تصعيد متبادل يأخذ أزمة السودان بعيدا عن الحل السلمي

  • 1/18/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - يتصاعد التوتر في السودان مع غياب مؤشرات على نهاية قريبة للأزمة بين السلطة التي يقودها الجيش والقوى المدنية الرافضة لاستمراره في الحكم والتي تطالب بحكم مدني صرف وعودة الجيش للثكنات. وبعد يوم دام قتل فيه سبعة محتجين في أعنف تدخل للقوات السودانية منذ استبعاد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان للشركاء المدنيين من الحكم، قررت القوى المناهضة للانقلاب العسكري التي تقود الاحتجاجات الدخول في عصيان مدني، في أحدث تصعيد يأخذ الأزمة بعيدا عن مبادرات الحل السلمي. وواصل المتظاهرون المناهضون للانقلاب العسكري في السودان احتجاجاتهم الثلاثاء، بإغلاق بعض الطرق الرئيسية في العاصمة وإعلان حالة العصيان المدني. وأغلق المحتجون الجزء الجنوبي من شارع المطار أحد الشوارع الرئيسية في الخرطوم، كما أغلقوا أحد الشوارع الرئيسية في منطقة بُري شرق العاصمة قبل أن تواجههم قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وإزالة المتاريس. وفي حي بحري شمال الخرطوم، قطع المتظاهرون الطرق الرئيسية بوضع الحجارة وجذوع الأشجار ورفعوا لافتات كتب عليها "الحصة وطن". ورصد مصادر إعلامية إغلاق المحال التجارية والصيدليات في الخرطوم وأحيائها المجاورة. وشمل الإغلاق سوق السجانة أكبر سوق في السودان لمواد البناء وسط العاصمة. ووضع على أبواب أحد المحال لافتة كُتب عليها "المحل مغلق حدادا على روح الشهيد عثمان الشريف"، وهو صاحب المحل وقد سقط بين قتلى تظاهرات الاثنين الدامية. كما علقت جامعة الخرطوم للعلوم والتكنولوجيا الدراسة لمدة يومين وأكدت إدارتها في بيان أن ذلك "إيمانا منا بوحدة الموقف تجاه العصيان المدني ونعلن وقوفنا التام مع كل الكيانات والأجسام التي تدعوا للاعتصام". والاثنين، قُتل سبعة متظاهرين خلال احتجاجات في السودان شارك فيها الآلاف ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان قبل قرابة ثلاثة أشهر. وقالت الشرطة السودانية في بيان ليل الاثنين إنها تعاملت "بأقل قدر من القوة القانونية"، مضيفة أن خمسين من أفرادها أصيبوا في المواجهات. ودفع ذلك النشطاء إلى الدعوة إلى عصيان مدني شامل لمدة يومين. وقال ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي قاد احتجاجات 2019 التي أدت إلى إسقاط الرئيس السابق عمر البشير، في بيان الاثنين "ندعو كل جماهير شعبنا للدخول في عصيان مدني شامل لمدة يومين اعتبارا من الغد (الثلاثاء)". والأسبوع الماضي أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثس رسميا إطلاق مبادرة يقوم بمقتضاها بلقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة قبل أن ينتقل في مرحلة تالية إلى محادثات مباشرة أو غير مباشرة بينها. ومن المتوقع أن يصل الثلاثاء إلى العاصمة السودانية وفد أميركي على رأسه المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية مولي. وحاليا يلتقي الوفد في العاصمة السعودية "أصدقاء السودان" وهي مجموعة تطالب بإعادة الحكومة الانتقالية في البلاد بعد الانقلاب العسكري. والثلاثاء كتب بيرثس الذي يحضر الاجتماع افتراضيا، على تويتر "مجموعة "أصدقاء السودان تجتمع الآن في الرياض.. قلق عميق بشأن عنف الأمس (الاثنين)". وأضاف "هناك حاجة إلى الدعم الدولي واستخدام وسائل التأثير المتوفرة.. يجب أن يتماشى دعم العملية السياسية مع الدعم الفعال لوقف العنف". وعطّل البرهان في 25 أكتوبر/أكتوبر الماضي استكمال انتقال السلطة إلى المدنيين، في أعقاب اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وغالبية القادة المدنيين وتعليق عمل مجلس السيادة. ومنذ ذلك الحين يكثف الناشطون السودانيون المطالبون بحكم مدني ديمقراطي احتجاجاتهم في موازاة تصاعد العنف من قبل قوات الأمن بحق المتظاهرين ما أسفر حتى الآن عن مقتل 71 متظاهرا على الأقل وسقوط مئات الجرحى، كما تعرضت 13 امرأة على الأقل لحوادث اغتصاب. إلا أن السلطات الأمنية تنفي بانتظام استخدام الذخيرة الحية في مواجهة الاحتجاجات، واتهمت بعض المتظاهرين بعدم التزام السلمية في المسيرات والتسبب في مقتل ضابط وإصابة عشرات من أفراد الأمن.

مشاركة :