الأعمال الفنية تثمّن تضحيات شهداء الإمارات

  • 11/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

التضحية من أجل الحياة، والموت في سبيل فكرة العدالة والأمان والأخوة والإخلاص للأرض الأم، والدفاع عن جمال الدولة بكل المعاني الرائعة التي تحملها، ليست مجرد حالة عابرة، والفخر بمن حمل شرف هذه التضحية ليس مجرد كلام يُقال، وإنما يجب أن تكون للفن وقفة متأملة، في تفاصيل هذه الحالة الإنسانية والتاريخية العميقة، والمهمة في حياة الشعوب عامة. تبدأ بالكلمات ولا تنتهي عند عمل مسرحي، أو أوبريت، أو أغنية وطنية، أو فيلم سينمائي. فحكايات كل شهيد في عيون أهله، تنقل هذا الحب العظيم لوطنٍ بحجم الإمارات من خلال صورة أب أو أم، اجتازوا حزن الفراق أمام هيبة وعظمة الوطن، ليؤكدوا أنهم منذرون لهذه الأرض، وباقون على العهد، ومستعدون للتضحية كل يوم من أجل أمنها وسعادتها. هنا تتجلى رسالة الفن والفنانين في نقل تلك المشاعر الرقيقة الصادقة والصور الرائعة إلى العالم. عن اختيار عرض يتناول بطولات وتضحيات شهداء الإمارات في افتتاح مهرجان مسرح دبي للشباب، يقول ياسر قرقاوي، المنسق العام لمهرجان مسرح دبي للشباب، ومدير الفنون الأدائية بهيئة دبي للثقافة والفنون: ارتأينا كلجنة منظمة أن يكون المهرجان مرتبطاً بالروح العامة للبلد، فالفن مرآة للمجتمع، وكوننا نعيش أجواء الحرب في اليمن، وفي الوطن العربي عموماً، كان يجب أن تكون الأعمال المقدمة في المهرجان محاكية لهذه المرحلة، وجاء التصور من الشباب أنفسهم، بأن يقدموا عرض الافتتاح عن أول شهيد في الإمارات سالم بن سهيل، فحملت المسرحية رقمه العسكري (كتيبة 190). ويوضح أن العرض لم يكن مباشراً بل تناول حياة الجنود في أرض المعركة، وركز على شخصية القائد العسكري، الذي يعتبر أصغر جندي عنده على نفس درجة الأهمية لأكبر رتبة، كما تناول العرض توضيح الهدف الرئيسي للدولة في هذه الحرب، والتركيز على محاولة الخروج منها بأقل الخسائر الممكنة، فضلاً عن الجانب الإنساني الذي حاول تسليط الضوء على شهامة الجنود وحرصهم على سلامة الأرض والمنطقة، وعلى أمن المدنيين الذي ضحوا بأرواحهم في سبيله. ويذكر أنه تلقى 3 اتصالات بعد العرض من جهات مختلفة عبرت عن اهتمامها بتبني العرض، ويضيف بأن الحفل كان مترابطاً من بدايته إلى نهايته، كما أن العروض المختارة لهذا الموسم في المهرجان جاءت متناغمة مع بعضها بعضا، ومنسجمة مع الحالة العامة التي تعيشها البلاد العربية، إذ عبر كل فريق عربي عن الأوضاع الراهنة التي يعيشها بلده. التركيز على الموضوع ويشرف الفنان حبيب غلوم، على عمل يجري تحضيره ليوم الشهيد، ليؤدي فيه دور الراوي، بالإضافة إلى دوره في الإشراف على العمل. عن التفاصيل يقول: أعمل حالياً على أوبريت فني برعاية مركز راشد للمعاقين، يحضر خصيصاً للاحتفاء بيوم الشهيد، ولتكريم الشهداء وهو بعنوان (البيت متوحد) من تأليف الشاعر كريم العراقي، وإخراج ناصر إبراهيم، وألحان وسيم فارس. واعتمدنا في هذا العمل على الإنشاد، بعيداً عن الموسيقى والأغاني ليتناسب العرض مع خصوصية الحدث، فكانت الفكرة منذ البداية تقوم على التركيز على الموضوع والابتعاد عن الصخب. ويضيف غلوم: هناك أوبريت آخر بعنوان (جنود