الكلاسيكو يوم السبت المقبل ومدى تأثير ذلك على الفريق الكاتالوني يقول تشافي ميسي لاعب كبير، لا شك في ذلك وانا من المؤمنين بدوره المؤثر مع برشلونة في جميع المباريات التي يتواجد اساسيًا فيها. ويضيف مع ذلك يجب التأكيد أيضًا ان الفريق يلعب الآن بغياب ميسي، وقد نجح بتقديم مباريات كبيرة توجهًا بتسجيل العديد من الاهداف أيضًا وهذا ما يثبت أن برشلونة قادر على تجاوز غياب ميسي. ويرى تشافي أيضًا أن الفرصة قد تكون سانحة لمشاركة ميسي في المباراة لكن بشرط أن يقرر هو ذلك، مشيرًا الى ان التعافي من الاصابة والعودة الى التدريبات لا تعني على الاطلاق ضرورة أن يلعب الكلاسيكو.. لكن القرار النهائي قد يكون بمتناول ميسي نفسه، فهو القادر على تحديد مدى جهوزيته من عدمها. ويجدد تشافي تأكيده ان مباريات الكلاسيكو تكون دائمًا خارج حسابات التوقعات، لكنه يشدد في الوقت عينه أن برشلونة يتمتع هذه الايام باستقرار ويؤكد تشافي، الذي يؤيد انفصال كاتالونيا ويعارض عدم مشاركة برشلونة في الليغا، ان التنافس بين برشلونة وريال مدريد أكبر بكثير من كرة القدم، حيث تدخل عوامل سياسية وتاريخية بين الجماهير. وينطلق تشافي من الحديث عن الكلاسيكو الى التطرق لمستوى برشلونة هذا الموسم فيقول: برشلونة هذا الموسم يقدم عروضًا جيدة جدًا تحت قيادة لويس انريكه وأنا أراه قادرًا على تكرار ما حققه العام الماضي من ألقاب. ويضيف، لاحظنا جميعًا كيف أن الفريق لم يتأثر بغياب ميسي لا على مستوى الاداء ولا على مستوى التهديف وهذا مؤشر جيد. وفي رده على سؤال حول المقارنة بين حقبة المدرب السابق بيب غوارديولا والحالي لويس انريكه، يقول تشافي: كلاهما يقدم أفضل ما لديه.. صحيح ان حقبة غوارديولا شهدت موسمًا استثنائيًا لكن أعتقد ان ما قدمه لويس انريكه الموسم الماضي يؤكد أن الاخير عازم على بقاء برشلونة في القمة. ويلفت إلى أن كلا المدربين يتمتعان بفلسفة مشابهة في التحضير الذهني والنفسي للفريق فضلاً عن الطريقة المشابهة التي تسير عليها الامور داخل برشلونة على المستوى الفني. غوارديولا.. وإسبانيا! وتناول تشافي أيضًا حظوظ منتخب اسبانيا (حامل اللقب) في كأس أوروبا المقبلة المقررة في فرنسا الصيف المقبل، فأعتبر أن المنتخب مؤهل لتحقيق اللقب الثالث على التوالي، مشيرًا الى ان مستوى اللاعبين جيد جدًا خصوصًا أن الاجيال التي حجزت مكانها في تشكيلة المنتخب اثبتت حضورها مع أنديتها ايضا. وفي رد على سؤال اذا ما كان يوافق مدرب المنتخب الحالي فيسنتي دل بوسكي على ان غوارديولا قد يكون خليفته في تدريب لا فوريا روخا، يستبعد تشافي هذا الامر تماما، ولا يرى على الاطلاق غوارديولا على رأس الجهاز الفني للمنتخب الاسباني. وكان دل بوسكي مدرب منتخب اسبانيا قد اكد في تصريحات سابقة ان مدرب بايرن ميونيخ الحالي بيب غوارديولا قادر على تدريب المنتخب الاسباني ويرى أنه الشخص المناسب لخلافته في هذا المنصب. تشافي.. والعنابي! وفي رد على سؤال اذا ما كان يرى نفسه في المستقبل مدربًا لمنتخب قطر قال تشافي: أنا.. لا أعتقد ذلك، لا أفكر حاليًا بالمستقبل، انا اليوم اركز مع السد كلاعب لكن لا أحد يعلم ماذا ستحمل لنا الأيام.. قد أكون مدربًا أو مديرًا عامًا فيما بعد لكن الى الآن لم احسم أموري. وفي حديثه عن احترافه في السد القطري، أكد تشافي انه ما لمسه في النادي القطري من احترافية كان مثيرا للإعجاب، ويقول: كل شيء رائع هنا، الامور منظمة ومرتبة وأشعر بأن لا فرق على الاطلاق في نظام العمل بين برشلونة والسد. ويضيف، حتى على المستوى التدريبي، الامور تبدو مثالية، والمدرب الحسين عموتة يتمتع بروح مهنية واحترافية عالية وهذا ما ينعكس بالطبع على فريق العمل في الجهاز الفني ومن ثم اللاعبين. ويتابع إلى جانب خوض تجربة احترافية مثالية مع السد فأنا اشعر ايضا بأنني اقوم بعمل وطني من خلال عملي في أكاديمية أسباير من خلال تواجدي وتقديم الخبرات التي جنيتها في أكاديمية لاماسيا لمساعدة المدرب فيليكس سانشيز المدير الفني للمنتخب الاولمبي، حيث أحاول ان اقدم تجربتي في تحضير الجيل المقبل للمنتخب القطري في مونديال 2022، وهذا دور بالغ الاهمية بالنسبة لي، خصوصًا أن العمل مع الفئات العمرية هو الاساس ويعتمد بالدرجة الاولى على زرع ثقافة الفوز وإعطاء الدروس المعنوية المطلوبة. ويرى تشافي ان الكرة القطرية تزخر بالمواهب واللاعبين الجيدين حاليًا كخلفان ابراهيم وحسن الهيدوس والثنائي محمد وأحمد علاء وغيرهم.
مشاركة :