شدد خبيران عسكريان على أن الميليشيا لا تعرف سوى «لغة الحرب»، وطالبا برد دولي حاسم على تهديدات الحوثيين ما يحقق أمن واستقرار المنطقة وبالتالي العالم، في وقت أعلن فيه تحالف دعم الشرعية، أمس الثلاثاء، تحييد مواقع وتجمعات للإرهاب عبر 17 عملية استهداف ضد ذراع إيران في مأرب، قضت على أكـثر من 80 عنصرا إرهابياً، ودمرت 9 آليات عسكرية للانقلابيين.وأعلن التحالف، عن توجيه ضربات جوية لمعاقل ومعسكرات الميليشيا الحوثية بالعاصمة صنعاء، مؤكدا تدميره مخازن ومنظومات اتصالات للطائرات المسيرة بجبل النبي شعيب.ورداً على تهديد ميليشيا الحوثي واستهدافها للمملكة والإمارات بطائرات مسيرة مفخخة، قال التحالف في بيان: «استجابة للتهديد سيتم تنفيذ عملية ردع شاملة لتحييد مصادر التهديد»، وأضاف «الطائرات الهجومية (ف-15) و(ف-16) تحضر لعمليات مشتركة والقيادات الإرهابية ضمن الأولويات».وأكد «أن طائرات (ف-15) الهجومية دمرت منصتين لإطلاق الصواريخ الباليستية استخدمتا أمس الأول»، وشدد «الهجمات العدائية على المنشآت المدنية بالمملكة والإمارات سيتم محاسبة مرتكبيها»، هذا فيما طالب التحالف الأهالي في صنعاء بالابتعاد عن معسكرات وتجمعات ميليشيا الحوثي حرصاً على سلامتهم. العميد ركن تركي المالكي دروع بشريةيأتي هذا بينما تشهد جبهة حريب جنوب محافظة مأرب، الثلاثاء، اشتباكات متقطعة وتبادل قصف مدفعي بين قوات العمالقة من جهة والميليشيات من جهة أخرى، حيث تطبق قوات ألوية العمالقة حصاراً على فلول الحوثيين في بعض مناطق حريب.وتستخدم الميليشيات المواطنين دروعاً بشرية لإعاقة تقدم قوات العمالقة، فيما تشهد جبهة نعمان شرق محافظة البيضاء، اشتباكات وقطع التعزيزات التي تأتي من البيضاء اتجاه جبهة حريب جنوب محافظة مأرب.وفي حريب، عثرت قوات ألوية العمالقة الجنوبية، أمس على مئات الألغام والعبوات الناسفة التابعة للميليشيات الحوثية، وضعت داخل صناديق إغاثة تابعة للأمم المتحدة في المديرية.وقال مصدر عسكري: إن قوات العمالقة عثرت على عشرات صناديق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة يوجد بداخلها مئات الألغام والعبوات الناسفة التابعة للميليشيات، وأضاف: إن الحوثيين استخدموا «كراتين» الإغاثة التابعة للأمم المتحدة ووضعت بداخلها الألغام والعبوات الناسفة لنقلها إلى جبهات القتال في حريب جنوب مأرب.وأكد قيام الميليشيات بزرع آلاف الألغام والعبوات الناسفة بمعظم طرقات ومزارع مديريتي بيحان وحريب، مما يعرض حياة المدنيين للموت أو الإصابة الدائمة. يحيى أبو حاتم رد حاسممن جهته، شدد الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني يحيى أبو حاتم، على أن المُسيرات المستخدمة في هجمات أبوظبي أطلقت من اليمن بأيدٍ إيرانية، وطالب برد حاسم على مهاجمة المنشآت المدنية في المملكة والإمارات.وقال أبو حاتم: يجب استهداف قيادات الصف الأول في الميليشيا، مشيرا إلى أن استهداف أبوظبي أو الرياض أو أي مدينة عربية لا يختلف عن استهداف مأرب والجوف وأي منطقة يمنية، مشددا «العدو واحد» وهو الحوثي.ولخص الرد على إرهاب الميليشيات، بـ«إنهاء اتفاقية السويد - التي وصفها بالمشؤومة - وتحرير الحديدة، والجوف ومأرب، والبيضاء وتحريك جبهات تعز والضالع وعبس، ودعم الجيش الوطني بالأسلحة، واستهداف القيادات الحوثية الأربعين».ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني الذي يشغل أيضا منصب مستشار «المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية»، أن المنطقة العربية لن تستقر أو تنعم بالأمن طالما هناك إرهاب حوثي موجود في بلاده.وأشاد بجهود التحالف بقيادة المملكة الذي حمل على عاتقه مواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الحوثي نيابة عن المنطقة.