أبرزت أزمة إمدادات الطاقة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة العام الماضي، الحاجة الملحة لسياسات رشيدة من أجل نجاح مسارات تحول الطاقة، هذا ما أشار إليه مجيد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، وهي أقدم شركة نفط وغاز خاصة في الشرق الأوسط، في حديثه ضمن جلسة افتراضية، حضرها قادة من القطاع وواضعي السياسات، في أسبوع أبوظبي للاستدامة. وما تحتاجه سياسات تحول الكربون لتتمكن من تحقيق التقدم المستدام والتغييرات المنشودة، هو أن تكون هذه السياسات مخصصة حسب متطلبات كل دولة، وأن تراعي محدوديات الطاقة المتجددة، مثل تقطع الإمدادات وصعوبة التخزين. وأكد جعفر على هذه الاعتبارات، في حديثه ضمن الجلسة الافتتاحية لأجندة الطاقة العالمية للمجلس الأطلسي، إذ قال: «السياسات الناجحة والمستدامة، هي التي تدعم توفير طاقة ميسورة التكلفة، وغير منقطعة، تلبية لحاجات دول العالم النامية، حيث لا يزال مليار فرد يفتقرون للكهرباء، و3 مليارات لا يستطيعون الوصول إلى وقود نظيف للاحتياجات المنزلية، لا سيما الطهو». وأضاف: «أظهرت لنا الأشهر الماضية، أن الاستثمارات غير الكافية في قطاع النفط والغاز، تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، وزيادة حرق الفحم على مستوى العالم، وهذان الأمران كلاهما مضران جداً بالاقتصاد، وبالجهود المكرسة للتعامل مع تغير المناخ». وشارك في اللجنة، إلى جانب جعفر كل من ميل كفاري، المدير العام لمجموعة شركة النفط الوطنية النيجيرية، وفرانسيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، السفير دنيال فرايد مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية السابق، وحليمة كروفت المديرة التنفيذية ورئيس استراتيجيات السلع العالمية في آر بي سي كابيتال. وناقش المتحدثون أهم القضايا التي تؤثر بأسواق الطاقة في 2022. وعُقد افتتاح أجندة الطاقة العالمية، بالتعاون مع أسبوع أبوظبي للاستدامة. وقد قدم المتحدثون الثلاثة مقالات لأجندة الطاقة العالمية، طرحوا فيها تحليلات لأهم القضايا التي تواجهها أسواق الطاقة في 2022. وشدّد جعفر أن ما شهده العام الماضي من ارتفاع في الأسعار، وشح في الإمدادات، جاء نتيجة ثلاث توجهات متزامنة: انخفاض الاستثمار في إنتاج النفط والغاز والبنية التحتية للقطاع، وارتفاع الطلب مع تعافي الاقتصادات من الجائحة، وإغلاق بعض محطات الطاقة النووية. وشدد أنه على الرغم من أن الطاقة المتجددة، هي بلا شك جزء من الحل لمشكلة الانبعاثات الكربونية، لا يمكننا إغفال أهمية النفط والغاز، في ضمان استمرار إمدادات الطاقة، وعدم انقطاعها، ولنجاح مساعي التحول في العموم. وأضاف جعفر في هذا السياق: «إن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مواردُ واعدة، ولكن لا يمكن تخزينها، ونحن لذلك سنحتاج إلى موارد طاقة متواصلة غير منقطعة، مثل الغاز الطبيعي والطاقة النووية، لتعزيزهما ودعمهما، وهذا ما أبرزته السياسة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة». وفي متناولنا أيضاً وسيلة مضمونة وسريعة التطبيق للحد من الانبعاثات الكربونية: ترشيد استهلاك الطاقة برفع الكفاءات، والتشجيع على إعادة التشجير، والتحول من الوقود عالي الانبعاثات إلى المصادر الأقل إنتاجاً للانبعاثات. ستسهم هذه الخطوات في تسريع وتيرة خفض الانبعاثات ودعم المصادر المتجددة، الأمر الذي سيدعم التوجه نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة. أصبحت شركة نفط الهلال، من أوائل الشركات التي تصل إلى حيادية الكربون عبر عملياتها كافة في 2021، إثر إنجازها لسلسلة من المشاريع للحد من الكثافة الكربونية، وإدارة الانبعاثات المتبقية. ويأتي هذا الإنجاز العظيم، تتويجاً لسنوات من الجهود التي كرستها الشركة لتحسين كفاءاتها التشغيلية، ما جعلها من أكثر شركات قطاع الطاقة تقليلاً للكثافة الكربونية. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :