تساءلت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، عما إذا كانت الحرب حتمية إذا فشلت المحادثات مع روسيا.وبحسب تقرير لـ «مارك إيبيسكوبوس»، خرجت روسيا والغرب من 3 جولات من المحادثات الأمنية غير المسبوقة، لكن المسؤولين من الجانبين يقولون إنه لم يتم إحراز تقدم يذكر.ومضى يقول: في 10 يناير، التقى الوفدان الأمريكي والروسي بقيادة نائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، حول أوكرانيا ومستقبل منظمة حلف شمال الأطلنطي (الناتو).وأردف: رفضت شيرمان مطالب روسيا بتقديم تأكيدات رسمية بأن أوكرانيا وجورجيا لن تنضما أبدا إلى حلف الناتو، موضحة أن واشنطن لن تسمح لأي شخص بانتقاد سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الناتو.وأضاف: مع ذلك، أشار الجانب الأمريكي إلى استعداده لمناقشة القيود المفروضة على أنظمة الصواريخ الغربية والتدريبات العسكرية في أوكرانيا وحولها، لكن ريابكوف كرر موقفه السابق بأن قائمة مطالب روسيا تجاه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي، التي نُشرت في ديسمبر، ليست «قائمة مطاعم» ويجب إما قبولها أو رفضها بالكامل.وتابع: رفض ريابكوف مرة أخرى فكرة تسوية أصغر، وأصر على أنه أمر «إلزامي تماما» بالنسبة لروسيا التأكد من أن أوكرانيا لن تصبح أبدا أبدا عضوا في الناتو.محادثات مستقبليةوأشار التقرير إلى أن اجتماعا آخر بين روسيا وحلف الناتو سار على أرضية مماثلة، حيث عرض رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ محادثات مستقبلية حول الحد من التسلح، بينما رفض طلب روسيا بضمانات قانونية ملزمة ضد توسع الحلف شرقا.وأضاف: بدأت الجولة الثالثة من المحادثات بين الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا يوم الخميس الماضي، ووصف مسؤولو الكرملين اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنه جانبي إلى حد كبير.ونقل عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله في مقابلة يوم الجمعة: أريد أن أكون واضحا، لم نبدأ هذه المناقشة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الشكل الرئيسي هو روسيا والولايات المتحدة، وبدرجة أقل، روسيا وحلف شمال الأطلنطي.ونبه إلى أن الوتيرة الثقيلة للمشاركات الثنائية ومتعددة الأطراف مؤخرا تظهر أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها لا يتباطؤون.ونقل عن شيرمان قولها: يتعين على روسيا أن تتخذ خيارا صارما بين خفض التصعيد والدبلوماسية أو المواجهة والعواقب.وبحسب التقرير، لم يلتزم الجانب الروسي بالمحادثات اللاحقة، حيث اقترح ريابكوف أن واشنطن وموسكو قد وصلت إلى طريق مسدود أو اختلاف في النهج بشأن مسألة توسيع الناتو.ومضى يقول: عقدت مفاوضات هذا الأسبوع على خلفية تصاعد التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، أعربت مصادر استخباراتية وخبراء عسكريون غربيون عن انزعاجهم إزاء الحشد المزعوم للقوات الروسية وتحركاتها على طول الحدود الروسية الأوكرانية.ونقل عن جون هيربست، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، والمدير البارز لمركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلنطي، قوله: «إن موسكو في وضع يسمح لها بالتحرك مع القليل من التحذير»، مضيفا: «إنهم يشكلون تهديدا بالتأكيد. وهم في وضع يمكنهم من القيام بذلك إذا أرادوا ذلك».مهاجمة أوكرانياويتابع التقرير: يواصل مسؤولو الكرملين الإصرار على أن روسيا ليس لديها خطط لمهاجمة أوكرانيا، مضيفين «إن روسيا لديها حق غير قابل للتفاوض لنشر ونقل القوات داخل حدودها كما تراه مناسبا».ونقل عن ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، قولها: أتمنى أن أصدق ذلك، وأتمنى أن يكون صحيحا أنه ليس لديهم خطط، لكن كل ما رأيناه حتى الآن يشير إلى أنهم يتخذون خطوات في هذا الاتجاه.وتابع: اقترح البيت الأبيض أن موسكو قد تكون تخطط لعملية زائفة في شرق أوكرانيا كذريعة لغزو كل أو جزء من البلاد.ومضى يقول: وفقا لرسالة بريد إلكتروني أرسلها مصدر أمريكي لم يذكر اسمه، فإن روسيا تضع الأساس لخيار اختلاق ذريعة للغزو بما في ذلك من خلال أنشطة التخريب والعمليات الإعلامية، من خلال اتهام أوكرانيا بالتحضير لهجوم وشيك ضد القوات الروسية في شرق أوكرانيا.وأضاف المسؤول أن النشطاء الروس مدربون على حرب المدن وعلى استخدام المتفجرات لتنفيذ أعمال تخريبية ضد القوات التي تعمل بالوكالة لروسيا.ووصف المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي، التقييم أنه «موثوق للغاية» عندما سئل عنه خلال إحاطة يوم الجمعة الماضي، من جهته، نعت المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف المزاعم التي نقلتها شبكة «سي إن إن»، أنها «لا أساس لها من الصحة».وأردف التقرير: بينما تنفي موسكو أي نية هجومية فيما يتعلق بأوكرانيا، تقول «إنها تعتزم الرد بقوة إذا رفض الغرب مطالبها الأمنية»، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثة هاتفية سابقة مع الرئيس جو بايدن من أن فرض أي عقوبات أمريكية أخرى على بلاده قد يؤدي إلى تمزق كامل في العلاقات الثنائية.خيارات عسكريةونقل عن ريابكوف قوله: دون الالتزام بأي إجراءات محددة، فإن الكرملين يراجع مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية في حالة فشل المحادثات.وتابع الدبلوماسي الروسي الكبير لشبكة روسيا اليوم التلفزيونية: لا يمكن استبعاد نشر أصول عسكرية روسية في كوبا أو فنزويلا.وعند سؤاله عن تعليقات ريابكوف، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: إنه لن يرد على التهديد في التعليقات العامة.وأضاف التقرير: اقترح السياسيون والمعلقون الروس سابقا أن الكرملين قد يستكشف أيضا إمكانية نشر أنظمة أسلحة تكتيكية وإستراتيجية في بيلاروسيا وصربيا.ونقل عن ألكسندر لوكاشيفيتش ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في موسكو، قوله: إذا لم نسمع ردا بناء على مقترحاتنا في غضون إطار زمني معقول، واستمر السلوك العدواني تجاه روسيا، فسنضطر إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان التوازن الإستراتيجي والقضاء على التهديدات غير المقبولة لأمننا القومي.وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو في ديسمبر: إن الغرب يمكنه أن يأخذ على محمل الجد ما طرحته موسكو على الطاولة أو يواجه بديلا عسكريا تقنيا.وقال لافروف للصحفيين يوم الجمعة: إن الإجراءات العسكرية الفنية تعني نشر عتاد عسكري، هذا واضح.ونقل عن وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، في أعقاب المحادثات، أن خطر نشوب حرب في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى خلال الـ 30 عاما الماضية.
مشاركة :