يترقب عشاق المستديرة بشغف بالغ، السبت المقبل، المواجهة الأكبر على مستوى العالم، حين يستضيف فريق ريال مدريد على ملعبه سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، فريق برشلونة متصدر الدوري، وأنظاره تتجه للفوز ولا بديل عنه، حتى لا يتسع الفارق بين الغريمين، وذلك في منافسات الجولة 12 من الليغا. برشلونة يدخل المواجهة بحالة معنوية مرتفعة، بعكس ما توقع أغلب المتابعين لأخبار النادي الكاتالوني، فالبداية المخيبة للآمال مع انطلاقة الموسم، زرعت الشك في قلوب محبي البلوغرانا حول ما يمكن أن ينتهي عليه هذا الموسم، فالضعف الهجومي والدفاعي على حد سواء في بداية الليغا لم تكن لتساهم في توقع أن يصل برشلونة للكلاسيكو متصدراً للدوري الإسباني وتمكن مدرب الفريق لويس انريكي، من تدارك العديد من الأمور السلبية التي أثرت على مستوى الفريق المتراجع. فقاد برشلونة نحو الصدارة حتى الجولة الـ 11 برصيد 27 نقطة، من 9 انتصارات وهزيمتين. على عكس الفريق الكاتالوني، بدأ ريال مدريد موسمه بصورة رائعة، وتمكن مدرب الفريق الإسباني رافائيل بينيتيز، من إيجاد التوازن المفقود بين صفوف الملكي، فكان العالم شاهداً على قوة هجومية ضاربة للأبيض المدريدي مع بداية الموسم، قابلها دفاع يعتبر ضمن الأقوى على مستوى القارة العجوز حتى الآن، في ظل تألق منقطع النظير للحارس الدولي الكوستاريكي كيلور نافاس، إلا أن المباريات الأخيرة للفريق شهدت تراجعاً ملحوظاً في قوة هجوم الملكي وتزعزع رهيب في الخطوط الخلفية للفريق. ريال مدريد يحتل المركز الثاني خلف برشلونة برصيد 24 نقطة، من 7 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة وحيدة تلقاها في الجولة الأخيرة أمام اشبيلية بنتيجة 3/2. وعلى رغم أن كرة القدم لا تخضع لمنطق الأرقام ولغة الإحصاءات، والكلاسيكو لا تحكمه أي قوانين عامة أو حسابات، لكن كفة الأرقام تميل لصالح ريال مدريد وتضعه الأقرب للفوز أمام برشلونة، فنجوم الملكي تفوقوا بالأرقام على نجوم الكاتالوني، فسجلوا أهدافاً أكثر، وتمكنوا من تهديد مرمى المنافسين بشكل أكبر، ووقعوا في مصيدة التسلل بشكل أقل. ولاشك أن عاملي الأرض والجمهور يجب أن يضعا في الاعتبار، فمدريد على أرضه خصم لا يستهان به، إذ لعب الموسم الحالي 5 مباريات على أرضه، فاز في 4 وتعادل في واحدة، وسجل 12 هدفاً واستقبل هدفاً وحيداً، في المقابل لعب النادي الكاتالوني خارج أرضه 5 مباريات، فاز في 3 وانهزم في 2 عندما حل ضيفاً على سيلتا فيغو واشبيلية، وسجل 7 أهداف واستقبل مثلها. فهل سيخضع هذا الكلاسيكو لمنطق الأرقام، ونشهد على عودة مدريدية للتألق مجدداً، أم أن مهارات لاعبي برشلونة الفردية وتألق الثنائي سواريز ونيمار ستكون لها الكلمة العليا؟ ويبدو أن الأحداث التي وقعت قبل أيام في عاصمة الأنوار الفرنسية باريس ستلقي بظلالها على العالم بالكلاسيكو، إذ بدأت حكومة إسبانيا باتحاد الإجراءات الأمنية اللازمة تمهيداً للمباراة المرتقبة. ودعت الحكومة الإسبانية الجماهير التي ستحضر المباراة بأن تكون في غاية الهدوء والتعاون مع رجال الشرطة الذين سيكونون حاضرين بشكل كبير استعداداً للمباراة. وذكرت كونسيبسيو دانكاوسا والتي تمثل الحكومة الإسبانية في العاصمة أن التحضيرات على قدم وساق وذلك تفادياً لأي مشاكل أو اضطرابات مماثلة لما حدث في فرنسا مؤكدة في الوقت نفسه أن إجراءات سيتم الإعلان عنها قبل يومين من المباراة بعد الاجتماع مع مسئولي الغريمين التقليديين.
مشاركة :