ونشرت روسيا في الأشهر الأخيرة عشرات آلاف الجنود على حدود أوكرانيا، ما أثار مخاوف من اجتياح. ورغم نفيها أي مخطط لهجوم، تؤكد موسكو أن وقف التصعيد يتطلب ضمانات خطية حول أمنها بما في ذلك ضمان عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي. وخلال زيارة إلى سيدني مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس، قالت تراس "سنُواصل مع حلفائنا دعم أوكرانيا ونحض روسيا على خفض التصعيد والمشاركة في مناقشات بناءة". وأضافت أن "الكرملين لم يستخلص العبر من التاريخ"، مؤكدة أن "الغزو لن يؤدي إلا إلى مستنقع رهيب وخسائر في الأرواح كما حدث في أفغانستان السوفياتية والصراع في الشيشان". وبعد سلسلة من المحادثات الدبلوماسية في أوروبا الأسبوع الماضي، يفترض أن تقوم موسكو وواشنطن بمحاولة جديدة الجمعة لتجنب خطر نشوب نزاع جديد في أوكرانيا، عبر لقاء في جنيف بين وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وتأمل تراس خلال زيارتها أستراليا في تعزيز التعاون العسكري والتكنولوجي والاقتصادي بين لندن وكانبيرا من أجل دعم استراتيجية "بريطانيا العالمية" بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. في مجال الدفاع، أبرم البلدان والولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي اتفاقية أطلِق عليها اسم "أوكوس" تشمل تسليم أستراليا غواصات تعمل بالطاقة النووية. وبشكل أوسع دعت تراس الديموقراطيات الغربية إلى العمل بشكل وثيق مع أستراليا وحلفاء آخرين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "للتصدي للمعتدين العالميين" الذين "أصبحوا أكثر جرأة بدرجة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة" على حد قولها. وأضافت أنهم "يسعون إلى تصدير الدكتاتورية كخدمة عبر العالم. لهذا السبب، تجد أنظمة مثل بيلاروس وكوريا الشمالية وبورما، في موسكو وبكين أقرب حليفين لها". من جهته، كرر وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتن دعوة وزيرة الخارجية البريطانية "العالم الحر" إلى "الوقوف بحزم". وقال داتن لقناة "سفن نيتوورك" الجمعة "عندما نرى روسيا تتصرف بالطريقة التي تعمل بها، ها يشجع طغاة آخرين وديكتاتوريات أخرى على فعل الأمر نفسه، لا سيما إذا لم يصدر رد فعل من بقية العالم". وأضاف أن "آلاف الأشخاص سيموتون وهذا شيء لا يريد أي شخص أن يحدث"، مشددا على أن "زيادة القوات الروسية مقلقة جدا".
مشاركة :