بحضور لافتٍ وكبير من العاملين بالحقلين الثقافي والإعلامي، استضاف مؤخراً مبنى «قنصلية» التاريخي، حفل إطلاق ومناقشة رواية «سر العنبر» للكاتبة والروائية والإذاعية مي خالد، أحد أبرز أصوات المشهد الإبداعي في مصر في العقود الأخيرة. الرواية صدرت عن دار العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة، وهي الرواية الرابعة في مسيرة مي خالد الروائية، وقد صدر لها عن الدار ذاتها، كتابٌ في أدب الرحلات بعنوان «مصر التي في صربيا» عام 2013، ورواية «جيمنازيوم» عام 2015 والتي فازت بجائزة أفضل رواية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2016، وتمت ترجمتها إلى اللغة الصربية، وتُترجم حالياً إلى «الإسبانية». ثم صدرت روايتها الثالثة، «تمارا» عام 2019 والتي حصدت أيضاً جائزة معرض القاهرة للكتاب لأفضل رواية، فضلاً عن مشاركاتها المميزة في الفعاليات الثقافية المصرية في أوروبا والعالم العربي. قدم حفل التوقيع والإطلاق الناشر شريف بكر مدير دار العربي للنشر والتوزيع، وقدّم الرواية وناقشها الناقد محمود عبد الشكور، الذي قال إن «سر العنبر» تمثل انتقالة حقيقية في مشوار مي خالد مع الرواية، معتبراً أنها رواية الذاكرة بامتياز، الذاكرة بتنويعاتها الحسِّيَّة المختلفة، البصرية والشمية والذوقية والسمعية واللمسية، وستكون العطور نقطة البدء والانطلاق.. العطور هي البطلة هنا، ولكل عبق سر وحكاية تستدعيها الذاكرة، وتستحضر حكايتها. تنطلق الرواية من حادثة تصيب «ميرا» أثناء عودتها من المطار بعد أن ودعت ابنتها المسافرة إلى أيرلندا، لتدخل بعد وقوع الحادثة في حالةٍ من التداعي الحرّ في السرد، والتي تكشف لنا جزءاً من حياتها، ونرسم من خلالها ملامح وأبعاد الصورة كاملة. وتقول مي خالد على لسان بطلتها في الرواية: «لم أتبين أبداً سرَّ العبق الذي يغلف النسمة التي تأتي حينما يهَل عليّ.. هل كان يدهن له أبوه شعره الأملس بالعنبرية حين كنا صغاراً، أم لأننا لم نتلاقَ حين كبرنا إلا وكان ثالثَنا مسجد أو ضريح تُشعل حوله أعواد البخور، فإن لمحنا أي من الجيران، ملست على وجهي بكفي وغادرت في الحال، وكأنني جئت لأقرأ الفاتحة لصاحب الضريح». تخرجت مي خالد في كلية الإعلام بالجامعة الأميركية بالقاهرة. وهي مذيعة بالبرامج الإنجليزية الموجهة، وأيضاً الإذاعة المصرية.
مشاركة :