حلب، أعزاز (سوريا)/عمر كوباران/الأناضول ضربت عاصفة ثلجية ليل الثلاثاء/الأربعاء، مخيمات النزوح في الشمال السوري، ما ضاعف آلام ساكنيها بسبب برودة الأجواء الشديدة. وأدى التساقط الكثيف للثلوج في مدن أعزاز وعفرين والباب إلى اكتساء الأرض بحلة بيضاء وصلت سماكتها إلى 40 سنتيمتراً، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الخيام فوق رؤوس ساكنيها و غلق الطرق المؤدية للمخيمات. وبالرغم من انخفاض حدة الثلوج مع ساعات نهار الأربعاء إلا أن الأضرار التي خلفتها مازالت قائمة حيث يحاول السكان إصلاح الخيم التي أسقطتها قبل أن تشتد العاصفة مرة ثانية. وحرص الآباء على إصلاح ما أفسدته العاصفة، بينما كان الأبناء الصغار يقفون أمامهم متلحفين ببطانيات تقيهم البرد على أمل الانتهاء من الأمر سريعًا ليعودوا لشيء من الدفء داخل الخيام. وبعد كل مرة يتعرضون فيها للسيول الناجمة عن الأمطار أو العواصف الثلجية لا يملك سكان المخيمات إلا مناشدة المنظمات الإنسانية لتساعدهم على الخروج مما هم فيه. ورصدت الأناضول إحدى المخيمات في محيط مدينة أعزاز حيث غطتها الثلوج بالكامل، وسقط عدد كبير من خيامها. وفي حديث للأناضول، قال محمد هشام أحد ساكني المخيم، إن خيمهم سقطت على رؤوسهم في الليل بعد أن تحول المطر بشكل مفاجئ إلى عاصفة ثلجية شديدة. وأوضح المتحدث أن الخيام سقطت على رؤوس الأطفال والنساء وهم نيام، مشيراً إلى أن 50 خيمة على الأقل هوت وبقي ساكنوها في العراء دون مأوى، ما أضطرهم لإشعال النيران في مواد بلاستيكية وكرتونية، لتقيهم البرد القارس. وناشد هشام المنظمات الإنسانية لمساعدتهم في مواجهة ظروف الشتاء الصعبة، وعدم تركهم وحيدين في مواجهة الثلوج والأمطار. بدوره، قال مواطن آخر يدعى، وديع يعجور، للأناضول إنهم لجأوا إلى تغطية الخيام بالبطانيات لجعلها أكثر دفئًا، إلا أن الثلوج باغتتهم فسقطت البطانيات ومعها الخيم. وأشار النازح السوري، أنه وأبنائه حاولوا إصلاح الخيمة التي تأويهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من إعادتها لوضعها السابق، ما اضطرهم للسكن بشكل مؤقت عند جيرانهم. وبيّن يعجور أن بعض فاعلي الخير أعطوهم وقوداً للتدفئة إلا أنهم يضطرون إلى إشعال الكرتون والبلاستيك في الشتاء لأن كمية الوقود غير كافية. ويعيش ملايين النازحين في مخيمات شمالي سوريا بالقرب من الحدود التركية بعد أن فروا من قصف النظام لقراهم وبلداتهم ومدنهم. ورغم مرور أعوام على إنشاء تلك المخيمات إلا أنها ما تزال تعيش ظروفاً صعبة للغاية، وتنعدم فيها المواد الأساسية، بينما يعاني أطفالها من الحرمان والمرض. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :