دعا مبعوث صيني يوم الأربعاء المجتمع الدولي إلى إعطاء دفعة جديدة لتسوية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وقال قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن قضية فلسطين موجودة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ 75 عاما. ويجب أن يجلب العام الجديد أملا جديدا للشعب الفلسطيني، ويجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بحس أقوى من الإلحاح من خلال اتخاذ إجراءات قوية لتعزيز التسوية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية. ودعا قنغ في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية إلى وقف العنف والأعمال العدائية وتخفيف التوترات. وأوضح أن العام الماضي شهد تواصلا للاضطرابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وظل الوضع منذ بداية العام الجاري على الأرض متوترا ومثيرا للقلق، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى "التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب القتال والعنف وتعزيز وقف إطلاق النار في غزة". وقال إنه يتعين على إسرائيل بصفتها القوة المحتلة الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وضمان سلامة الناس في الأراضي المحتلة، والتحقيق في العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، والحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا في الوقت نفسه على احترام مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة. كما دعا قنغ إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ووقف الأنشطة الاستيطانية، قائلا إن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية استمرت في التوسع في عام 2021، وكان عدد المنازل الفلسطينية المهدمة هو الأعلى منذ عام 2016. وأشار إلى أن الأنشطة الاستيطانية تنتهك القانون الدولي، قائلا إن الصين تحث إسرائيل على وقف هدم منازل الفلسطينيين، ووقف إجلاء الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات، وتهيئة الظروف لتنمية المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية. كما أعرب عن قلق الصين إزاء إعلان إسرائيل الأخير استثمار أكثر من 300 مليون دولار في بناء المستوطنات في الجولان، مؤكدا أن المجتمع الدولي يعترف بسيادة سوريا على الجولان وعلى إسرائيل وقف الأنشطة الاستيطانية التي قد تؤدي إلى التوترات. وأكد المبعوث الصيني على ضرورة إعطاء اهتمام كاف للاقتصاد وسبل عيش الناس وتعزيز المساعدة الإنسانية، قائلا إن فلسطين تمر في الوقت الحالي بأزمة اقتصادية ومالية عميقة والوضع الإنساني مقلق والناس يعيشون حياة صعبة، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة مضاعفة دعمه، وتعزيز سلطة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتمكينها من ممارسة وظائفها السيادية في مجالات الأمن والتمويل، وتقديم الخدمات العامة الأساسية. وقال إن الصين تقدر الجهود التي تبذلها مصر وقطر ودول أخرى في المنطقة من أجل إنعاش غزة وإعادة إعمارها، وتدعو جميع الأطراف إلى تعزيز الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين. وأوضح أن الصين أخذت علما بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل مؤخرا، مثل تحويل عائدات الضرائب إلى الجانب الفلسطيني، وتأمل أن يساعد ذلك في استعادة التنسيق الفلسطيني-الإسرائيلي في المجالات الاقتصادية والمدنية، وتدعو إسرائيل مرة أخرى إلى رفع حصارها على قطاع غزة. وحث قنغ على حشد كل الجهود لتعزيز السلام وتنفيذ حل الدولتين، قائلا أن التاريخ والواقع أثبتا مرارا أن حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل القضية الفلسطينية. ويتعين على المجتمع الدولي التمسك بنهج موضوعي وعادل، والدعوة إلى التسامح والتفاهم المتبادل، وبذل المزيد الجهد من أجل استئناف الحوار بين الجانبين على أساس حل الدولتين. وأضاف "نأمل أن يغتنم الجانبان الاتصالات رفيعة المستوى الأخيرة كفرصة لبناء الثقة المتبادلة تدريجيا ومواصلة بناء الزخم. ونتوقع من الفصائل الفلسطينية تعزيز التضامن وتحقيق المصالحة الداخلية من خلال المشاورات والحوار وتشكيل موقف تفاوضي موحد". وأتم بأن الصين تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كاملة، وتدعم التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل والتنمية المشتركة بين الشعبين العربي واليهودي، متعهدا بأن تواصل الصين العمل بدأب مع المجتمع الدولي من أجل تسوية القضية الفلسطينية مبكرا.
مشاركة :