كشف رئيس قسم الكلى بمجمع السلمانية الطبي استشاري أمراض الكلى الدكتور علي العرادي، أن عدد المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى في قسم الكلى بمعدل 3 مرات في الأسبوع بمستشفيات البحرين يبلغ حوالي 800 مريض، فيما يبلغ عدد المرضى الذين يتلقون العلاج بالمنازل قرابة 100 مريض. وتحدث عدد من المصابين بأمراض الكلي عن معاناتهم لـ«الأيام»، موضحين أن تكلفة العلاج الباهظة والتي لا يمكنهم تحملها، تدفعهم غالبًا للجوء إلى لجمعيات الخيرية وأصحاب الأيدي البيضاء للسفر وتلقي العلاج في الخارج. وبدوره، أكد رئيس جمعية الهملة الخيرية جعفر مبارك أنهم يستقبلون طلبات العلاج من مختلف مناطق البحرين، ويصل عدد حالات طلبات علاج مرضى الفشل الكلوي التي يتلقونها سنويًا حوالي 40 حالة، فيما أكد رئيس جمعية مدينة حمد الخيرية أحمد يوسف طاهر أنه رصد حوالي 100 حملة للتبرع لمرضى مصابين بالفشل الكلوي من قبل الجمعيات الخيرية خلال العامين 2020-2021، وأن تكلفة العلاج تتراوح بين 35 إلى 45 ألف دينار. مرضى الفشل الكلوي يروون قصصهم لـ«الأيام»: آلام ومعاناة تزيدهما تكلفة العلاج الباهظة في الخارج روى عدد من المرضى المصابين بالفشل الكلوي لـ«الأيام» معاناتهم بعد إصابتهم بهذا الداء الصامت من دون إنذار سابق، والألم الكبير الذي يعانون منه نتيجة جلسات الغسيل المتكررة. «م.هـ»، مواطن بحريني لم يكن يتوقع في يوم من الأيام اصابته بالفشل الكلوي، أكد أنه لاقى الكثير من الصعوبات والعثرات الصحية بعد إجراء عملية قسطرة لتركيب جهاز في شرايين وأوردة الرقبة، ليصاحبه الجهاز في حياته اليومية. وقال إنه أصيب بتعرق شديد في أثناء نومه ولم يعد قادرًا على الحركة أو الكلام، وقامت زوجته بنقله إلى مجمع السلمانية الطبي، وهناك أجرى له الأطباء الفحوصات اللازمة وإخباره بأنه مصاب بالفشل الكلوي، وإنه بحاجة لإجراء عملية قسطرة للقلب في ذات الوقت. وتابع: «بعد تشخيصي بإصابتي بالمرض، فكرت مباشرة في السفر للخارج لإجراء عملية زرع كلى جديدة إلا أن التكلفة العالية للعملية منعتني من السفر»، مشيرًا إلى أن الأوجاع استمرت معه طويلاً ولم يستطع الانتظار أكثر، فتوجه لمناشدة الجمعيات الخيرية في البحرين للتكفل بعلاجه وجمع مبلغ من المال ليستطيع عبره السفر وإجراء العملية. وأضاف: «نتيجة للآلام، لم أستطع الانتظار لجمع المبلغ كله، فاضطررت للاقتراض والسفر إلى تركيا، والحمد لله أجريت العملية». وروى المريض «أ.ز» معاناته مع ابنه البالغ من العمر 21 عامًا والذي فاجأهم الأطباء بنتيجة فحوصاته الطبية التي أكدت إصابته بالفشل الكلوي بسبب ضمور الكلى. وقال والد المريض لـ«الأيام»: «خلال 3 سنوات منذ أن علمنا بإصابة ابني بهذا المرض ونحن في مراسلات دائمة مع الأطباء في البحرين والخارج، حيث أخبرني الأطباء بضرورة إجراء غسيل لابني قبل أن تتفاقم الحالة اكثر، إلا إنني رفضت ذلك، خوفًا عليه ولأن لا علم لنا بأي شيء عن هذا المرض، خاصة وأن حالة ابني هي الحالة الأولى التي يتم اكتشافها في العائلة». وأضاف: «توجهت فورًا للخارج لإجراء الفحوصات الأولية من أجل إعادة الكشف عليه، حيث أكد الأطباء حاجة ابني الماسة لإجراء عملية زراعة للكلى بشكل عاجل، ولكن المشكلة الكبيرة كانت قيمة العملية، حيث بلغت تكلفتها 40 ألف دينار بحريني، وهو مبلغ باهظ جدًا، ولا يمكننا تحمل تكلفته، ثم عدنا للبحرين وكلنا أمل في أهل الخير والجمعيات الخيرية، وحين اكتمل المبلغ سافرنا مرة أخرى، وأجرى ابني العملية والتي تكللت ولله الحمد بالنجاح، وها نحن اليوم عدنا إلى البحرين وابني حاليًا يرقد بالمستشفى لفحوصات روتينية تجرى للمرضى بعد إجراء مثل هذه العمليات لمزيد من الاطمئنان». المريضة «ل.