توصل الخبراء إلى اكتشاف جين يخفض من حدة الإصابة بفايروس كورونا ويوضح سبب تباين أعراض الإصابة به، حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة في حين يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة. وبإمكان هذا الاكتشاف أن يساعد على توفير علاج أكثر نجاعة في القضاء على الفايروس. توصل باحثون إلى اكتشاف جين يقلل من حدة الإصابة بفايروس كورونا بنسبة 20 في المئة. وقال العلماء إن اكتشافهم سوف يساعد في تصنيع أدوية فعالة ضد الفايروس. كما أن هذا الاكتشاف يوضح سبب تباين أعراض الإصابة بالفايروس، حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة، في حين يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة. ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الباحثين قولهم إن “الجين يدفع الجسم إلى إفراز بروتين يعد فعالا في تكسير فايروس كورونا المسبب لمرض كوفيد – 19”. وأشار الباحثون في معهد كارولينسكا إلى أنه تم العثور على الجين في واحد من بين كل ثلاثة أشخاص من البيض ذوي أصول أوروبية. وخلصت الدراسة التي نُشرت في دورية نيتشر جيناتكس إلى أن الجين موجود في ثمانية من بين كل عشرة أشخاص ذوي أصول أفريقية. ويحدد الجين طول بروتين “أو.أي.أس 1″، وعندما يكون أطول يمكنه بصورة أفضل تكسير فايروس كورونا. وقال الباحث برينت ريتشاردز في جامعة مكجيل المشارك في إعداد الدراسة “بداية فهمنا لعوامل الخطورة الوراثية تفصيليا أمر رئيسي لتطوير أدوية جديدة مضادة لفايروس كورونا”. ويعد السبب في عدم ظهور أعراض على بعض المصابين بفايروس كورونا مقابل إصابة آخرين بإعياء شديد واحدا من أكبر الألغاز المرتبطة بالوباء. الجين يدفع الجسم إلى إفراز بروتين يعد فعالا في تكسير فايروس كورونا المسبب لمرض كوفيد – 19 وقد حددت دراسة نشرتها دورية نيتشر العلمية وشملت أكثر من 2200 مريض تلقوا العلاج في وحدة العناية المكثفة، جينات بعينها ربما تحمل الإجابة على ذلك. وتجعل هذه الجينات بعض الأشخاص أكثر عرضة لأعراض كوفيد – 19 الشديدة. وتسلط هذه النتائج الضوء على مواطن الخلل في جهاز المناعة، مما قد يساعد في تحديد علاجات جديدة، وهو الأمر الذي يتطلب الحاجة إليه رغم تطوير لقاحات، كما يقول الدكتور كينيث بيلي الطبيب الاستشاري في المستشفى الملكي بأدنبرة. وأضاف أنه “من شأن اللقاحات أن تقلل من حالات الإصابة بكوفيد – 19 إلى حد كبير، لكن من المرجح أن يظل الأطباء يعالجون مصابين بالمرض داخل وحدات العناية المركزة لسنوات قادمة في مختلف أنحاء العالم، لذا فإن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد علاجات جديدة”. وفي العام 2020 عثر على فروقات جينية كذلك في جين يسمى “دي.بي.بي 9” وهو يلعب دوراً في الالتهاب، وجين آخر يسمى “أو.أي.أس” الذي يساعد في منع الفايروس من استنساخ نفسه. كما وُجدت تباينات في جين يسمى “أي.أف.أن.أي.آر 2” لدى مرضى في العناية المكثفة. ويتصل هذا الجين بجزيء قوي مضاد للفايروسات يسمى إنترفيرون، والذي يساعد في تشغيل جهاز المناعة بمجرد اكتشاف وجود عدوى. ويُعتقد أن نقص الإنترفيرون المُنتج يمكن أن يعطي الفايروس ميزة مبكرة، إذ يسمح له باستنساخ نفسه سريعاً مما يزيد من شدة المرض. وأشارت دراستان حديثتان أُخريان نشرتا في دورية العلوم إلى وجود صلة بين الإنترفيرون وحالات الإصابة بكوفيد – 19 من خلال كل من الطفرات الجينية وخلل المناعة الذاتية الذي يؤثر على إنتاجه. Thumbnail وقال البروفيسور جان لوران كازانوفا الأستاذ بجامعة روكفلر في نيويورك والذي أجرى البحث إن “الإنترفيرون مسؤول عن نحو 15 في المئة من حالات الإصابة بكوفيد – 19 الحرجة المسجلة دوليا لدى دراستنا”. ويمكن إعطاء الإنترفيون في صورة علاج، لكن تجربة سريرية لمنظمة الصحة العالمية خلصت إلى أنه لم يساعد المرضى المصابين بإعياء شديد. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر ألبرت بورلا لقناة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية إن فايروس كورونا سيستمر في الانتشار لسنوات طويلة مقبلة، لكن الموجة الحالية منه يجب أن تكون الأخيرة التي تتطلب فرض قيود. وأضاف في تصريحاته للقناة أن لقاح كوفيد – 19 آمن وفعال للأطفال. وعادت الإنفلونزا إلى أوروبا بمعدل أسرع مما كان متوقعا هذا الشتاء بعد اختفائها تقريبا السنة الماضية، الأمر الذي أثار مخاوفا بشأن وباء مزدوج طويل الأمد مع فايروس كورونا وسط بعض الشكوك بشأن فاعلية لقاحات الإنفلونزا. دراسات عدة أخرى تكشف أن عنقود جينات في "كروموسوم 3" على صلة قوية بالأعراض الشديدة، غير أن الآلية البيولوجية التي يقوم عليها هذا الأمر لم تُفهم بعد وقضت إجراءات الإغلاق ووضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، التي أصبحت القاعدة في أوروبا أثناء تفشي كوفيد – 19، مؤقتا خلال الشتاء الماضي على فايروس الإنفلونزا الذي يقتل قرابة 650 ألف شخص على مستوى العالم سنويا، وفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي. ولكن الوضع تغير الآن، فقد بدأت بعض الدول باعتماد تدابير أقل صرامة لمكافحة فايروس كورونا بفضل انتشار اللقاحات. وأظهرت بيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية أنه منذ منتصف ديسمبر ارتفع عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا في وحدات العناية المركزة بشكل تدريجي لتصل إلى 43 حالة في الأسبوع الأخير من السنة. ويعتبر عدد الإصابات هذا أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء، إذ تجاوز عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا في وحدات العناية المركزة 400 حالة إصابة في نفس الفترة من عام 2018 على سبيل المثال. ولكن البيانات تظهر زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة مقارنة بالعام الماضي، إذ كانت هناك حالة إصابة واحدة بالإنفلونزا في وحدة العناية المركزة في شهر ديسمبر بأكمله. وقالت الدكتورة فانيسا سانشو شيميزو خبيرة الوراثة في جامعة إمبريال كوليدج بلندن إن الاكتشافات الجينية تقدم نظرة ثاقبة غير مسبوقة لبيولوجيا المرض. وأضافت أنه “حقا مثال للطب الدقيق، حيث يمكننا تحديد اللحظة التي تسوء فيها الأمور لدى شخص بعينه”. وأشارت إلى أن نتائج هذه الدراسات الجينية ستساعد في تحديد مسارات جزيئية معينة يمكن أن تكون أهدافا لتدخل علاجي. وكشفت دراسات عدة أخرى عن أن عنقود جينات في “كروموسوم 3” على صلة قوية بالأعراض الشديدة، غير أن الآلية البيولوجية التي يقوم عليها هذا الأمر لم تُفهم بعد.
مشاركة :