ايرباص تلغي طلبية ضخمة للخطوط القطرية في خضم خلاف متصاعد

  • 1/21/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - دخل النزاع بين الخطوط القطرية والعملاق الأوروبي لصناعة الطائرات 'ليرباص' مرحلة جديدة من التصعيد كاشفا عن أزمة عميقة بين المجموعة الأوروبية وأحد أكبر عملائها الذي ينتقد عيوبا في طلاء سقف الطائرات من طراز 'ايه 350' ويطالبها بتعويضات. وفي قرار غير مسبوق في صناعات الطيران، ألغت ايرباص طلبية للخطوط الجوية القطرية تشمل خمسين طائرة من نوع 'ايه321 نيو'، في تطور ينذر بتصاعد الأزمة. ويندرج هذا القرار في إطار الخلاف بين المجموعة المصنّعة للطائرات وشركة الطيران التي أوقفت بعض طائراتها من طراز 'ايه350' بسبب تدهور الأسطح الخارجية لهياكل هذه الطائرات وبدأت إجراءات قانونية ضد إيرباص أمام القضاء البريطاني. وجاء رد المجموعة الأوروبية قويا، إذ أكد متحدث باسم ايرباص معلومات نشرتها وكالة بلومبرغ للأنباء المالية، قائلا "نؤكد فسخنا لعقد يشمل خمسين طائرة ايه321 مع الخطوط الجوية القطرية، بموجب حقنا". وبشكل عام، يتم إلغاء الطلبيات عادة من قبل الشركات العميلة عندما لا يكون لديها الوسائل لتمويل الشراء أو لم تعد بها حاجة إلى الطائرة. وحسب سعر العرض الذي نشرته إيرباص آخر مرة في 2018 ولم يتم تطبيقه بسبب حسومات، كانت قيمة هذه الطلبية تبلغ أكثر من ستة مليارات دولار. ويعود هذا الخلاف بين المجموعة المصنعة للطائرات والخطوط القطرية إلى الصيف الماضي، ففي بداية أغسطس/اب، أعلنت الخطوط القطرية أنها تلقت أمرا من الجهة المنظمة في بلدها بمنع تحليق 13 من طائراتها من طراز إيرباص 'ايه350' بسبب التدهور السريع لأسطح جسم الطائرة. وحاليا تم تجميد 21 من هذه الطائرات المخصصة للرحلات الطويلة حسب شركة الطيران التي يضم أسطولها 53 طائرة من طراز 'ايه350'. وكان يفترض أن تتسلم 23 طائرة أخرى، لكنها رفضت تسلم المزيد منها منذ الصيف الماضي. أما إيرباص التي تعترف بتدهور الطلاء الذي يمكن أن يعرض للخطر شبكة معدنية متكاملة تهدف إلى حماية الطائرة من الصواعق، فتؤكد أن ذلك ليس له عواقب على السلامة أثناء الطيران. وأكدت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران أن هذه العيوب لا تنطوي على أي مخاطر ملاحية. ورُصد هذا العيب في بعض طائرات تشغلها شركات أخرى، لكن الخطوط الجوية القطرية هي الوحيدة التي تمنعها من الطيران ما يؤدي إلى خسارة كبيرة في أرباح الشركة المتخصصة بالرحلات الطويلة. ورأت المجموعة الأوروبية المصنعة للطائرات في ذلك "تهديدا للبروتوكولات الدولية لسلامة" الطيران وقالت إنها مستعدة في ديسمبر/كانون الأول للجوء إلى تحكيم مستقل. وأكدت إيرباص التي تعتزم "الدفاع عن موقفها وسمعتها" أن الأمر يتعلق بـ"حل الخلاف الذي لم يتمكن الطرفان من تسويته خلال المناقشات المباشرة والمفتوحة"، كما ورد في بيان اتسم بلهجة حادة غير معهودة ويستهدف واحدا من أهم زبائن المجموعة وثاني أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط بعد طيران الإمارات. وفضلت الخطوط الجوية القطرية عرض القضية على القضاء البريطاني. وخلال جلسة الخميس أمام محكمة العدل العليا في لندن قدم كل طرف حججه. وطالبت الخطوط الجوية القطرية بتعويض قدره 618 مليون دولار وغرامة قدرها أربع ملايين دولار عن كل يوم إضافي لشل طائراتها 'ايه350'، كما قال مصدر مطلع. إلا أن إيرباص استندت في دفاعها إلى شرط يتعلق بالتقصير في تنفيذ العقد بشأن رفض استلام طائرات 'ايه350' الإضافية لتبرير إلغاء طلبية 'ايه321 نيو'. وتعد هذه الطائرة ذات الممر الواحد والتي لا معادل لها في السعة ومسافة الرحلة لدى المنافسة الأميركية بوينغ في قلب إستراتيجية إيرباص ونجاحها التجاري، إذ مثلت 'ايه321 نيو' وحدها في 2021 ثلاثة أرباع الطلبيات