كنت أعتقد أن مسؤولية الأبناء تنتهي حين يكبرون ويشبون عن الطوق، وبالتجربة ثبت لدي بما لا يدع مجالاً للشك أن المسؤولية تتعاظم حين يكبرون، حتى بعد زواجهم واستقلالهم ما تزال تشعر نحوهم بمسؤولية من نوع آخر، ولذلك أتعجب ممن يسوقن للتخلي عن هذه المسؤولية الأبوية والاستمتاع فيما بقي من العمر بعيداً عن الضغوط الحياتية المتولدة عن مشاكل الحياة وصعابها التي تعترض طريق الأبناء وهم في مقتبل العمر، وقد تعاظمت الضغوط وتكاثرت المنغصات وتضاعفت أرقام فواتير الاستهلاك وصعبت خطوات البناء والتكوين العقلي والعاطفي والأسري والبيتي لهم في ظل تحديات عالمية ومحلية لا تخفى فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة وظروف الزمن الحاضر، وحتى لا يكون ما أورده هنا وأسوقه في هذا المقال مجرد ظن وبعض الظن أثم، أتمنى من القارئ الكريم الذي كبر أولاده الذكور منهم والإناث أن يعيد التفكير في صفحات حياته ليقارن بين مسؤوليته الأبوية حين كان أولاده في مرحلة الطفولة وحاله معهم اليوم وقد صاروا آباء أو أمهات، وجزماً إن كان منصفاً للحقيقة وفيه نزعة المثالية فسيجد نفسه إزاء حمل ثقيل من المسؤوليات الشخصية جراء التفكير الدائم والعمل المستمر لتحقيق سعادة أبنائه التي قد تؤثر على وضعه الصحي والنفسي وربما أفقدته الاستمتاع بإذن الله بما بقي من أيام عمره، ولذا فإنني أظن أننا شعب عاطفي يحتاج إلى دورات عقلانية في تحقيق التوازن الحقيقي بين حياتنا لأنفسنا ومسؤولياتنا الاجتماعية حفظ الله لنا ولكم البنين والبنات وإلى لقاء والسلام.
مشاركة :