تقرير : تضاؤل الامل ببدء مرحلة انتقالية بعد تصريحات الاسد واوباما

  • 11/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتضاءل الامال ببدء عملية انتقا سياسي في سوريا وفق مقررات فيينا بعد تشكيك الرئيس السوري بالجدول الزمني المقترح لاجراء انتخابات واصرار الرئيس الاميركي باراك اوباما على رحيل بشار الاسد لانهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات. واعتبر الاسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الايطالية الرسمية "راي" الاربعاء ان الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية "يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالارهاب" مضيفا "قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن ان تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الارهابيون على العديد من المناطق في سوريا". وراى الاسد انه بمجرد تسوية هذه المسالة فان "عاما ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية". واتفقت الدول المشاركة في محادثات فيينا السبت، وبينها روسيا وايران والولايات المتحدة، على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا، على ان يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول الاول من كانون الثاني/يناير. ويكرر الاسد في الاشهر الاخيرة تمسكه بأولولة "مكافحة الارهاب" قبل الشروع في اي حل سياسي للنزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011. ويقول وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق لوكالة فرانس برس "الرئيس السوري هو اكثر واقعية من اعلان جنيف لانه من غير الممكن او من المستحيل لاي حكومة، حتى من وجهة نظر ادارية، تنظيم اي انتخابات في حين يسيطر الارهابيون على مناطق باكملها". ويسأل "هل بالامكان تخيل انتخابات في الرقة او دير الزور؟" في اشارة الى معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشرق سوريا. ويضيف "علينا اولا القضاء على هذه الافة وان تستعيد الدولة حضورها على كامل اراضيها قبل الشروع في العد العكسي للانتخابات". ادت الاعتداءات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في باريس وسيناء الى تسريع المحادثات من اجل التوصل الى حل للنزاع السوري على الرغم من الخلاف المستمر حول مصير الاسد. وكثفت كل من فرنسا وروسيا غاراتها الجوية على معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية السبت الاعتداءات الدامية التي شهدتها باريس الجمعة واودت بحياة 129 قتيلا. كما اعلن الاربعاء عبر مجلته الالكترونية "دابق" انه اسقط بقنبلة الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء في 31 تشرين الاول/اكتوبر، وقضى فيها 224 شخصا. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس "لا يمكنني ان اتصور وضعا يمكننا فيه انهاء الحرب الاهلية في سوريا مع بقاء الاسد في السلطة".وتاتي تعليقات اوباما بعد ايام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ابرز حلفاء الاسد، وظهور بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين. وشدد اوباما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ في مانيلا على ان السوريين لن يقبلوا ببقاء الاسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين بحسب قوله. واضاف "حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد ان هذا الامر سينجح"، وفي مؤشر على استمرار التباين حول مستقبل الاسد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في مقابلة مع اذاعة روسيا "نحن (...) مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية". ميدانيا، لم تتوصل الحكومة السورية والفصائل المقاتلة الى الاتفاق على وقف لاطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية، ابرز معاقل المعارضة في ريف دمشق. واوضح مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس "لا تزال الاتصالات في بدايتها وقد تحتاج لايام او اسابيع كي تثمر عن نتائج" مؤكدا في الوقت ذاته "نحن منفتحون على اي تسوية توقف سيل الدماء". وعلى رغم تاكيد المرصد السوري لحقوق الانسان استمرار الاتصالات بين الطرفين في محاولة للتوصل الى اتفاق، تجدد القصف المتبادل ظهرا بعد هدوء نسبي شهدته جبهات دوما وحرستا صباحا. وقتل شخص على الاقل جراء قصف لقوات النظام على مدينة دوما. واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) تدمير "مركزي قيادة ومستودعي اسلحة وذخيرة للتنظيمات الارهابية في دوما وخان الشيخ في ريف دمشق". في المقابل، اصيب 16 شخصا بجروح جراء سقوط قذائف عدة مصدرها مواقع الفصائل على احياء المزرعة والزبلطاني والعدوية في دمشق. واتهمت وكالة سانا "ارهابيين يتحصنون فى الغوطة الشرقية" باطلاق القذائف على العاصمة، مشيرة الى اصابة ثلاثة اشخاص بينهم سيدتان في حي المزرعة الدمشقي جراء تفجير "ارهابيين عبوة ناسفة زرعوها في دراجة هوائية". وفي مدينة الرقة (شمال)، معقل تنظيم الدولة الاسلامية، احصى المرصد مقتل "ستة مواطنين وإصابة نحو عشرين آخرين بجروح بينهم أطفال، جراء قصف لطائرات حربية استهدفت آليات وصهاريج كانت تنقل النفط في شمال المدينة". ولم يتمكن المرصد من تحديد اذا كانت الطائرات روسية ام تابعة للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن والذي يستهدف منذ ايلول/سبتمبر 2014 مواقع للجهاديين في سوريا.

مشاركة :