تترقب الدوائر السياسية في الغرب، عقد جولة ثانية من المفاوضات بين روسيا والغرب، بعد فشل مفاوضات الجولة الأولى، التي عقدت بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف يوم 10 يناير (مباحثات الاستقرار الاستراتيجي الأمريكية الروسية)، وبين روسيا وحلف الناتو في بروكسل يوم 12 يناير (لحل الأزمة الأوكرانية). وتم في الجولة الأولى من المفاوضات في فيينا وجنيف وبروكسل، بحث المقترحات الروسية للضمانات الأمنية، بينما أعلن ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن ضرورة الحوار مع موسكو حتى بعد فشل المفاوضات الأخيرة. ويرى الباحث الروسي، غينادي بيتروف، أن فشل المحادثات بين روسيا والغرب التي انتهت الأسبوع الماضي لا يعني انتهاء الحوار بينهما على الأقل من وجهة نظر الولايات المتحدة، ويمكن استخلاص هذا الاستنتاج الحذر من تصريحات المسؤولين الأمريكيين بعد مناقشة المقترحات الروسية للضمانات الأمنية، في جنيف وبروكسل وفيينا. وفي نفس المسار، يؤكد كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، أن المفاوضات بين روسيا والغرب لم تسفر عن نتائج، فهي نوع من جس النبض، وليست «هجوما روسيا» من موسكو، مصمما لتحقيق اتفاق ما على عجل. وأضاف لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا »، لدي شعور بأنه لا مفر لنا من جولة ثانية من المفاوضات، فلكل من روسيا والولايات المتحدة مصلحة مشتركة في ذلك. اللعب الروسي مع «رئيس ضعيف» ويرى فاسيليف، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مهتم بإجراء حوار لأسباب سياسية داخلية إلى حد كبير، فسياسته الخارجية حتى الآن تبدو غير ناجحة، وإذا ما ارتدى بايدن سترة صانع سلام ينقذ أوكرانيا من الغزو الروسي، فسوف يكسب بعض النقاط، والكرملين بدوره، ليس ضد اللعب مع الرئيس الأمريكي، لأن الزعيم الضعيف الحالي يناسب روسيا جيدا، هذا وحده سبب لمواصلة الحوار. ومع ذلك، إذا لم تشكل الردود المكتوبة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مقدمةً لجولة جديدة من المفاوضات، فسوف يتبع ذلك إجراءات صارمة. بحسب ما قاله الأستاذ المساعد في قسم الأمن الدولي، بكلية السياسة العالمية، في جامعة موسكو الحكومية، أليكسي فيننكو. وتوقع الخبير الأمني «فيننكو»، إمكانية إلغاء الميثاق التأسيسي للعلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي للعام 1997 في المستقبل القريب.
مشاركة :