شهدت الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي تختتم فعالياته غداً تشديداً أمنياً في أروقة فعالياته المقامة في دار الأوبرا، وانتشرت قصة تفتيش الفنانة يسرا في افتتاح المهرجان. وكان شعور موحد بين جمع ضيوف المهرجان بتحدي الإرهاب الذي ضرب العاصمة الفرنسية قبل أيام. ولكن لوحظ غياب فنانين مصريين عن فعاليات المهرجان، واقتصار وجود أغلبيتهم على الحفلات البعيدة عن الإعلام والجمهور. سند في الدورة الثالثة لملتقى القاهرة السينمائي افتتحت الدورة الثالثة من ملتقى القاهرة السينمائي الذي يُشرف عليه المنتج والكاتب محمد حفظي وتديره المنتجة والمخرجة ماجي مرجان، إذ يعرض كل مخرج مشروعه المستقبلي أثناء الفترة الصباحية المفتوحة، التي يحضرها منتجون وموزعون عاملون في مصر والعالم العربي وأوروبا، إذ يهدف الملتقى إلى دعم المشروعات التي لم تنفذ بعد، عبر جوائز مالية، بالإضافة إلى إتاحة فرصة للتلاقي والمقابلات مع المنتجين والموزعين وممثلي المهرجانات. تتكون لجنة تحكيم ملتقى القاهرة الثالث من كاثرين بروسي، الخبير في مجال صناعة الفيلم الأوروبي والعالمي وأسواق مهرجانات الأفلام والإنتاج المشترك، وخبير التمويل في برنامج اليوروميد الثالث ورئيس الدراسات في تعاون أفلام أوروبا الشرقية. أما العضو الثاني فهو بول بابوجيان، منتج الأفلام القصيرة والوثائقية، وصاحب الإسهام في تدشين مؤسسة الشاشة في بيروت التي تدعم صناعة الأفلام الوثائقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتساعد على تسويق وتطوير ثقافة سينما عربية تعبر عن آراء وقضايا واهتمامات جمهور العالم العربي وتبني تعاونيات وشبكات دولية. وأنتج بول بالمشاركة مع آخرين فيلم شتي يا دني الحائز جائزة اللؤلؤة السوداء في مهرجان أبوظبي السينمائي 2010، وداعم للفيلمين الوثائقيين: تيتا ألف مرة 2010 وعالم ليس لنا 2012، وهو منتج الفيلم الإماراتي من ألف إلى باء. وعلى صعيد المنتجين والموزعين، لبى دعوة الملتقى، علاء كركوتي، المتخصص في مجال صناعة السينما والترفيه في العالم العربي الناقد السينمائي، والمتخصص في الدعاية، والممثل الفرنسي لشركة جود نيوز دانيل زيسكند، ومخرج الأفلام التسجيلية القصيرة والطويلة وعضو مؤسس تعاونية بيروت دي سي جاد أبي خليل، والمنتج محمد سمير، ورئيس صندوق أبوظبي لدعم الأفلام (سند) انتشال التميمي، ومسؤول القسم البصري بالمهرجان الأوروبي للثقافات المعاصرة في فرنسا سيمون كلود، والمنتجة الأردنية رولا ناصر، والمدير المشارك في برنامج التدريب الدولي للمنتجين المنتج رومان بول. تأبين المسناوي ببالغ الحزن والأسى، نعت رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ماجدة واصف، وجميع العاملين فيه، إلى الساحة الثقافية، الكاتب الصحافي والناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، الذي وافته المنية وهو يؤدي واجبه المهني في تغطية فعاليات الدورة الـ37 للمهرجان. وقررت إدارة المهرجان إقامة تأبين للفقيد اليوم في قاعة الحضارة في دار الأوبرا المصرية. كما نعى موقع مهرجان دبي السينمائي الراحل وموقع صندوق سند من العاصمة أبوظبي، ومهرجان مالمو السينمائي. يشار إلى أن المسناوي ولد بالدار البيضاء عام 1953، وحصل على البكالوريوس في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية عام 1977، وله مقالات ودراسات في النقد السينمائي والقصصي. توقع كثيرون بعد الدموع التي ذرفها الفنان حسين فهمي على منصة افتتاح المهرجان، وكلماته المعبرة التي تؤكد سلامة واستقرار مصر أن يكون لأغالبية الفنانين المصريين حضور واضح لفعاليات الدورة الـ37. من جهة أخرى، قارن كثيرون بين الدورة الحالية والدورة الماضية