الخرطوم - (وكالات الأنباء): أفاد بيان عن مجلس السيادة الانتقالي في السودان أمس الخميس بأن المجلس اتفق مع وفد أمريكي على إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الحالية في البلاد. أضاف البيان أن الاجتماع أسفر أيضا عن الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة يقودها رئيس وزراء مدني لاستكمال مهام الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية بالإضافة إلى دخول الأطراف السودانية في حوار وطني شامل لإنهاء الأزمة. التقى رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمس وفد أمريكي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي في وعضوية المبعوث الأمريكي الجديد للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم براين شوكان. من جانب آخر، أطلقت القوى الأمنية السودانية أمس الخميس الغاز المسيل للدموع على آلاف السودانيين الذين خرجوا إلى شوارع الخرطوم تكريما لمقتل العشرات في عملية قمع المحتجين على حكم العسكر، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. وأطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع أيضا في أم درمان شمال غرب الخرطوم، بحسب ما أفاد شهود. ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وعنف منذ أن تدخل الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وأطاح بالمدنيين من السلطة. وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكل مجموعة أساسية في معارضة العسكر، إن 72 متظاهرا قتلوا في احتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ تدخل الجيش الذي وقع في 25 أكتوبر. واختار عشرات المتظاهرين الاحتجاج أمام ممثلية الأمم المتحدة في الخرطوم رافعين لافتات كتب عليها «لا للحلول القادمة من الخارج»، في رد على مبادرة الحوار التي دعت إليها الأمم المتحدة، ويرفضها الشارع، مطالباً بتسليم السلطة للمدنيين. وتمتد الاحتجاجات إلى أبعد من الخرطوم. وخرج حوالي 2000 متظاهر إلى الشوارع في مدينة مدني على بعد 200 كلم شمال العاصمة، بحسب ما أكد الشاهد عادل أحمد لفرانس برس أمس الخميس. وشكّل البرهان يوم الأربعاء حكومة «لتصريف الأعمال» مؤلفا من موظفين كبار غير معروفين. في هذا الوقت، يحاول كل من المبعوث الخاص للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركي مولي في إرساء حوار في السودان الذي يضم 45 مليون نسمة، وهو من أكبر دول إفريقيا. والتقى الموفدان أمس الخميس البرهان في الخرطوم، ووجها دعوة إلى «حوار وطني جامع وحكومة من أشخاص أكفاء يديرها مدني». كما التقيا المتحدث السابق باسم الحكومة الذي تم توقيفه يوم الانقلاب خالد عمر يوسف. ونقل عمر يوسف المطالب بحكم مدني، على حسابه على «تويتر» قوله للمبعوثين، «انه لا مخرج من الأزمة السياسية الراهنة إلا بالاستجابة لمطالب الشارع المتمثلة في إنهاء الوضع الراهن، وتأسيس إطار دستوري جديد ذي مشروعية شعبية يقوم على سلطة مدنية كاملة». وأكد المبعوثان الأمريكيان خلال اللقاء أن واشنطن «لن تستأنف المساعدات للسودان قبل وقف العنف والعودة إلى حكم بإدارة مدنية كما يريد السودانيون»، بحسب ما أفادت السفارة الأمريكية في الخرطوم. وكانت واشنطن أوقفت مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للسودان، عقب تدخل الجيش ومن بين أبرز مطالب المحتجين تحقيق العدالة لأسر 72 متظاهراً قتل معظمهم بالرصاص الحي منذ 25 أكتوبر. وتؤكد اليونيسف أن من بين القتلى تسعة أطفال، مشيرةً إلى أنه تم احتجاز «فتيان وفتيات بلغوا 12 عاماً بالكاد»، علماً بأن قوات الأمن توقف المارة بالعشرات في أيام التظاهرات. وأثار مقُتل سبعة متظاهرين الاثنين الماضي غضبا في البلاد ودعت قوى المجتمع المدني إلى يومين من الإضراب العام. وفي الكاميرون، تلا لاعبو المنتخب السوداني لكرة القدم صلاة من أجل ضحايا الضحايا وهم راكعون على قدم واحدة قبل انطلاقهم لإحياء المباراة الأخيرة في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم.
مشاركة :