يخرج أهالي كردستان للهو بالثلج رغم البرد القارس، كما يسافر العراقيون من محافظات أخرى للاستمتاع بمنظر الثلوج والأجواء المرافقة لها، وهي أجواء يعتبرها البعض مشابهة لشتاء أوروبا لذلك يسافرون بصحبة أطفالهم الذين يلعبون بالثلج ويصنعون منه منحوتات. يتوافد سكان محليون عراقيون ومن أرجاء البلاد على الحدائق والمتنزهات العامة في مدينة السليمانية بشمال العراق للاستمتاع بالجليد وتساقط الثلوج التي صبغت المدينة الكردية باللون الأبيض. وقال الشاب الكردي العراقي علي ياسين وهو من أصيلي طوز خورماتو “أتينا من طوز خورماتو بالسيارة إلى السليمانية لنرى هذا المنظر الخلاب. الثلج يتساقط سنويا في السليمانية (على الجبال المحيطة بالمدينة)، لكننا لا نرى أيّ ثلج في منطقتنا لاسيما جارميان. لا نرى الثلج إلا في ثلاجاتنا”. واستمر يوم الثلاثاء إغلاق المدارس والمؤسسات العامة في السليمانية بسبب الظروف الصعبة للمواصلات، الأمر الذي أتاح للأطفال قضاء الوقت في اللهو على الجليد والاستمتاع بإقامة رجال ثلج ورمي بعضهم بعضا بكرات الثلج. الاستمتاع بصنع رجل ثلج وقال راكو بايان وهو طالب كردي عراقي “وصلنا إلى حديقة السليمانية المركزية وهي واحدة من أقدم المتنزهات في المدينة. بعد الانتهاء من امتحاناتنا نريد الاستمتاع بصنع رجل ثلج لأن الكثير من الثلج يتساقط. مرت نحو ست سنوات منذ أن كان لدينا الكثير من الثلج”. وقال أكرم “أتينا من محافظة ديالى للاستمتاع بالثلج وكأن الأجواء توحي بوجود عيد في السليمانية خصوصا وأن أغلب جبال المدينة متشحة بالبياض مثل جبلي أزمر وكويزة، موضحا أن” السليمانية هي المدينة الوحيدة التي يزورها العرسان ما يجعلها مدينة العشق والأجواء الجميلة”. وأضاف “اخترنا المجيء إلى جبل أزمر الذي يمتلئ بالثلج كلّما اقتربنا من قمته والمنظر هنا رائع، لقد تفاجأنا بوجود العديد من الأسر العراقية التي قدمت من مختلف المحافظات من أجل التمتع بهذا الطقس البارد والموجة الثلجية. وقال “حتى الأطفال فرحتهم لا توصف باللهو وسط الثلج، حيث يجتمعون مع أقرانهم الصغار، ويتبادلون ضربات كرات الثلج، بل ويتفننون في صنع مجسمات ثلجية، وهكذا فالكل يتفاعل بحرارة مع موسم الثلوج، فضلا عن الاستمتاع بوصفات الطعام الشعبية التي تقدم في الشتاء”. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي توثق تساقط الثلوج نتيجة هطول الأمطار بكثافة في الأعالي. وقام أكرم بتصوير أبنائه وهم يلهون بالثلج مؤكدا أن هذه الصور ستظل ذكرى جميلة لهم عندما يكبرون. وقال الطفل حسين عبد الجبار (10 سنوات) القادم مع أسرته من بغداد للاستمتاع بالثلج في السليمانية “أتينا من بغداد إلى السليمانية، أجواء الثلج حلوة. نعمل رجل الثلج ومنحوتات أخرى”. وقال عبدالجبار محمد وهو من بغداد أيضا “الحقيقة هي أجواء جميلة وباردة جدا وتشعرني كأنني في أوروبا وليس في العراق، وليس في السليمانية، هذه أجواء نراها على الإنترنت، كأنما نحن في سويسرا أو في الدنمارك أو في النرويج، في الدول الأسكندنافية، الحقيقة أجواء جدا جميلة واستمتعنا أنا وأبنائي، لقد جئنا من بغداد لنستمتع بهذه الأجواء الجميلة في مدينة السليمانية”. ويمتزج بياض الثلج بالدخان المنساب من عربات بيع أكلات “الشلغم” وهو الشمندر المغلي المغمس بالدبس، والـ”لبلبي” المطبوخ من الحمص، وهما الأكلتان الشتويتان اللتان تمنحان الدفء للزائرين الذين يقبلون على المدينة، فضلا على المشروبات التقليدية الساخنة التي يتربع على عرشها الشاي العراقي الذي يتميز بنكهته القوية عبر تخميره. وينشغل العاملون بالبلدية في المدينة حاليا بتنظيف الطرق على أمل جعلها آمنة للانتقال عبرها. وقال زرداشت رفيق المتحدث باسم بلدية السليمانية إن العديد من الحوادث المرورية وقعت أثناء الليل بين يومي الاثنين والثلاثاء. وأضاف أن وسط المدينة لم يشهد سقوط الثلج بهذا الشكل منذ سنوات. وعادة ما يتساقط الثلج على الجبال المحيطة بالمدينة خلال فصل الشتاء.