ابوظبي - قال بنكا الإمارات وتركيا المركزيان اليوم الأربعاء إنهما أبرما اتفاقا لتبادل العملات تبلغ قيمته قرابة خمسة مليارات دولار بالعملتين المحليتين، مما يوفر مصدرا محتملا للدعم في ظل التقلبات الاقتصادية التي تواجهها أنقرة. وذكر البنكان أن الاتفاق يهدف إلى دعم التبادل التجاري وتعزيز التعاون المالي بين البلدين اللذين سعيا إلى توطيد العلاقات في الشهور الماضية. ويستمر الاتفاق ثلاثة أعوام مع إمكانية تمديده. وقال مسؤولون الشهر الماضي إن البنك المركزي التركي اختتم محادثات مع نظيريه في الإمارات وأذربيجان، مع احتمال إبرام اتفاق واحد على الأقل في وقت قريب. وذكر البنكان في بيانين منفصلين أن القيمة الاسمية للصفقة تبلغ 64 مليار ليرة و18 مليار درهم. وقد تستخدم تركيا اتفاق التبادل لتعزيز احتياطياتها المستنزفة من النقد الأجنبي، بعد بدء تدخلات باهظة التكلفة في السوق في الشهر الماضي للحد من أزمة العملة. وتراجعت الليرة 0.5 بالمئة إلى 13.6 مقابل الدولار بحلول الساعة 0737 بتوقيت غرينتش. يأتي الاتفاق بعد زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في نهاية العام الماضي، في إطار سعي البلدين إلى إصلاح العلاقات التي توترت في الأعوام الماضية. وحظيت زيارة الشيخ محمد بن زايد لتركيا وهي الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ العام 2012، بحفاوة بالغة حيث تأتي بينما تواجه أنقرة أسوأ أزمة مالية وانهيار قياسي في قيمة عملتها. والشهر الماضي بحث نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات والعمل على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي. وشهدت العلاقات بين تركيا والإمارات توترا بسبب دور الجماعات الإسلامية في الاضطرابات التي أعقبت انتفاضات الربيع العربي، وكان البلدان يقفان على جانبين مختلفين من الصراع في ليبيا. واتهمت أنقرة الإمارات في وقت سابق بتمويل محاولة انقلاب في تركيا عام 2016 وأثار الفوضى في المنطقة بتدخلها في اليمن في حين انتقدت أبوظبي العمليات العسكرية التركية في المنطقة. وسعت تركيا كذلك إلى تحسين علاقاتها مع مصر والسعودية لكن هذه المساعي لم تحقق تقدما علنيا يذكر. وسرعت أبوظبي كذلك سعيها لتهدئة الصراعات في المنطقة والتركيز مجددا على الاقتصاد. وقال أردوغان إنه يعتزم زيارة أبوظبي في فبراير/شباط من العام القادم.
مشاركة :