إن الانتماء للوطن هو نتاج التكوين الفكري بكل المقومات القومية والتاريخية، كلما كان وعيا حقيقيا كان الانتماء في معناه عميقا وحقيقيا، من هنا يمكن القول بأن مسار العمل البرلماني في البحرين له في الشراكة الفاعلة دور واسع في تطور البلاد، ثم إن ما قدمه البرلمان لحياة ديمقراطية أخذت مكانتها وأظهرت فعالياتها الصادقة في حق المواطن ومن ثمة الوطن. إن مستوى التفاعل الشعبي مع العملية الانتخابية هو علامة النجاح وهذا في حد ذاته هو الدافع للتقدم والداعم للممارسة البرلمانية، فقد حققت مملكة البحرين في فترة قصيرة العديد من المنجزات في الكثير من المجالات التنموية وفق رؤية عصرية وإنسانية، جاء هذا في لقاء مميز مع جريدة الأهرام المصرية مع السيدة فوزية زينل رئيسة المجلس، مؤكدة أن النهضة البحرينية الحديثة شهدت انجازات عمت القاصي والداني منها المجال السياسي والتعليمي والصحي والاجتماعي، والتي شكلت الأسس لنجاحات بحرينية متعددة، وأصبحت بمثابة نموذجا رائدا للمنطقة ودول العالم. وأضافت السيدة فوزية زينل رئيسة المجلس قائلة: لقد جاء الميثاق الوطني حاملا طموحا جعل كل مواطن في مملكة البحرين يتطلع إليه لما يحتويه من مبادئ سامية ومعرفة وحضارة تاريخية، وقد ارتبط تاريخ البحرين بالديمقراطية منذ زمن بعيد، ومثال ذلك أن البحرين أول دولة خليجية أجرت انتخابات بلدية في الثلاثينيات من القرن الماضي، والتي شكلت اللبنة الأساسية لتأسيس المجلس الوطني، ثم إن مسار العمل الانتخابي شمل أيضا مؤسسات ونوادي وفي مقدمتها غرفة تجارة وصناعة البحرين التي لا يزال مجلس إدارتها يأتي بانتخابات من منتسبي الغرفة، وهذه ظاهرة وإضافة أخرى إلى سبل الديمقراطية التي تتمتع بها مملكة البحرين. بجانب ما تقدم، فإن مجلس النواب منذ تولي السيدة فوزية زينل رئاسة المجلس بادرت وأعطت المرأة شأنا مهما وهو المشاركة الفعلية لتقف جنبا إلى جنب مع الرجل في شتى الميادين ونحن نرى اليوم عن كثب ادوار الوزيرة والمديرة والدكتورة والمحامية والقاضية والمهندسة، كل هذا يمثل المرأة بجدارة واستحقاق. إن لدى مملكة البحرين بكل فخر واعتزاز (المجلس الأعلى للمرأة) الذي مضى على تأسيسه قرابة 20 عاما، من أهدافه النهوض بواقع المرأة على جميع المستويات المحلية والعربية والدولية. وتعد المرأة البحرينية اليوم شريكا أساسيا في إثراء المنجزات الحضارية للمسيرة الإصلاحية الشاملة، وهذا ما أولته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة من حرص واهتمام بمشاركة المرأة في إغناء العمل الديمقراطي. لقد أكدت السيدة فوزية زينل في هذا الشأن أن مبادرة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لم تقف عند حدود الوطن (البحرين)، بل أصبح دورها مصدرا لكل العالم. عبر تلك المخرجات المتميزة لجائزتها العالمية لتمكين المرأة، حيث شكلت انفتاحا للأهداف المرجوة لأفضل الممارسات الفاعلة التي من شأنها تعزيز مكانة المرأة. لقد كان لمجلس النواب برئاسة السيدة فوزية دور مساند في جهود مواجهة (جائحة كورونا)، إذ استطاع من خلال هذا الدور المنوط له تعزيز العمل الرقابي بما يضمن اتخاذ الخطوات الفعالة لمواجهة تداعيات الجائحة، ونحن اليوم نعيش تضافر جهود الدول والمجتمعات لمكافحة جائحة كورونا. وأضافت السيدة فوزية زينل رئيسة المجلس، أن المجلس اتخذ إجراءات جمة أسهمت في مواصلة العطاء والإنجاز وسارعت وتزايدت في استمرارية انعقاد الجلسات النيابية عن بعد وللكثير من الموضوعات على جدول الأعمال، إذ استطاع المجلس إقرار الكثير منها، وبشأن تقلد المرأة رئاسة مجلس النواب، قالت السيدة فوزية إنها فعلا (سابقة عربية بحرينية)، فهي أولا خطوة غير مسبوقة وثانيا هو إنجاز حضاري واستحقاق طبيعي بما تحظى به المرأة البحرينية من رعاية واهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. على ضوء زيارتها لمصر الشقيقة قالت السيدة فوزية زينل: «إن العلاقات البحرينية المصرية لا يمكن حصرها بالأعوام فهي راسخة بين الشعبين الشقيقين البحرين ومصر، والآن وقد مضى خمسون عاما على هذه العلاقة الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، حيث تم تأسيس أول سفارة للبحرين بالقاهرة عام 1971، فمصر أحد أهم شرايين الوطن العربي الكبير، ولها مكانة مميزة في وجدان ومحبة الشعب البحريني. وإشارة إلى لقائها مع جريدة الأهرام، قالت: إن مملكة البحرين من مفهومها القومي تؤكد تأييدها لمصر فيما يخص قضية سد النهضة والحفاظ على أمن مصر المائي تجاه الموقف الإثيوبي، وان مملكة البحرين ترى في هذه القضية أن لمصر الحق في المحافظة على حقوقها المشروعة في مياه نهر النيل، وهذا موقف موحد لدول الخليج كافة. إن من ينظر إلى دور مجلس النواب اليوم يدرك الاهتمام الكبير بتطلعات الإنسان في هذا الوطن، فالارتباط قديم بين المجلس والمواطن وأخيرا وهذا هو مسك الختام، فإن الرسائل المتبادلة بين قيادتي البلدين في البحرين ومصر تؤكد روح التضامن المشترك في مواجهة التحديات وفي وجه كل ما يزعزع الأمن أو يمس سلامة واستقرار الوطن وأمن المواطنين، وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة بأن مصر تقف بكل إمكانياتها إلى جانب مملكة البحرين.
مشاركة :