بعد انتهاء اللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن واشنطن مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية التي طرحتها روسيا، مؤكداً التزام بلاده بدعم سيادة أوكرانيا وحق شعبها في تقرير مصيره، مهدداً بالرد على أي هجوم حتى لو لم يكن عسكرياً. إلى هذا، أكد في مؤتمر صحافي منفصل عقب انتهاء المؤتمر الصحافي لنظيره الروسي في جنيف، أن روسيا ستواجه تبعات وتنديدا دوليا لو هاجمت أوكرانيا، مضيفا "على روسيا اختيار المسار الذي تريده بشأن أزمة أوكرانيا". وشدد على أن نافذة المسار الدبلوماسي مفتوحة مع موسكو، لافتاً إلى أنه "يمكن أن نجد أرضية مشتركة لحل الأزمة". كما أضاف "روسيا تحشد قوات على حدود أوكرانيا وسبق لها أن قامت بالغزو"، مهددا بالرد على أي هجوم روسي "حتى لو لم يكن عسكريا". أما عن المطالب الأمنية الروسية، قال بلينكن سنقدم ردا خطيا على المطالب الروسية الأسبوع المقبل. وقبل مؤتمر بلينكن، قال لافروف، إن الدول الغربية لا تفي بالالتزامات، مؤكدا "طلبنا من الجانب الأميركي تقديم ضمانات أمنية، ومن المفترض أن تقدم واشنطن إجابات لروسيا الأسبوع المقبل". كما قال في إن "روسيا لم تقم أبدا بتهديد الشعب الأوكراني"، مشيرا إلى أن الأميركيين حاولوا التركيز على أوكرانيا "ونتفهم مخاوفهم". وأعرب الوزير الروسي عن أمله في "تراجع الانفعال" بعد المحادثات الروسية الأميركية التي وصفها بأنها "صريحة". في السياق، أفاد دبلوماسيون بأن محادثات لافروف ـ بلينكن لم تحقق أي تقدم. وكان لافروف قد قال قبل الاجتماع مع بلينكن إن مبادرة الضمانات الأمنية التي طرحتها موسكو تقضي بانسحاب القوات والأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية من بلغاريا ورومانيا. ورداً على سؤال عما يعني بالنسبة لهاتين الدولتين الطلب الذي وجهته موسكو إلى حلف الناتو للعودة إلى توازن القوى في أوروبا، الذي كان في عام 1997، أشار لافروف إلى أن "الحديث يدور عن أحد العناصر الرئيسية للمبادرة الروسية، ولذلك تمت صياغة هذه الفكرة بأقصى درجة من الوضوح لمنع أي اختلاف في تفسيرها"، وذلك في تصريحات نشرتها الخارجية الروسية، الجمعة. كما أضاف: "يدور الحديث عن انسحاب القوات والمعدات والعسكرية الأجنبية وخطوات أخرى رامية للعودة إلى وضع ما كان في عام 1997 في أراضي الدول التي لم تكن أعضاء في الناتو في ذلك الحين، ومنها بلغاريا ورومانيا". كذلك شدد لافروف على أن الاقتراحات المطروحة من قبل موسكو تمثل "رؤية واقعية لكيفية ضمان أمن أوروبا لأمد طويل، وتهيئة الظروف الملائمة للتعايش السلمي بين روسيا والغرب". وأردف قائلاً: "في الظروف الحالية، يشكل ذلك ربما السبيل الوحيد إلى تعزيز الأمن العام في القارة دون الإضرار بأمن دول إقليمية محددة". لكن رومانيا اعتبرت طلب روسيا سحب قوات حلف الأطلسي من أراضيها "غير مقبول". وعقد اللقاء بين سيرغي لافروف وأنتوني بلينكن في قصر مطل على بحيرة ليمان، في أحدث خطوة من مسار دبلوماسي مكثف بدأ منذ 11 يوماً في جنيف بين مساعدَيهما.
مشاركة :