أعلن في الإمارات أمس انتخاب الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسا للمجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي السادس عشر، كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي، وذلك بعد تشكيل المجلس الجديد. وتعد القبيسي أول إماراتية تفوز بعضوية المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات تشريعية وذلك في أول تجربة انتخابية جرت عام 2006، وأول إماراتية تترأس جلسة للمجلس الوطني الاتحادي هي الجلسة السادسة من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 2013، كما أنها الخليجية الأولى التي تحصل على عضوية مؤسسة تشريعية عبر صناديق الاقتراع. وتستهدف عملية التمكين السياسي التي أطلقها رئيس الإمارات المواطن في شتى مواقع العمل للمشاركة بشكل أكبر في مستوى القرار، حيث حظي العمل البرلماني في عهد الشيخ خليفة بن زايد برعاية واهتمام وتوجيه ترجمة للبرنامج السياسي الذي أعلنه عام 2005، وما تضمنه من تنظيم انتخابات لنصف أعضاء المجلس خلال الأعوام 2006م و2011م و2015م وتعديل دستوري في 2009، ومشاركة المرأة ناخبة وعضوة والتي تم خلالها زيادة أعداد الهيئات الانتخابية مما يقارب من سبعة آلاف عام 2006، في أول تجربة انتخابية إلى ما يقارب من 224 ألف ناخب عام 2015. وقالت الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، رئيسة جامعة زايد، إن الإمارات، حققت إنجازات تاريخية، على صعيد تمكين المرأة والارتقاء بقدراتها ومكانتها في المجتمع وتحويل تلك الغايات المثلى، لواقع ملموس وخارطة طريق تلوح في الأفق يومًا بعد يوم، إنجازاتها وملامحها التي تستقطب اهتمام وتقدير العالم أجمع. وأضافت أن القرار يؤكد الرؤى الثاقبة لقيادة الإمارات، واستكمالاً وحصادًا للفلسفة السامية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - وقالت «اليوم، هو يوم سيسطر بأحرف من نور في تاريخ بناء دولتنا التي تناغمت فيها خطى التنمية وتعزيز مكانة دور المرأة، كونها مكونا أساسيا وركيزة داعمة لتطور ونهضة بلدنا». ونوهت بانتخاب أمل القبيسي، كأول أمرة تترأس المجلس الوطني الاتحادي، حيث اعتبرته سابقة غير معهودة في تاريخ المنطقة، ولدلالة ساطعة على أن بناء الأوطان على أسس المساواة، إنما ينطلق من الاعتماد على كل الكوادر والكفاءات البشرية ذكورًا وإناثا، «كما أنه يبعث برسالة للعالم، ستختصر الكثير والكثير، مع تناغم وتتابع مفردات الحداثة والتقدم في دولة الإمارات، التي راعت وتوازنت فيها خطى التنمية والتطور والحفاظ على مخزون القيم والتقاليد لديننا الإسلامي الحنيف ولدولتنا أعز الله ازدهارها ونماءها». من جهته وصف اتحاد الكتاب الإماراتيين انتخاب القبيسي بأنه خطوة حضارية وغير مسبوقة عربيا في مجال تمكين المرأة، وأنه يوجه النظر بقوة نحو طبيعة المشروع الحضاري الذي تقوده الإمارات، لا على المستوى الاقتصادي أو السياسي فقط، بل على مستوى الوعي أيضا، حيث تتحول ثنائية المرأة والرجل القائمة تقليديا على الصراع إلى شكل راق من أشكال التكامل والانسجام والتفهم. ولفت الاتحاد إلى أن المرأة الإماراتية لم تكن بحاجة في أي مرحلة من المراحل إلى خوض معارك لممارسة حقوقها الطبيعية، كما هو الحال في مجتمعات كثيرة يصنف بعضها ضمن قائمة المجتمعات الأكثر تطورا وتقدما بل كانت تجد على الدوام من يمكنها من هذه الحقوق ويسبقها أحيانا في اتخاذ الخطوات للوصول بها إلى المواقع الأمامية في صنع القرار، وإذا كان مثل هذا يحدث بإرادة سياسية في كثير من الحالات فإن الوعي الاجتماعي كان يتقبل هذه الإرادة بل يرحب بها ويدعمها باعتبارها استجابة متقدمة لحاجاته هو وتعبيرا دقيقا عن طبيعته المتفتحة المستنيرة.
مشاركة :