وعن تواصل الصمت الدولي على إرهاب الحوثي، لفت يحيى أبوحاتم، إلى أن هذا متوقعا من المنظمات الدولي ومدعي نصرة حقوق الإنسان، مشددا على أن إرهاب الحوثي الآن أضحى أما طاولة «المجتمع الدولي»، وتساءل: هل سيسكت العالم مجددا مكررا موقفه المتماهي مع الانتهاكات الحوثية في سياق الابتزاز الإيراني؟وعن محاولة طهران التشكيك في دور المملكة في دعم القضية اليمنية قال أبو حاتم: بخلاف الدور السياسي الداعم بقوة لبلادنا من أجل استعادة الأمن والاستقرار، نجد في المقابل أدوارا إنسانية سعودية كبيرة تجاه أشقاءهم اليمنيين، والواقع خير دليل. اللواء د. محمد الحربي انقسامات حوثيةوفي قراءة أخرى، يؤكد اللواء المتقاعد د. محمد الحربي لـ «اليوم»، أن الميليشيا الحوثية «الولائية» غير المنضبطة، ولا تمتلك أي قيم أو مبادئ أو أخلاق، وقال: ذراع إيراني لا يملك زمام المبادرة، ومحاولتها التعدي على أعيان مدنية في الإمارات هو انتهاك جبان للإنسانية واعتداء آثم، مشيراً إلى أن الحوثي الآن يتعامل بمبدأ انتحاري اندفاعي، إذ فقد الاتزان العسكري، وهناك انقسامات في صفوفه، ومنازعات على المال بينهم.وعن العمليات العسكرية للتحالف ضد الحوثي، قال د. الحربي: إن المواقع التي يتم التركيز عليها من قبل التحالف هي مستودعات تجميع الأسلحة في الحديدة وجبل عيسى ومناطق جبل النهدين في صنعاء، مع الأخذ بعين الاعتبار «سلامة المدنيين»، مؤكداً أن هناك نهج متقدم للتعاطي مع هذا الملف، بالضربات الجراحية النوعية الاستباقية الاستخباراتية على مواقع محددة ومركزة في العمق الحوثي.ولفت اللواء المتقاعد، إلى أن المملكة ومن خلال القوات الملكية السعودية بكافة قطاعاتها استطاعت التصدي لأكثر من 1300 صاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة، و100 زورق مفخخ، و300 لغم بحري زرعته ميليشيا الحوثي بالبحر الأحمر الممر البحري الأهم للتجارة والملاحة العالميتين.وأردف قائلاً: إن المملكة مستمرة بتوجيه الضربات العسكرية المركزة بالتوالي وفتح كافة الجبهات حتى اجتثاث هذه الميليشيا من اليمن، لافتاً إلى أنه لا يمكن إقحام الحوثي في أي مبادرات في حكم اليمن مستقبلاً، وقال: الحوثي لا يعرف إلا مبدأ «الحرب»، مشيراً إلى أن الميليشيا استغلت جغرافيا اليمن خصوصاً في الشمال والشمال الغربي بجبالها وكهوفها بالتوغل والتغلغل بين الأعيان المدنية واختطافهم لجعلهم دروعا بشرية ونقاطا لإطلاق الصواريخ.وختم مشددا: إن الميليشيا لا تعرف إلا لغة «الدمار والموت». عمليات الجيش اليمني والعمالقة والمقاومة مستمرة بمساندة جوية من التحالف (رويترز) تقويض للأمنويوم الإثنين، شدد المتحدث الرسمي باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، على «أن الهجمات العدائية للميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، بتعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية وكذلك المنشآت الاقتصادية في كل من المملكة والإمارات تمثل جرائم حرب يتوجب محاسبة مرتكبيها، كما أنها تدق ناقوس خطر وتهديد هذه الميليشيا الإرهابية للأمن الإقليمي والدولي».ولفت إلى أن التصعيد والسلوك العدائي من الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران يؤكد تهديد هذه الميليشيا الإرهابية وتقويضها للأمن الإقليمي والدولي، وأن هذه الاعتداءات امتداد لتهديد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وتطور عملياتها العدائية لعمليات القرصنة البحرية وتهديد سلامة المجال الجوي إقليميا.وأكد المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة والضرورية لردع هذه السلوكيات العدائية للميليشيا الحوثية ضد المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بالمملكة والإمارات، استجابة للتهديد وتحقيقاً لمبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين والأعيان المدنية ضمن دور ومهام قيادة القوات المشتركة للتحالف وإسهاماتها لحفظ الأمن الإقليمي والدولي لليمن والمنطقة وبما يحقق الأمن الجماعي لمصالح المجتمع الدولي.
مشاركة :