المقدمة إلى المجموعة الأوروبية. ومع طلبات شملت نحو 3400 طائرة من طراز 'ايه321' لدى 'إيرباص' سنوات عدة من الإنتاج. ومن المقرر عقد جلسة استماع جديدة في الأسبوع الذي يبدأ في 26 أبريل/نيسان. والخلاف بين قطر والمجموعة الأوروبية لصناعة الطائرات حول عيوب في طلاء طائرة إيرباص ايه 350 وتلف سطحي، يتجاوز منطقة الخليج، بينما يفتح الباب أمام معركة على تعويضات بمئات ملايين الدولارات بعد أن أوقفت الخطوط القطرية تسلم 23 طائرة أخرى من هذا الطراز. وفي العام الماضي اتسع نطاق نزاع بين شركة إيرباص لصناعة الطائرات والخطوط الجوية القطرية على عيوب في الطلاء وعيوب سطحية في الطائرة من طراز ايه 350 متجاوزا منطقة الخليج، إذ أثارت خمس شركات طيران أخرى على الأقل مخاوف منذ دخل هذا الطراز عالي التقنية الخدمة. واتضح ذلك من خلال وثائق وأكدته عدة مصادر مطلعة، فقد أوقفت الشركة القطرية تشغيل 20 طائرة من بين 53 طائرة لديها من طراز ايه 350 وقالت إنها تتصرف بناء على أوامر من السلطات المحلية المعنية لحين التأكد من أسباب ما يصفه شهود بأنه ظهور فقاعات أشبه بالبثور على بعض الطائرات من هذا الطراز. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الوضع إن هذه المادة أدت في طائرات لدى الخطوط الجوية القطرية وشركة طيران أخرى واحدة على الأقل إلى ظهور شقوق، الأمر الذي تسبب في انكشاف جسم الطائرة المصنوع من ألياف الكربون وتعرضه لتلف محتمل من جراء الطقس أو أي عامل آخر. وقالت إيرباص إن تصميم الطائرة ايه 350، التي دخلت الخدمة عام 2015، يوفر حماية كبيرة لمقاومة العواصف وإنها تعمل في مختلف أنحاء العالم بقدر كبير من الموثوقية. وسُئلت الشركة عن الشقوق التي ظهرت فردت بأن بعض شركات الطيران عُرضة لتقلبات في درجات الحرارة أكبر من غيرها مشيرة في ما يبدو إلى الظروف الصحراوية في قطر على سبيل المثال. وطالبت الشركة القطرية بتحديد سبب قاطع وبإصلاح دائم للمشكلة يرضي الهيئة العامة للطيران المدني في قطر. وخرج الخلاف بين اثنتين من أقوى الأطراف في عالم الطيران إلى العلن في مايو/أيار من العام الماضي بعد مرور ستة أشهر على إرسال الخطوط القطرية طائرة من هذا الطراز لتجهيزها وإعادة طلائها في إطار الاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022) التي تنظمها قطر العام المقبل. وأكدت الخطوط الجوية الفنلندية وكاثاي باسيفيك ولوفتهانزا أن بعض طائراتها من طراز ايه 350 أُصيبت بما وصفته بتلف "شكلي". وقالت شركة إير كاريبي إنها وشركة الطيران الشقيقة فرنش بي لم ترصدا مشاكل كبرى في الطلاء أو أي مشاكل تتعلق بالسلامة بصفة خاصة. لكن الخطوط الجوية الفرنسية قالت إن طائراتها من طراز ايه 350 تعمل بصورة عادية منذ بدأت تشغيلها في 2021 وامتنعت عن التعليق على شكوى شركة إير كاريبي. أما الاتحاد للطيران فامتنعت عن التعليق. ومما لا ريب فيه أن الخطوط القطرية سبق أن كانت طرفا في نزاعات مع موردين في الماضي قبل الوصول إلى حلول وسط مُرضية. ومن آن لآخر ينتقد رئيسها التنفيذي أكبر الباكر كلا من إيرباص ومنافستها الأميركية بوينغ بسبب أخطاء محسوسة في التصنيع والإستراتيجية. ويقول محللون إن النزاع يتزامن مع مساعي الكثير من شركات الطيران لتقليل اعتمادها على طائرات الرحلات الطويلة وذلك في أعقاب جائحة فيروس كورونا. لكن مصادر بصناعة الطيران في الخليج تنفي نفيا قاطعا وجود دوافع تجارية وراء وقف تشغيل الطائرات وتشير إلى حاجة قطر الماسة للطائرات قبل استضافة كأس العالم. وليست إيرباص وحدها التي تواجه مشاكل، فقد واجهت بوينغ مشاكل في الطلاء وظاهرة تطاير قطع صغيرة من الطلاء في طائراتها من طراز 787 المنافس لطائرة إيرباص. وقال متحدث باسم الشركة إن هذه المشكلة لا علاقة لها بالسلامة وإنه يجري العمل على حلها.

مشاركة :