الوطن) أشارك فيه كممثل، ينتجه نادي بني ياس الرياضي، وهو من تأليف وإخراج لؤي السعدي، ويشارك فيه نخبة من فناني الإمارات والنجوم، كونه يعتمد على الأداء التمثيلي، ويوضح غلوم أن العملين يركزان على تضحيات الشهداء للدفاع عن الأشقاء في اليمن، وعن أمن الإمارات أيضاً، واهتمام حكومة الدولة بالشهداء، وبأسرهم. ويتحدث الفنان أحمد الجسمي، كواحد من مجموعة تمثل الفنانين الإماراتيين عموماً، يقول: نحن -الفنانين الإماراتيين- متأثرون ومتعاطفون مع هذه الحالة التي تعيشها البلد، مثلنا مثل أي مواطن، ولا شك أن هذا ينعكس على الأعمال الفنية التي نقدمها في هذه الفترة، خصوصاً تلك التي تحضر خصيصاً لليوم الوطني. ويقول: شخصياً، عُرض علي المشاركة في 3 أوبريتات، سأختار منها واحداً، لكن أعتقد أنها كلها تركز على موضوع شهداء الإمارات، لكن من الناحية الفنية العملية، أرى أن الوقت لا يزال مبكراً على الدخول في صلب الموضوع، وتقديم أعمال درامية أو أطروحات مسرحية تصور هذا الجانب، فالحالة الإبداعية والفنية تتطلب تأنياً لتناول الموضوع بشكل دقيق، ولا يجب أن يكون العمل الفني نتيجة انفعال أو شعور وقتي، لافتاً إلى أن أحد أعماله القادمة يتناول في أحد خطوطه موضوع الشهداء. قوة الترابط الأخوي الفنان حسين الجسمي، يؤكد قائلاً: اليوم الذي عاد فيه جنودنا البواسل، تجلت كل سمات الوحدة الإماراتية الفريدة، وانعكست قوة الترابط الأخوي الذي جمع قيادتنا الحكيمة على ترسيخ أسس الاتحاد، فما حققته الدولة مفخرة بحق، وعلى جميع الصعد، ورسم للجميع إمارات الوحدة. ويضيف: أطلقنا أغنية (أسود الجزيرة) في الآونة الأخيرة، من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتقول كلماتها: أسود الجزيرة حماة الديار.. قضوا شفّنا وارجعوا للحمى/ عرين العرب دارنا بافتخار.. ومن شعبنا الناس تتعلما/ سقوا المعتدي كاس موت ودمار.. وخلوه ع اللي فعل يندما. ما قاله أهالي الشهداء وانتهى أخيراً المخرج والفنان السوري ماهر صليبي، من عمليات المونتاج لفيلمهعاهدوا فصدقوا الذي يوثق مجموعة من اللقاءات مع أهالي الشهداء في إمارة الفجيرة، وعن هذا العمل يقول: إن رسالة الفيلم كانت تتجسد فيما قاله أهالي الشهداء الذين على الرغم من حزنهم على فراق أبنائهم، فإنهم كانوا يضيئون بمشاعر الفخر وبتضحياتهم من أجل البلد، ومن أجل مناصرة الحق، والأهم أنهم أكدوا أنهم مستعدون دوماً للتضحية من أجل بلدهم، حفاظاً على الأمن والأمان، وتصديقاً لعهدهم لحكام الإمارات. ويذكر أن العمل من إنتاج شركة أرى في الفجيرة، وهو معد خصيصاً لعرضه على المحطات المحلية بمناسبة يوم الشهيد، وعن لقاءاته مع أهالي الشهداء لتصوير الفيلم، يقول: لمست حزنهم عن قرب، شاركته معهم، وتأملت أعينهم تبرق بفخر عند الحديث عن بطولات أبنائهم والتضحية العظيمة التي قدموها وفاءً لأرضهم، ولم يفاجئني أبداً استعدادهم الصادق لمزيد من التضحيات، الذي أكدوه من خلال الفيلم، هذا الإخلاص يستحق أن يراه العالم. جميع شهداء العالم العربي وكانت الفنانة البحرينية بلقيس قدمت أغنية وطنية بعنوان وطني تتحدث عن الشهداء، في دار الأوبرا المصرية، ضمن مهرجان الموسيقى العربية، وتقول: قدمت هذه الأغنية هدية لأرواح شهداء الإمارات واليمن