أ»، تقول إن آلامًا مبرحة فاجأتها في خلف الظهر والرقبة، وكشفت الفحوصات الطبية بعدها إصابتها بالفشل الكلوي، وأضافت: «اعتدت إجراء الغسيل، وأصبحت أراقب الساعة لمعرفة كم تبقى من الوقت لأفارق جهاز الغسيل الكلوي، وأنا على هذه الحال منذ العام 2010، وتجدر الإشارة إلى أن إصابتي وراثية ولست الأولى في العائلة المصابة بالفشل الكلوي، وقام والدي بنقلي إلى باكستان لإجراء عملية زرع كلى، إلا أن عدم توافق أنسجة أحد من أفراد الأسرة حال دون إتمام العملية». بدوره، قال المواطن «ن.خ» 60 عامًا، منذ 11 عامًا كانت بدايتي مع مرض الكلى، حيث بدأت أعراض المرض بارتفاع كبير في درجة الحرارة يصاحبه غثيان مستمر، وذهبت لمجمع السلمانية الطبي لعمل الفحوصات اللازمة والتي أكدت إصابته بالفشل الكلوي. وتابع: «لم أتفاجأ من إصابتي بالمرض حيث علمت مسبقًا من قبل الأطباء باحتمالية إصابتي بالمرض كوني مصابًا بمرض يسمى اللوبس، وبعدها مباشرة تم تحويلي لقسم الكلى حيث قام القسم بمتابعة حالتي الصحية متابعة جيدة، وبدأوا بعدها في إجراء عمليات غسيل الكلى، وهي ثلاث مرات أسبوعيًا بمعدل 4 ساعات لكل عملية غسيل». وأشار إلى أنه طلب من المسؤولين بقسم الكلى بأن يتحدثوا مع عائلته من أجل إقناعهم بالتبرع بكلية واحدة، وهو الأمر الذي رفضه شخصيًا لاحقًا، وأوضح: «فضلت أن أزرع كلية لي، وتوجهت لإحدى الدول المشهورة، وبالفعل قمت بزراعة كلية واحدة وقد كلفني الكثير، حيث بلغت قيمة زراعة الكلية الواحدة 60 ألف دينار». جمعيات خيرية: 100 حملة تبرع لزراعة الكلى خلال سنتين.. والتكلفة تصل إلى 45 ألف دينار تتبنّى بعض الجمعيات الخيرية حالات مرضى الفشل الكلوي، وتطلق حملات لجمع المال وفق ضوابط واشتراطات محددة، في حين تقدم بعض الجمعيات مساعدات للمرضى. وحول ذلك، أكد رئيس جمعية مدينة حمد الخيرية أحمد يوسف طاهر أنه رصد حوالي 100 حملة للتبرع لمرضى مصابين بالفشل الكلوي من قبل الجمعيات الخيرية خلال العامين 2020-2021، مشيرًا إلى أن تكلفة العلاج تتراوح بين 35 إلى 45 ألف دينار. من جانبه أفاد رئيس جمعية المحرق الخيرية صلاح بوحسن بأنه نظرًا لمحدودية ميزانية الجمعية، يتم مساعدة مرضى الفشل الكلوي كما هو الحال بالنسبة لبقية الحالات المرضية، من خلال تقديم مساعدات مالية تتراوح بين 300 إلى 400 دينار فقط، منوهًا بأنهم لا يتكفلون بالعلاج لكن دورهم يقتصر على المساعدة، ويبلغ عدد الحالات التي يستقبلونها 2 إلى 3 حالات فقط. وبدوره، أكد رئيس جمعية الهملة الخيرية جعفر مبارك أنهم يستقبلون طلبات العلاج من مختلف مناطق البحرين، ويصل عدد حالات طلبات علاج مرضى الفشل الكلوي التي يتلقونها سنويًا حوالي 40 حالة، لكن لجنة مختصة مؤلفة من 5 أطباء تقوم بدراسة كل طلب والتدقيق فيه للتأكد من حالة مريض وملفه الصحي ومدى إمكانية علاجه وشفائه. وقال إن عدد الحملات التي تطلقها الجمعية سنويًا لمرضى زراعة الكلى في الخارج لا تتجاوز 4 حالات، ويتم الاعتذار من بقية الحالات غير المستوفية للشروط، والتي تكون غير قابلة للعلاج بسبب تقدم العمر أو الإصابة بأمراض أخرى، إذ يقدرون ويتفهمون مشاعر المرضى وأهاليهم لكنهم يعملون وفق ضوابط واضحة. العرادي: 800 مريض يتردّدون بشكل شبه يومي على مركز غسيل الكلى كشف رئيس قسم الكلى بمجمع السلمانية الطبي استشاري أمراض الكلى الدكتور علي العرادي، أن عدد المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى في قسم الكلى بمعدل 3 مرات في الأسبوع بمستشفيات البحرين يبلغ حوالي 800 مريض بمجمع السلمانية الطبي ووحدة يوسف خليل المؤيد ومركز عبدالرحمن كانو في البسيتين. وقال إن المجتمع البحريني يجب أن يكون لديه الوعي الكافي والإيمان العميق بعمليات التبرع بالكلى، إذ إن هذا الوعي كفيل بحل أهم المشاكل التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي، والمتمثلة في شح الأعضاء، مؤكدًا على أن التبرع بالكلى يعطي فرص جديدة للمرضى ويساعدهم للعودة إلى الحياة الطبيعية بكل معانيها، كما يعيش المتبرعون حياتهم أيضًا بشكل طبيعي وبكلية واحدة، لذا ندعو ونشجع على المشاركة في برنامج التبرع لزيادة فرص إعادة الحياة الطبيعية لمرضى الفشل الكلوي، كما ينبغي أن تكون للمجتمع البحريني ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة للمساهمة في إنقاذ إخوانهم المرضى. وأشار الدكتور العرادي في تصريح لـ«الأيام» إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج بالمنازل قرابة 100 مريض. وبيّن أن هناك زيادة في عدد الذين يتلقون علاجًا بغسيل الكلى، وهناك حاجة ماسة إلى تشجيع زراعة الكلى والأعضاء، وذلك بسبب زيادة معدلات الإصابة. وقال العرادي إن القسم في مجمع السلمانية الطبي يحتوي على 30 جهازَ غسيل، فيما يوجد 60 جهازًا للغسيل في مركز كانو، مشيرًا إلى أن المستشفيات الحكومية تعمل على زيادة الطاقم الطبي في القسم لرفع الطاقة الاستيعابية وخدمة أكبر عدد ممكن من المرضى، حيث يضم القسم حاليًا 3 استشاريين و18 أخصائيًا، بالإضافة إلى 5 أطباء تم ابتعاثهم للخارج للحصول على شهادة الاختصاص والزمالات الدقيقة. وأكد الدكتور العرادي أن السمنة تعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي، وأغلب حالات الفشل الكلوي في البحرين سببها مرضى بالسكر والضغط، منوهًا بأهمية التوعية بضرورة الحفاظ على الوزن، لما للسمنة من دور في زيادة قابلية الإصابة بالأمراض وانسداد شرايين القلب. وأوضح أن ذلك لا يعني بأن غير المصابين بالسمنة غير معرضين للإصابة بالمرض، مبينًا أن هناك العديد من العوامل بينها السكر والضغط والتي تعتبر من الأمراض التي تؤثر في كفاءة الكلى، إذ إن من يعاني من هذه الأمراض عليه تخفيف الوزن حتى لو كان لا يعاني من السمنة، وذلك لتفادي حدوث قصور في وظائف الكلى، لذا على المصاب وخصوصًا بالسكري المزمن والضغط اتباع حمية غذائية تفاديًا لزيادة الوزن وتفاديًا لمشاكل الكلى. وأضاف: «الأطفال أيضًا معرضون للإصابة بالفشل الكلوي خاصة إذا كانوا يعانون من السكري النوع الأول»، مضيفًا: «الكلية عضو لا يفصح عن الأعطال والإصابات التي تحدث بها إلا في المرحلة الرابعة أو الخامسة من الفشل الكلوي». وتابع الاستشاري العرادي بأن التقنيات الطبية الحديثة حسنت من أدوات علاج أمراض الكلى وعلى رأسها الفشل الكلوي، مشيرًا إلى أن المصاب بالفشل الكلوي يحتاج في المتوسط إلى برنامج استصفاء دموي (غسيل الكلى) لمدة 21 ساعة في الأسبوع. وأوضح بأن أمراض الكلى تسمى بـ «الأمراض الصامتة»، وذلك لأن الكلية «صبورة»، ولا تكشف عما أصابها إلا في مراحل متأخرة جدًا، مضيفًا: «تظهر أعراض أمراض الكلى بشـكل جلي في المرحلة الرابعة من مراحل الفشل الكلوي، وفي بعض الأحــيان تظهر في المرحلة الخامســة، وهنــا تظل خيارات الطبــيب في العــلاج محــدودة وتقتصــر على الغسيــل الكلوي؛ لأن الكلى وصلت لمرحلــة لا يمكن أن تسترجع مهماتهــا الأساسية».
مشاركة :