عقدت اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء أول اجتماعاتها في أبوظبي، بحضور أعضاء من مجلس الإدارة وفريق الإدارة العليا للوكالة على مدى يومين جرى خلالها بحث الإطار الاستراتيجي العام للوكالة ومكانة الدولة في قطاع الفضاء والتوجهات المستقبلية. واستهلت اللجنة أعمال اليوم الأول بعرضٍ قدمه الدكتور الأحبابي، حيث تحدث خلاله عن الرسالة والرؤية المستقبلية للاستراتيجية المؤسسية للوكالة ومهمة المريخ والخط الزمني للمشروع ومستوى الدعم والتعاون القائم في هذا السياق. وبحث الاجتماع عدداً من المواضيع أبرزها سياسات الدولة في مجال الفضاء، ومشاريع القوانين الحالية والمستقبلية، وآخر التطورات المتعلقة بالتكنولوجيا والاستثمار في الطاقات البشرية، والاتجاهات المستقبلية في القطاع الفضائي. وشهدت فعاليات اليوم الثاني نقاشات حول استراتيجية الدولة في قطاع الفضاء، ومكانتها ضمن مجالات الاستثمار والشراكات الصناعية والتمويل والموارد البشرية والابتكار والعلوم والتعاون مع الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها. وصرح الدكتور خليفة الرميثي: تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، فمن إيجابيات هذه اللقاءات ونتائجها هو التعرف الى آخر ما تم التوصل إليه في تكنولوجيا الفضاء نظراً لخبرة المشاركين الطويلة في هذا المجال. وأعني بذلك أن أعضاء اللجنة قد مروا بمراحل مختلفة من صناعة الفضاء حيث إن باستطاعتهم تحديد ما يحدث الآن وما سيحدث في المستقبل، الأمر الذي سيُمكن الوكالة من تفادي الأخطاء السابقة التي وقع فيها الآخرون، وبالتالي ضمان استغلال موارد الوكالة بالشكل الأمثل الذي يضمن نجاحها في مهامها المستقبلية. من جانبه، قال الدكتور محمد الأحبابي معلقاً على الأسس والمعايير التي تم على أساسها اختيار أعضاء اللجنة: تم اختيار اللجنة الاستشارية وفقاً لأسس علمية هي التنوع والمعرفة في التقنيات المختلفة في مجال الفضاء والخبرة في الأبحاث ومراحل تنفيذ المشاريع وبناء المركبات، إضافة إلى الخبرات في الحوكمة ووضع معايير النجاح والخبرات السابقة أو الحالية في وكالات مثل وكالة الفضاء الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية. وتعتبر هذه المعايير أساسية ومهمة نظراً للدور البارز والمؤثر الذي ستلعبه اللجنة في مسيرة التقدم والتميز وبناء القدرات البشرية، بكونها شريكاً مهماً في عملية اتخاذ القرار الصائب في الوكالة والذي يصب في سبيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوكالة على المديين القصير والبعيد على حدٍ سواء. وتخلل جدول أعمال اليوم الأول زيارة إلى شركة الياه للاتصالات الفضائية الياه سات، حيث قام الوفد خلالها بجولة في مرافق الشركة، إضافة إلى زيارة مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي خلال اليوم الثاني، والتي شملت اجتماعات وجولة في المركز. وفي هذا السياق، قال الدكتور تشارلز العشي: تعد كل من الياه سات ومركز محمد بن راشد للفضاء من أهم المؤسسات التي يمكن البناء على خبرتها وبنيتها التحتية، ولقد دهشنا بالفعل لمدى تحمس الطاقات الشابة وحداثة سنها في هذه المؤسسات، فالطاقات البشرية تعتبر العنصر الأهم في تطوير البنية التحتية ومن المهم جداً أن يكون هناك رؤية تطمح الطاقات البشرية ووكالة الإمارات للفضاء أن تحققها. وإذا قمنا بأخذ مهمة المريخ على سبيل المثال، فإن دولة الإمارات لا تألو جهداً في الاستثمار في العنصر البشري وتطويره وتشجيعه، كما أنها تضعه أمام مختلف التحديات في سبيل التطور في هذا القطاع. وأشار الدكتور العشي إلى أن عملية التأسيس للدخول في قطاع الفضاء تبدأ من مراحل مبكرة، وذلك من خلال تعريف الأطفال وتشجيعهم وإثارة اهتمامهم بهذا العلم، فبرنامج المريخ يعد بمثابة عنصر إلهام من شأنه أن يشجع الأطفال على الدخول في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا المختلفة. وقال الدكتور فاروق الباز في معرض حديثه عن مسألة بناء القدرات في دولة الإمارات بالتوازي مع بناء وتوفير التكنولوجيا المطلوبة في قطاع الفضاء: تتمتع دولة الإمارات بكفاءات مختلفة من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويمكن البناء على خبرتها في مختلف المجالات العلمية، فلا يمكن لأحد أن يبدأ أي مشروع دون أن تتوفر له كل الاحتياجات. والمطلوب الآن هو جمع هذه الكفاءات وتعريفها بالرؤية المستقبلية في إطار عمل واضح يسمح بالاستفادة منها بالشكل الأمثل.
مشاركة :