مصنعو الهواتف يتنافسون على الوصول إلى «الكاميرا المخفية تحت الشاشة»

  • 1/17/2022
  • 23:11
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جلبت الهواتف الذكية القابلة للطي معها تقنيات جديدة تعمل الشركات من خلالها إلى كسر حاجز الابتكار لصنع الجيل الجديد من الهواتف الذكية، فبعد أن كان طي الشاشة هو الميزة الحديثة التي تتنافس فيها الشركات، باتت الكاميرا هي المعيار الجديد للمنافسة ليس في مجال الوضوح والدقة فحسب، بل في كيفية إخفائها وعدم ظهورها على شكل نتوء في شاشة الهاتف وأخذ جزء منها. ويتوجه عديد من مصنعي الهواتف الذكية من العام الماضي إلى تبني الكاميرات الموجودة أسفل الشاشة كطريقة للتخلص من الحافات أو النتوء، إذ يطمح مصنعو الهواتف إلى نجاح تبنيهم هذا النهج دون ظهور أي عيوب أو قصور في جودة التصوير ووضوح الصورة وكمية الضوء الذي يمكن للكاميرا المخفية تحت الشاشة التقاطه، واليوم تمثل هذه التقنية واقع يعيشه عديد من المستخدمين ممن اقتنوا الهواتف الحديثة، إذ لم تعد هناك حاجة إلى وجود نتوء أو ثقب في الشاشة وذلك بعد أن اعتمدت الشركات على هذه التقنية. وتعمل تقنية الكاميرا أسفل الشاشة بشكل مشابه لتقنية مستشعرات بصمات الأصابع الموجودة أسفل الشاشة، حيث يكون جزء صغير من لوحة العرض شفافا نسبيا، ويسمح ذلك للضوء بالمرور إلى الكاميرا الموجودة خلف الشاشة، وبذلك يتم تضمين تلك التقنية بطريقة تجعلها غير مرئية بشكل كبير. وقال أسامة عصام الدين الخبير التقني، إنه بلا شك أن الهواتف ذات الكاميرات المخفية تحت الشاشة ستمثل مستقبل سوق الهواتف، فالأمر مسألة وقت فقط وتطول الكاميرات المخفية تحت الشاشة حتى هاتف آيفون الذي لا يعد الأجرأ على تطبيق التقنيات الجديدة فور ظهورها، فالشركات كلها تسعى إلى الشاشات الكاملة التي تستحوذ على واجهة الجوال كلها. وحول تأثير وجود الكاميرا المخفية تحت الشاشة في جودة الشاشة من حيث الوضوح والإضاءة الخلفية، قال أسامة، "في الوقت الحالي، الأمر الذي تؤثر فيه الكاميرا المخفية هو جودة الكاميرا نفسها، وقد ظهر ذلك جليا في هاتف "سامسونج" الرائد جالكسي زد فولد 3.، وربما تكون "شاومي" قد طبقتها بشكل أفضل وبجودة أفضل بكثير، لكنها ما زالت لا تقارن بالكاميرا الأمامية التي تستحوذ على مساحة من الشاشة". وحول تبني الشركات لهذه التقنية رغم أنها لم تلق رواجا حتى الآن، قال "لا أخال أن الأمر له علاقة برواج التقنية نفسها من عدمه، بقدر ما أنه انتظار الشركات للتقنية نفسها أن تنضج وتصبح عملية كعملية الكاميرا الأمامية العادية، فهناك شركات تحب أن تقدم وتأخذ بمخاطرة استخدام وتطبيق تقنيات جديدة، وشركات أخرى تفضل الانتظار دائما حتى تنضج هذه التقنيات". من جانبه قال المهندس أحمد عصام حنبظاظه المستشار والخبير التقني حول مستقبل الكاميرات المخفية تحت الشاشة، "لو استرجعنا وضع الكاميرات الأمامية الدارجة في الوقت الحالي ما يعرف بالنتوء والدمعة و ثقب الشاشة كلها أعاقت نوعا من أنواع العرض لأي محتوى مرئي يتم عرضة على شاشة الهاتف. في فترة من الفترات ظهرت الكاميرات المنبثقة كحل لمشكلة عرض المحتوى لكامل الشاشة، ولكنه لم يكن مقبولا من قبل المستخدمين نظرا إلى مخاوف تعرضها للكسر، ما أدى إلى اختفائها تدريجيا. وكما نرى اليوم فإن استخدام الهاتف الذكي يعتمد في الغالب على الترفيه ويحتاج إلى تجربة غامرة بالتزامن مع ظهور الهواتف القابلة للطي. فإن تقنية الكاميرا المخفية تحت الشاشة هي الخطوة الأساسية نحو هذا التوجه. وتعد تقنية إخفاء الكاميرا تحت الشاشة من التقنيات الجديدة التي تمنح المستخدمين شاشة عرض كاملة حقيقية. وأصبحت