بلغ برميل البرنت في لندن أكثر من ٨٩ دولار بعد تعرض منشآت نفطية اقتصادية في أبوظبي لضربات الحوثيين ، وهو ارتفاع لم يحدث منذ سبع سنوات لمستوى برميل النفط. ويرى خبراء الصناعة النفطية أن الأوضاع الجيوسياسية في الخليج تلعب دورا مهما في هذا الارتفاع خصوصا أن المخزون النفطي العالمي منخفض ولم يتم ملئه بسبب عدم اليقين السائد بالنسبة لتطور الطلب اثناء انتشار المتحور أوميكرون. وما أن تبين أن أوميكرون لن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي الذي لم يشهد في الولايات المتحدة وأوروبا تراجعا بسبب الاوميكرون ارتفع الطلب على النفط. فارتفاع أسعار النفط قد يثير مجددا قلق الولايات المتحدة إزاء ارتفاع سعر البنزين والوقود واحتمال ضغط مجدد من الإدارة الأمريكية على أكبر منتج نفط في أوبك السعودية لرفع إنتاجه وارد. إلا أن أوبك + حتى الآن التزمت بخريطة الطريق التي رسمها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان وشريكه الروسي الكساندر نوفاك اللذان قررا رفع إنتاج دول أوبك + منذ يوليو بـ ٤٠٠٠٠٠ برميل في اليوم شهريا ولم يتم تعديلها . إلا أن أوبك تواجه تحد في كون دول عديدة في افريقيا لم تتمكن من التوصل إلى انتاجها في الشهر الماضي مثل أنجولا ونيجيريا و ليبيا التي هي خارج اتفاق زيادة الـ ٤٠٠٠٠٠ برميل في اليوم شهريا شهدت انخفاض كبير في إنتاجها إما لأسباب سياسية وأمنية ولكنها استعادت مؤخرا انتاجها الى ١،٢ مليون برميل في اليوم بعد ان وصل في الشهر الماضي الانخفاض الى ٢٠٠٠٠٠ برميل في اليوم. وحذر وزير النفط العماني محمد الرمحي من ارتفاع كبير في أسعار النفط قائلا: "إننا في أوبك+ حذرين جدا إذ نراقب كل شهر ما يحدث وأن قرار زيادة ٤٠٠٠٠٠ برميل يوميا كل شهر هو قرار جيد لأن الطلب يزداد ولا نريد وصول سعر النفط إلى ١٠٠ دولار للبرميل" . عندما صعد سعر برميل النفط إلى أكثر من ٧٥ دولار طالب الرئيس الامريكي جو بايدن دول أوبك أكثر من مرة بتخفيضه وزيادة الإنتاج وقد اتصل بالعاهل السعودي الملك سلمان، إلا أن السعودية استمرت على خريطة الطريق التي انتهجتها في إطار أوبك +. ولكن حسب وكالة الطاقة الدولية هناك دول في أوبك حالت دون التوصل الى حصتها. فإذا استمر ارتفاع أسعار النفط سيزداد الضغط على أوبك + لزيادة إنتاجها علما بأنها ما زالت حذرة جدا بالنسبة لتطور الزيادة على الطلب للنفط. حسب التقرير الشهري لمنظمة أوبك الذي صدر يوم ١٨ يناير نمو الطلب العالمي على النفط في ٢٠٢٢ لن يتغير سيبقى بزيادة ٤،٢ مليون برميل في اليوم مع مستوى استهلاك عالمي بـ ١٠٠،٨ مليون برميل في اليوم . وحسب التقرير ما زال هناك عدم يقين بالنسبة لاحتمال ظهور متحور جديد مع احتمال قيود بالتنقل في حين أن تأثير أوميكرون كان معتدلا ولم يؤثر على تعافي الاقتصاد العالمي. وعندما سؤل وزير الطاقة السعودي عن احتمال استخدام الولايات المتحدة مخزونها الاستراتيجي لتخفيض الأسعار قال إن استخدامه من حقهم . ولكن حتى الآن إعلان الرئيس بايدن عن استخدام سحب ٤٠ إلى ٥٠ مليون برميل من المخزون الاستراتيجي لم يؤثر على الأسعار التي بقيت مرتفعة. فالاوضاع الجيوسياسية لها تأثيرها في فترة تشهد أسواق النفط بعض التوتر. فالتوقعات تراهن على أن يبقى سعر النفط مرتفع خصوصا إذا اشتد البرد في العالم مثلما الحال الآن في الولايات المتحدة ولكن دول أوبك لن تترك سعر النفط يذهب الى ١٠٠ دولار للبرميل لانها مدركة أن ذلك يشجع الولايات المتحدة إلى زيادة إنتاجها من النفط الصخري مثلما حصل سابقا وهبطت أسعار النفط الى ٣٠ دولار بسبب زيادة الإنتاج . فدول أوبك + قد ترى أن سعر النفط بين ٨٠ إلى ٨٥ دولار يناسب متطلبات موازناتها بعد تباطؤ اقتصادها نتيجة سنتين من الإغلاق إثر كورونا .
مشاركة :