التي اعتبرها نقاد وضيوف وإعلاميون من أفضل الدورات، من ناحية الوجود المكثف للضيوف ونوعية الأفلام المختارة، والندوات والكتب، لكن البعض برر ذلك بسبب انخفاض ميزانية المهرجان هذا العام. ومن الأمور التي تم تناولها أيضاً وتسببت بلغط كبير، هو الخيار الذي وقع على فيلم افتتاح المهرجان ريكي وفرقة فلاش بطولة ميريل ستريب، وهو فيلم موجود حالياً على أقراص مدمجة، بعد عرضه في دور السينما التجارية في أغلبية الدول الأجنبية والعربية، ولكن مع وجود ستة أفلام مصرية، منها روائية طويلة، تساءل نقاد وسينمائيون حول عدم اختيار أحدها فيلم افتتاح للدورة. من ناحية إعلامية، وجد المتابع لكل ما له علاقة بمهرجان القاهرة السينمائي، أن أغلبية بعض الصحف ركزت على زلات المهرجان وأخذها عناوين رئيسة، دون التحقق من المعلومات، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعتقدت صحف أن الرقابة منعت 12 فيلماً من العرض في المهرجان، وهذا كان عنواناً لصحف مصرية عدة، والحقيقة أنه لم يتم منع عرضها، لكن تم اقتصار ذلك على عروض خاصة للنقاد والصحافيين وليس للجمهور. في المحصلة، يوجد عثرات في الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي، لكنها ليست كارثية، فالأفلام جيدة وتوقيت عرضها والالتزام بهذا التوقيت فوق المتوقع، والندوات المصاحبة لمخرجين وضيوف وادارة هذه الندوات أعطت روحاً للمهرجان، وفرصة لتبادل الخبرات والإجابة عن الأسئلة الكثيرة. دار الأوبرا المصرية التي تشهد كل تلك العروض بحد ذاتها حكاية تروى، بسبب قيمتها الفكرية والثقافية والفنية، فأنت محاط طوال الوقت بموسيقى من الزمن الجميل، وتماثيل لمطربين رحلوا وتركوا ارثاً حضارياً، اضافة الى المقاهي المتناثرة في كل مكان، التي تجمع محبي الفن السابع على طاولات كثيرة تكون السبب في كل تلك الثرثرات، وتختتم دائماً بأن السينما ستظل صامدة في وجه أي نوع من الظلامية. عمر الشريف.. أمسية حب ووفاء في إطار تكريم الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفنان الراحل عمر الشريف، استضاف المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية أمسية الحب والوفاء التي نظمتها إدارة المهرجان، برئاسة د.ماجدة واصف. وحرص على حضورها حشد كبير تقدمهم نجل الراحل عمر الشريف، طارق، ونادية ذو الفقار، كريمة فاتن حمامة، والنجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي، ووكيل أعمال الراحل في لندن ستيف كينس، ووكيل أعماله في باريس وكاثرين ماريسكا، والممثلة أندريا فريول، بالإضافة إلى عدد كبير من محبي وأصدقاء النجم الراحل، سواء الذين رافقوه في مسيرته الفنية أو ربطتهم به علاقة صداقة في رحلته الإنسانية، كان على رأسهم: يسرا، حسين فهمي، لبلبة، إلهام شاهين، سمير صبري، خالد النبوي، المخرج هاني لاشين. كلوديا كاردينال وفرح خان نظمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي مؤتمراً صحافياً للفنانة الإيطالية كلوديا كاردينال، التي كرمها المهرجان في افتتاح دورته الـ37، ومنحها جائزة فاتن حمامة التقديرية. كما عقد مؤتمر صحافي للمخرجة والممثلة الهندية فرح خان التي تُعد من أنجح المخرجين في بوليوود، إذ أسهمت في تغيير وجه السينما الهندية، وحصلت على جائزة فاتن حمامة من المهرجان، ومن المقرر أن يمنحها وزير الثقافة المصرية حلمي النمنم، جائزة خاصة في احتفالية اليوم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، يسبقها استقبال تظهر فيه الضيفة الهندية على البساط الأحمر. بينما تقدم فرقة فنية تابعة للسفارة الهندية بالقاهرة فقرة تضم أغاني فيلم أوم شانتي أوم، وعقب الاحتفالية عرض خاص للفيلم الذي أخرجته فرح خان.
مشاركة :