الشركات أخيرا تتنافس في إضافتها كميزة في أجهزتها الرئيسة، حتى الآن ما زلنا نرى تطورا ملحوظا وتنافسا قويا للوصول لأعلى جودة لهذه التقنية". وحول جودة الكاميرا المخفية تحت الشاشة وتأثيرها في جودة الشاشة قال أحمد إنه في الوقت الحالي ما زالت الشركات تحاول أن توفر أعلى معايير جودة التصوير على قدر الإمكان دون التأثير في الشكل العام للشاشة، وكما نلاحظ بأن الشركات الصينية ما زالت تبدع في الوصول لهذه النتائج بعكس ما توصلت إليه الشركة الكورية سامسونج، فقد تلاحظ بشكل واضح وجود ثقب خفيف في أعلى الشاشة قد يؤثر في جودة المحتوى المعروض أثناء الاستخدام، ولكن من ناحية التصوير فهي أفضل من نظرائها الصينيين الذين ركزوا أكثر على شكل الشاشة وجودة عرض المحتوى أكثر من جودة الصورة. ولكن إجمالا فإن العدسات المزودة لهذه الشاشات لا تتمتع بجودة البكسل التي اعتدنا عليها في الهواتف السابقة، بحيث إن قوة العدسة تصل إلى أربعة ميجا بكسل. ولكن تعمل هذه العدسات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحسين جودة الصورة الملتقطة حتى تصبح النتيجة مرضية لحد ما. وتابع، "ما زلنا نرى من وقت إلى آخر تسجيلات لبراءات اختراع تحسن من جودة الصورة ورفع لجودة العدسة الموجودة تحت الشاشة. في الوقت الحالي، تكافح منتجات الكاميرا الموجودة أسفل الشاشة لتحقيق التوازن بين تأثير العرض وإخراج الصورة. ومع ذلك، مع المواد الحالية المتوافرة، فإن منتجات الكاميرا الموجودة أسفل الشاشة بعيدة كل البعد عن حلول الجودة المتوقعة حاليا. وأيضا هي أدنى من حيث جودة الشاشة وإخراج الصورة. ومع ذلك، فإن التركيز في البيع ينصب على ميزة ملء الشاشة المطلق (كامل العرض)". وأشار إلى أن الشركات ما زالت تتنافس في إضافة هذه الميزة، ولكن يعود سبب عدم رواجها لعاملين رئيسين، الأول أنها تقنية جديدة قامت الشركات بوضعها على الأجهزة الرئيسة الخاصة بها، وبطبيعة الحال فإن تكلفة اقتناء هذه الأجهزة تكون مرتفعة نسبيا، ولكن هذا يعد وضعا طبيعيا لأي تقنية جديدة كما حصل في الماضي مع تقنية البصمة تحت الشاشة في الماضي، كانت في بادئ الأمر مقتصرة على الأجهزة الرئيسة وبأسعار مرتفعة نسبيا. وحول نشأة التقنية، بدأت شركة ZTE هذه التقنية مع هاتفها Axon 20 خلال العام الماضي الذي واجه عديدا من الانتقادات بسبب ضعف جودة الصور بشكل كبير، الأمر الذي يعود إلى جودة الكاميرا في مقابل مساحة الشاشة، إلا أن شركات مثل "شاومي" و"سامسونج" تجاوزت هذا الأمر من خلال هاتفي Mix 4 وسامسونج جالكسي زد فولد 3. ويعد هاتف "شاومي" أحد هواتف الفئة العليا المدعوم بمعالج سناب دراجون +888، وأضافت إليه لنظام تصوير متكامل مع عدسة أساسية بدقة 108 ميجا بكسل، وعدسة تقريب بصري مميزة، إلا أن الكاميرا الأمامية التي كانت تتمركز تحت الشاشة لم تكن جيدة بما يكفي بالنسبة إلى هاتف من الفئة العليا، حيث تمت ملاحظة عديد من أخطاء التصوير بما يخص البعد البؤري والعزل، حتى في ألوان الصورة ودقة التفاصيل، وذلك لأن الجيل الأول من التقنية التي اعتمدت عليه "شاومي" وZTE كان لا يزال بحاجة إلى تطوير أكثر لإنتاج صور عالية الدقة تليق بعدسة هاتف ذكي رائد. ومع ظهور هذا التقنية كان على "سامسونج" تضمين تقنياتها الجديدة في هواتفها الرائدة، وذلك يشمل تقنية الكاميرا تحت الشاشة، حيث أطلقت الشركة هاتفها الذكي القابل للطي سامسونج جالكسي زد فولد 3، الذي يعد الجيل الثالث من تطور تقنيات الهواتف القابلة للطي، بعدسة كاميرا مخفية تحت الشاشة الداخلية القابلة للطي سمحت "سامسونج" من خلال للمستخدمين من تجربة الجيل الجديد من "الكاميرات المخفية".

مشاركة :