حديث الناس : هل الشعب يظلم نفسه ؟ بما ان الشعب هو مصدر السلطات في المجتمعات الديمقراطية وندعي اننا جزءا منها وبيده التغيير ، لذلك يفترض ان العراقيين قدموا افضل مالديهم من الرجال لقيادة البلد ، وكل ما يترتب من مخرجات الانتخابات يتحمل مسؤليتها الشعب ام هنالك رأي اخر ؟. نعم الشعب يظلم نفسه ؛ اذا أوكل أمره إلى قيادات ، تابعة ، جاهلة ، فاسدة . الشعب يظلم ذاته ، اذا شبع بعضه خبزأ ورزا ، ورمى الفائض منها في حاويات القمامة بطرا ، والفقر يجبر المتعففات يتسللن تحت جنح الظلام إلى حاويات الاغنياء لملئ البطون . الشعب ظلم نفسه ؛ عندما صدَّقَ ان المحتل سيؤمن له السكن ، ويكسيه ويطعمه ، ويضيف لبطاقته الغذائية ٤٠ مادة أخرى الى الحصة التموينية المحاصرة ، ( النفط مقابل الغذاء ) ، ويسمح للعراقيين ( الكيافة ) بشرب الويسكي( old bar ) وملحقاته ، من على حدائق ابو نؤاس مقابل القصر الجمهوري بدون منغصات . الشعب ظلم نفسه ؛ عندما صفق لأبي رغال العراق الذي اردف نفسه خلف عدو غازٍ ، على ظهر البرامز ، مبتهجا بحل جيشه وشرطته ورجال امنه واعلامه ، وقتل قادته وعلمائه ، و آخر زود المحتل باحداثيات منشآت العراق الحيوية لتدميرها . الشعب ظلم نفسه ؛ عندما انتخب فاشلا ليمثله في الدولة ، وقدم على نفسه طرطورا ليكون شيخا لعشيرته يمثله في مجتمعه . الشعب يظلم نفسه ؛ عندما يقضي احدهم ساعة زمنية ثمينة ، يستمع مطأطئ الراس في حضرة معمم وسخ ، يفتي له بزواج القاصرات ، وآخر عفن يَعد احدهم بعشاء دسم مع الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ، إذا قتل شيعيا او مسيحيا او ايزيديا او سنيا مرتدا قد حلق ذقنه . الشعب يظلم نفسه ؛ عندما يهدر وقته ليستمع لبرنامج مرشح فاسد ، نهب ملايين الدولارات من اموال الشعب ، و يأتي الفاعل الخارجي من خلف الحدود ليُنصّب رئيس الحكومة واعضائها ، وكأنك يا ابو زيد ماغزيت . الشعب قتل نفسه ؛ عندما قبل بالطائفية الحقيرة ، وبآخر روج لها ، وبثالث نفذ واجرم تحت سقفها وبحجتها ، ويعرف انها دخيلة ومن صناعة الاجنبي ، ويعرف ان الجيران لايروق له عراقا مستقرا قويا . الشعب يقتل نفسه ؛ عندما يعلم بتعاطي المخدرات والمتاجرة بها ، بعد ان كانت تمر عبره خلسة وبشق الأنفس . ويعلم ان المخدرات في بيوت الاغنياء وسراق العراق يتعاطونها لمزاجية ، ويستخدمون الفقراء العاطلين عن العمل لتوصيلها مقابل المال او التعاطي ، ومن جميع الفئات العمرية ؛ في المدرسة والجامعة والدائرة وحتى في بيوت التنك . ألا نحتاج الى وقفة جادة لتقييم السلوك وتقويمه !. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتور حسين العويسي .
مشاركة :