لا تزال تداعيات هجوم تنظيم داعش على سجن غويران في الحسكة مستمرة، خصوصاً وأن مراقبين أكدوا أنه رسالة من التنظيم لإثبات وجوده في المنطقة. فبعدما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التابعة للأكراد، إعادة السيطرة بشكل كامل على المكان رغم وجود بعض العناصر المنفلتة في أحياء قريبة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الدواعش فروا من السجن غويران وانتشروا في محيطه ومناطق قريبة منه. وأوضح أيضاً أن سجناء التنظيم سيطروا على السجن والأسلحة والذخائر التي كانت بداخله، وسط استمرار الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الطرفين حتى الساعات الماضية. كما أشار إلى أن هناك تحليقا متواصل لطيران التحالف الدولي في أجواء منطقة سجن غويران بمدينة الحسكة، وسط استهدافه لمحيط سجن غويران وحي الزهور بمدينة الحسكة، بالتزامن مع عمليات تمشيط تقوم بها الأسايش وقوات مكافحة الإرهاب التابعة للأكراد في المنطقة. وكشف عن ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء الأحداث العنيفة في سجن غويران ومحيطه وأحياء قريبة منها ضمن مدينة الحسكة، منذ مساء الخميس، حيث بلغ عدد القتلى حتى اللحظة إلى 41، بينهم 20 من قوى الأمن الداخلي وقوات مكافحة الإرهاب وحراس السجن، و16 من تنظيم داعش، و5 مدنيين، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. عن الهجوم بداية الهجوم كانت عند ساعات المساء الأولى من يوم الخميس، حين اقترب عناصر من خلايا داعشية نائمة في المنطقة وفجّرت عربات مفخخة بالقرب من الباب الرئيسي للسجن بعد تسللهم لمحيط السجن من حي الزهور جنوبي الحسكة، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية المسؤولة عن الحماية والدوعش خارجه. واستهدف عناصر التنظيم خزانات الوقود، وصهاريج محروقات لتمويه طائرات التحالف بالدخان ومنع ملاحقتهم. في هذه الأثناء، بدأ عصيان آخر داخل مهاجع السجن، حيث أحرق إرهابيو داعش المعتقلين الأغطية والمواد البلاستيكية. فيما أدت الاشتباكات إلى سقوط قتلى وفرار عدد من عناصر داعش إلى حي الزهور القريب واختبائهم في منازل المدنيين. مخاوف عودة التنظيم تتجدد وأثار الهجوم بلبلة في المنطقة، حيث استنفرت القوات العراقية فارضة طوقاً أمنياً على الحدود السورية لمنع تسلل عناصر التنظيم. وأضاف القائم بالمهام الأمنية العليا في المحافظة أحمد المحلاوي، في تصريح لوسيلة إعلام محلية، أن الطوق فرض لمنع أية حالة تسلل إلى الأراضي العراقية رغم بعد المسافة بين الحدود والحسكة. في حين اتهمت القوات الكردية أطرافاً أخرى دولية بتسهيل الهجوم، وأعلنت أنها لاحظت مع بدء تسلسل عناصر داعش الإرهابي أن تركيا حركت قواتها والقوات المرتزقة التي معها باتجاه تل تمر، وكذلك استخدمت المسيرات لضرب الأرتال القادمة لمؤازرة القوات التي دخلت من أجل تحرير السجن والمنطقة من المجموعات الإرهابية. كما أطلق هذا الهجوم تحذيرات عن أن التنظيم ما زال موجوداً، وأن التهديد ليس بعيداً عن سوريا والعراق أبداً، مؤكدة بذلك كلام التحالف الدولي الذي حذّر قبل أيام من خطر حقيقي. جاء ذلك في لقاء جمع نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا الجنرال كارل هاريس، مع رئيس حكومة إقليم شمال العراق مسرور برزاني، في أربيل، الأسبوع الماضي. وذكر البيان الصادر عن حكومة الإقليم حينها، أن نائب القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا أكد دعم قوات التحالف للبيشمركة في مواجهة إرهابيي داعش، مشيراً إلى أنه لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار العراق وسوريا. الأكبر في العالم يذكر أن سجن غويران يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش غالبيتهم من سوريا والعراق، فضلا عن جنسيات أخرى، وهو أكبر سجن للدواعش في العالم أجمع. أما الهجوم الذي وقع فجر الجمعة، فكان الأعنف والأضخم من نوعه والأكثر تنظيماً منذ القضاء على التنظيم كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في آذار/مارس من العام 2019.
مشاركة :