يمهد إعلان عملاق صناعة البرمجيات مايكروسوفت عزمه الاستحواذ على شركة ألعاب الفيديو أكتيفيجن بليزارد في صفقة هي الأغلى من نوعها في القطاع، للشركة الأميركية الطريق أمام الهيمنة على سوق ألعاب الفيديو سريعة النمو. ومن شأن الصفقة البالغ قيمتها 70 مليار دولار أن تجعل الشركة المصنعة للعبة كاندي كراش وكول أوف ديوتي من أكبر الكيانات من حيث القيمة إذ سينتج دمج بليزارد مع قطاع ألعاب الفيديو في مايكروسوفت إنشاء ثالث أكبر شركة ألعاب في العالم. كما أن الصفقة ستساعدها على التنافس مع منافسيها التقنيين مثل مجموعة ميتا مالكة شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك في إنشاء عوالم افتراضية غامرة للعمل واللعب. وتؤكد شركة أكسنتشر الاستشارية الأميركية في دراسة نشرتها على موقعها الإلكتروني أن سوق ألعاب الفيديو تدر إيرادات تفوق 300 مليار دولار على المستوى العالمي، فيما أسهمت الجائحة في تحفيز نمو القطاع. ويمثل عرض مايكروسوفت، والذي يبلغ 95 دولارا للسهم الواحد، زيادة بنسبة 45 في المئة على سعر أكتيفيجن عند الإغلاق في وول ستريت الجمعة الماضي. ساتيا ناديلا: الألعاب ستقوم بدور رئيسي في تطوير منصات ميتافيرس ويقول محللون إنه إذا نجت الصفقة من التدقيق من قبل المنظمين الأميركيين والأوروبيين في الأشهر المقبلة، فقد تكون واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ التكنولوجية في التاريخ. وكانت شركة ديل الأميركية لتخزين البيانات قد استحوذت في عام 2016 على شركة إي.أم.سي مقابل حوالي 60 مليار دولار. وأكد المدير العام لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين الأربعاء أن هذه الألعاب تعتبر الأكثر ديناميكية وإثارة في مجال الترفيه اليوم وستلعب دورا رئيسيا في تطوير منصات ميتافيرس. ولكن أكتيفيجن تعرضت للملاحقة لعدة أشهر بسبب مزاعم سوء السلوك وعدم المساواة في الأجور. ولكن ناديلا قال إن “ثقافة شركتنا هي أولويتي الأولى”، مضيفًا أنه “من الأهمية بمكان بالنسبة إلى شركة أكتيفيجن بليزارد المضي قدمًا” في التزاماتها لتحسين ثقافة مكان العمل. وخضت أكتيفيجن العام الماضي للتحقيق من لجنة الأوراق المالية والبورصات بشأن شكاوى تتعلق بالتمييز في مكان العمل، وفي سبتمبر الماضي قامت بتسوية المطالبات التي قدمها المنظمون للتمييز في القوى العاملة في الولايات المتحدة. ومع ذلك رأى خبراء وول ستيرت أن عملية الاستحواذ كانت بمثابة فوز كبير لأكتيفيجن فقد ارتفعت أسهمها بنسبة 25 في المئة في التداول فور الإعلان عن الصفقة وعوضت جزءا من الخسائر التي تكبّدتها على مدار الأشهر الستة الماضية منذ رفع دعوى التمييز في ولاية كاليفورنيا. وأنفقت مايكروسوفت العام الماضي نحو 7.5 مليار دولار للاستحواذ على زينماكس ميديا، الشركة الأم لناشر ألعاب الفيديو بيثيسدا سوفووركس، التي تقف وراء ألعاب الفيديو الشهيرة ذا إيلدر سكرولز ودووم وفالآوت. وتشمل ممتلكات مايكروسوفت أيضا اللعبة الناجحة مينيكرافت بعد أن اشترت أستوديو الألعاب السويدي موجانغ مقابل 2.5 مليار دولار في عام 2014. وقالت شركة ريدموند إن عمليات الاستحواذ الأخيرة لمايكروسوفت ستساعد في تعزيز خدمة الاشتراك في لعبة إكسبوس غيم باس مع تسريع طموحاتها ميتافيرس، وهي مجموعة من العوالم الافتراضية المتصورة كجيل جديد من الإنترنت. عرض مايكروسوفت، والذي يبلغ 95 دولارا للسهم الواحد، يمثل زيادة بنسبة 45 في المئة على سعر أكتيفيجن عند الإغلاق في وول ستريت الجمعة الماضي وفي حين أن إكسبوكس لديها بالفعل أستوديو خاص بها لصنع الألعاب، فإن احتمال سيطرة مايكروسوفت على الكثير من محتوى اللعبة أثار تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان الشركة تقييد ألعاب أكتيفيجن من وحدات التحكم المنافسة، على الرغم من وعد ناديلا بأن الصفقة ستساعد الأشخاص على ممارسة الألعاب “في أيّ مكان وفي أيّ وقت وعلى أيّ حال هم يريدون”. ونسبت وكالة أسوشيتد برس إلى دانييل آيفز المحلل في ويببوش سيكوريتز قوله إن “عملية الاستحواذ ستدفع شركة مايكروسوفت إلى تجاوز نينتيندو كثالث أكبر شركة لألعاب الفيديو من حيث الإيرادات العالمية خلف سوني المصنعة لبلايستيشن وعملاق التكنولوجيا الصيني تيسنت”. وأضاف “لقد احتاجت مايكروسوفت إلى عقد صفقة جادة بالنظر إلى طموحاتها المتدفقة واستراتيجيتها غير المباشرة”. وتابع “إنها اللعبة الوحيدة في المدينة التي يمكنها القيام بصفقة بهذا الحجم مع رواد التكنولوجيا الآخرين الخاضعين لتدقيق تقني واسع النطاق”. وخلال الأشهر الماضية جذبت ميتا وغوغل وأمازون وأبل اهتماما متزايدا من هيئات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وبما أن صفقة أكتيفيجن كبيرة جدا فإن من المرجح أن توضع مايكروسوفت أيضا تحت دائرة الضوء. وكدليل على ذلك تواجه مايكروسوفت بالفعل تأخيرات في إتمام استحواذها المزمع بقيمة 16 مليار دولار على شركة نوانس للتعرف على الكلام في ماساتشوستس بسبب تحقيق أجرته هيئات مكافحة الاحتكار البريطانية.
مشاركة :