الذين فارقونا، وهي تتحدث عن الشهداء عموماً، موجهة الرسالة لجميع شهداء العالم العربي، فهي مكتوبة باللغة العربية الفصحى للشاعر نزار فرنسيس، ومن ألحان ميشيل فاضل، ولدي عمل آخر بعنوان (الشهيد) أعمل على تحضيره حالياً خاص بالشهيد الإماراتي، أتمنى أن يكون جاهزاً لأقدمه للناس في يوم الشهيد. مجموعة من الأغاني ولا يمكن أن تغيب كلمات الشاعر علي الخوار عن هذه المرحلة، فالكلمة هي التعبير الأول الذي تنسج منه المشاعر عملاً فنياً يعبر عنها ويخلدها، فانطلقت كلماته بصوت الفنان محمد سيف، في أغنية جيشنا الباسل، التي لحنها عادل عبد الله، وغنى له بعدها الفنان عيضة المنهالي أغنية ابن الوطن التي لحنها علي كانو، وأيضاً كانت أغنية طيور الأبابيل من الأعمال المؤثرة التي غناها الفنان ميحد حمد. وعن آخر كتابات الخوار، وأعماله لتكريم شهداء الإمارات، يقول: أعمل حالياً مع وزارة الثقافة على إنتاج ألبوم خاص باليوم الوطني، الذي يتضمن أغنية خاصة عن أم الشهيد، ولدي أيضاً أكثر من أوبريت وطني، يقام أحدها في رأس الخيمة، والآخر في دبي، وهذه الأعمال التي تشغلنا حالياً، ولا شك أن كل يوم يحمل جديده معه. ويضيف: أعتبر دائماً الوطن الحبيب الأول، فأعبر عن كل ما يخصه بالشعر دائماً، ولا أنتظر مناسبة معينة، أو أحداً ليطلب مني الكتابة أو المشاركة في الأعمال الفنية التي تخص الوطن، أنا أكتب له دوماً، ويوجه بدوره رسالة لأسر الشهداء بأن يفخروا بأبنائهم، فهذا فخر يبقى ملازماً لهم كل العمر، ليعبر عن هذه المعاني بالكلمات التالية، والتي يهديها لهم خصيصاً: يفتخر من قدم لعزك شهيد.. والله العالي على هذا شهيد. فايز السعيد: رسالة الفن الحقيقي الملحن والفنان الإماراتي فايز السعيد، يؤكد أن رسالة الفن الحقيقي تظهر في مثل هذه الأوضاع، ويقول: الفنان الذي يحب وطنه ويحب أن يوصل فنه بشكل صحيح، عليه أن يوصل رسالته إلى شريحة معجبيه، خصوصاً أن هناك كثيراً من الناس بعيدون عن السياسة، وغير مهتمين بأخبارها، لكن الفنان من خلال فنه يمكنه توصيل تلك الأغاني الوطنية لتلك الشريحة التي تحبه، وأعتقد أن هذه هي رسالة الفنان الحقيقي. ولا نغفل أهمية إيصال الصورة واضحة إلى العالم عن طريق الفن، بالإضافة إلى دوره الكبير في تخليد هذه المرحلة التاريخية بأعمال فنية تليق بها. وعن أهم لأعمال الوطنية التي قدمها خلال هذه الفترة، يوضح أنه لحن أغنية للفنانة أحلام بمناسبة عودة جنود الإمارات، بعنوان جيوشنا عز وفخر، وهي من كلمات الشاعر هزاع المنهالي، ويلفت إلى أن الفنانة أحلام أصرت على أن يكون هذا العمل من إنتاجها، ويضيف: هناك أغنية أخرى صدرت أيضاً يوم عودة جنود الإمارات بعنوان (فخر دولتنا)، وهي من كلمات سعود الكعبي، ومن غنائي مع عيضة المنهالي، بالإضافة إلى أغنية خاصة بيوم الشهيد تركز على أم الشهيد، وتصور تلك الأم العظيمة التي تدفع ابنها للدفاع عن الوطن، وهي بعنوان (قوم يا ولدي)، من كلمات الشاعر علي الخوار، وغناء الفنانة البحرينية سلوى عمر، التي اكتشفها برنامج (محمد عبده وفنان العرب)، إلى جانب أوبريت يجري التحضير له بهذه المناسبة، يجمع عدداً من فناني الإمارات ،ليغنوا للشهيد بمناسبة اليوم الوطني، وهو من كلمات علي الخوار، وألحاني.

مشاركة :