تعهدت الولايات المتحدة مساء الاثنين بمحاسبة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أبوظبي والذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة آخرين، بينما شن طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، غارات على أهداف عسكرية تابعة للميليشيا المدعومة من إيران في صنعاء فجر الثلاثاء. وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين أبرياء". وأضاف في بيان أن "الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم، وسنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين على محاسبتهم". وتابع سوليفان "التزامنا بأمن دولة الإمارات العربية المتحدة راسخ، ونحن نقف مع شركائنا الإماراتيين ضد كل التهديدات لأراضيهم". وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مساء الاثنين، مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إدانة واستنكار الولايات المتحدة للهجوم الإرهابي لجماعة الحوثي على مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية. كما عبّر عن تعازيه لدولة الإمارات في ضحايا هذا العمل الإرهابي، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، استهداف مطاري دبي وأبوظبي ومنشآت "حساسة" في الإمارات بخمسة صواريخ باليستية وعدد "كبير" من المسيّرات، تزامنا مع بدء التحالف العربي توجيه ضربات جوية لصنعاء. وشهدت إمارة أبوظبي الاثنين انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 6، تلا ذلك قلق أممي، وإدانات عربية واسعة. وردا على ذلك، قالت الإمارات إنها "تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي". وقالت شركة النفط الإماراتية أدنوك الاثنين على تويتر إنها فعلت الخطط الضرورية لاستمرارية الأعمال، لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات وحول العالم. ردع شامل للحوثيين وفي أعقاب الهجمة الحوثية على أبوظبي نفذ التحالف العربي الذي تقوده السعودية فجر الثلاثاء ضربات جوية على صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. وقال سكان الثلاثاء إن ضربة جوية قتلت حوالي 14 شخصا في بناية واحدة بالعاصمة اليمنية صنعاء، وذلك وسط ضربات نفذتها على المدينة قوات التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين. وقال التحالف إنه اعترض ثماني طائرات مسيّرة أطلقت باتجاه المملكة الاثنين. وذكرت وسائل إعلام سعودية أن التحالف قال في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء إنه بدأ ضربات جوية على معاقل ومعسكرات في صنعاء تابعة لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. والضربات على ما يبدو هي الأكثر دموية بالنسبة إلى صنعاء منذ 2019، حيث أشارت تقديرات أولية إلى أن الضربة قتلت 14 شخصا ودمير منزل مسؤول عسكري سابق. وقال مصدر طبي وسكان إنها أسفرت عن مقتله ومقتل زوجته وابنه البالغ من العمر 25 عاما وأفراد آخرين من عائلته، بالإضافة إلى أشخاص غير معروفين حتى الآن. وقال نائب وزير الخارجية في إدارة الحوثيين، التي تسيطر على أغلب المناطق الشمالية باليمن، على تويتر إن ضربات التحالف بأنحاء المدينة قتلت في المجمل نحو 20 شخصا. وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن الضربات دمرت منازل وقتلت ما لا يقل عن 12 شخصا وأصابت مثلهم تقريبا. وأكدت مصادر محلية يمنية أن الغارات الجوية للتحالف استهدفت مواقع بينها محيط الكلية الحربية بمنطقة الروضة، والمنطقة الواقعة خلف مقر وزارة الخارجية بمنطقة الستين‫. وكان التحالف قد ذكر في وقت سابق أن قواته الجوية تنفذ عمليات جوية على مدار الساعة فوق صنعاء، وأضاف أن طائراته الهجومية من طراز "أف - 15" دمرت في وقت سابق منصتين استُخدمتا لإطلاق الصواريخ الباليستية التي استهدفت منشآت اقتصادية حيوية في إمارة أبوظبي الاثنين. وشدد التحالف على أنه ستتم محاسبة مرتكبي ما وصفه بالهجمات العدائية التي تشنها جماعة الحوثيين على المدنيين في السعودية والإمارات، ودعا التحالف سكان صنعاء إلى الابتعاد عن معسكرات وتجمعات الحوثيين حرصا على سلامتهم. وفي وقت سابق الاثنين، أعلن التحالف اعتراض وتدمير ثماني طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية، وبعد ذلك بدأ ضربات جوية على صنعاء، وأوضح التحالف في بيان "استهدفنا قيادات إرهابية شمال العاصمة، ‏‎والموقف العملياتي يتطلب استمرار الضربات استجابة للتهديد"، مشددا على أنه سينفذ "عملية ردع شاملة لتحييد مصادر التهديد". وكان الجيش اليمني قد قال في وقت سابق إن وحدات من قواته اقتحمت تحصينات ومتاريس تابعة للحوثيين في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب، واستعادت السيطرة على مساحات واسعة منها. وذكر المركز الإعلامي للجيش أن قواته تخوض معارك متواصلة ضد مسلحي الجماعة في كافة الجبهات جنوب محافظة مأرب، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحي الحوثي، وتدمير عربات عسكرية والاستيلاء على أخرى. وقد اعتاد الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مفخخة من دون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباط هذه الهجمات، رغم الدعوات العربية والدولية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار. وكثف التحالف مؤخرا ضرباته الجوية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين بعدة محافظات بينها صنعاء.