قالت مؤسسة الكبد الألمانية إن رتق القناة الصفراوية (Biliary atresia) هو مرض نادر يُصيب الأطفال حديثي الولادة؛ ويعني انسداد القناة المرارية أو عدم وجودها. وأضافت المؤسسة أن سبب هذا المرض غير معلوم، موضحة أن أعراض هذا المرض تتمثل في اصفرار العينين والجلد والبول داكن اللون والبراز طيني اللون وانتفاخ البطن وتضخم الكبد. وغالبا ما تظهر هذه الأعراض منذ الأسبوع الأول إلى الأسبوع السادس من الولادة. ويُؤدِّي هذا العيبُ إلى تجمُّع الصفراء في الكبد، ويمكن أن يسبب ضررا في الكبد لا يمكن علاجه. وشددت المؤسسة على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض من أجل الخضوع للعلاج في أقرب وقت ممكن، والذي يتمثل في الجراحة أو زراعة الكبد، وذلك لتجنب إصابة الطفل بفشل كبدي. والجراحة مطلوبة لإنشاء أقنية صفراوية جديدة. ويستند التَّشخيصُ إلى اختبارات الدم والتصوير بالنوكليدات المشعة والفحص الجراحي للكبد والأقنية الصفراوية. وتنقل الصفراء -وهي سائل هضمي يفرزه الكبد- فضلات الكبد، وتُساعد على هضم الدهون في المِعَى الدقيق، وتنقل الأقنية الصفراوية الصفراءَ من الكبد إلى الأمعاء. وبالنسبة إلى رتق القناة الصفراوية التي تبدأ بعد الولادة بفترة وجيزة تتقلص الأقنية الصفراوية تدريجيا وتصبح مسدودة، ومن ثمة لا يمكن أن تصل الصفراء إلى الأمعاء، وتتراكم في نهاية المطاف في الكبد ثم تنتقل إلى الدم، وتُسبب تغيرًا في لون الجلد إلى الأصفر. ويسمى التندب التدريجي غير القابل للإصلاح في الكبد تشمع الكبد، وهوَ يبدأ من عمر شهرين إذا لم تجرِ مُعالجة المرض. ولا يعرف الأطباء لماذا يحدث الرتق الصفراوي؛ ولكن حوالي 15 إلى 20 في المئة من الأطفال تكون لديهم عيوب خلقية أخرى. وغالبًا ما يعاني الأطفال المصابون برتق القنوات الصفراوية من حظر تدفق الصفراء من الكبد إلى المرارة والذي قد يؤدي إلى تلف الكبد، وهو أمر خطير إذا لم يتم علاجه. وفي الغالب يبدو الأطفال المصابون بهذه الحالة طبعيين عند الولادة، ومع ذلك قد تتطور بعض الأعراض في الأسبوع الثاني أو الثالث من العمر. ورتق القنوات الصفراوية ليس مفهوما تماما، لكن بالنسبة إلى بعض الأطفال قد يحدث رتق القناة الصفراوية لأنها لم تتشكل بطريقة صحيحة أثناء الحمل. أما بالنسبة إلى الأطفال الآخرين فقد تتضرر لديهم القنوات الصفراوية من قبل جهاز المناعة في الجسم استجابة لعدوى فايروسية مكتسبة بعد الولادة. انشرWhatsAppTwitterFacebook