إعلان الحرب على البلاستيك

  • 1/22/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل يمكن تخيل العالم من دون بلاستيك؟، قد يبدو ذلك لوهلة صعباً، في ظل تحول البلاستيك إلى وباء تعاني منه الأرض والبحر والإنسان على حد سواء، وبات مشكلة فتحت عيون العالم على مخاطرها وآثارها المترتبة على البيئة، لا سيما البحرية منها. المبادرات الساعية لمحاربة انتشار البلاستيك لا تكاد تتوقف حول العالم، وها هو معرض إكسبو 2020 دبي، قد نصب نفسه صديقاً للبيئة، وفتح عيون زواره على الآثار التي يمكن للبلاستيك أن يخلفها على الطبيعة والبيئة، فارداً لذلك مساحة واسعة في حضن جناح الاستدامة «تيرا»، حيث تترعرع الأفكار وتكبر لتتحول في لحظة إلى رسالة أممية، تهدف إلى ضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة ومعها الأرض والبيئة. تأثير وأنت تتجول في أروقة «تيرا» ستلاحظ مدى تأثير البلاستيك ومخلفاته إلى البحار والثروة السمكية، حيث المواد البلاستيكية الموجودة في المحيطات تضر بأنواع الأسماك المختلفة وتحد من قدرتها على النمو، تلك المواد لم تبق حبيسة أجساد الأسماك وإنما اتسعت حدودها لتسكن أجساد البشر أيضاً، حيث تشير الدراسات التي يعرضها الجناح إلى إنه تم العثور على مواد ميكروبلاستيكية في أجساد البشر وفي غذائهم، في حين تؤكد الإحصائيات المنشورة في الجناح على أن الكثير من المخلفات التي ننتجها مثل النفايات أو المواد الكيماوية، ينتهي بها المطاف في البحار، وبحسب التقديرات فإن ما يعادل حمولة شاحنة نفايات كاملة تلقى في محيطاتنا كل دقيقة. «البلاستيك مادة غير قابلة للتحلل»، قاعدة تحاول معظم الدول ونشطاء البيئة الاستناد إليها في مبادراتهم الهادفة إلى حماية البيئة وتقليص نسبة استخدام البلاستيك في حياتنا اليومية، حيث أطلت هذه المبادرات بعد استفحال مشكلة البلاستيك حول العالم، لدرجة أن الأمم المتحدة وفي بيانها الصادر في 2019 قد وصفت التلوث الناجم عن البلاستيك، بأنه وصل إلى نسب وبائية في ظل وجود نحو 100 طن من البلاستيك حالياً في المحيطات، 80% منها مصادره من الأرض، فيما أظهر رصد للأمم المتحدة في 2019 أن العالم يشهد شراء نحو مليون قنينة مياه بلاستيك كل دقيقة،بينما يصل استخدام الأكياس البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة إلى 5 تريليونات وحدة كل عام. ابتكارات إعلان العالم الحرب على البلاستيك، أدى إلى ابتكار العديد من الحلول التي تساهم في التخفيض من المساحة التي تحتلها مشكلة البلاستيك، وتحد من آثارها البيئية والبحرية على حد سواء، ومن بينها جهاز «القرش المفترس للنفايات» المسير ذاتياً، الذي يعرض إكسبو 2020 دبي في «تيرا» نموذجاً له، حيث يقوم هذا الجهاز بالتهام النفايات البحرية، مثل الزيوت والنفايات والنباتات الدخيلة، وغيرها، وهو يتميز بكونه صديقاً للحيوانات وبعدم إصداره لانبعاثات كربونية، ويمكن لهذا الجهاز تخليص البحر يومياً من 500 كيلوغرام من البقايا الملوثة، في المقابل، قدمت بعض دول العالم تجارب ثرية في عملية إعادة التدوير، كما مدينة سورابايا الأندونيسية التي شجعت سكانها على تسليم نفاياتهم البلاستيكية إلى محطة خاصة لإعادة التدوير، واستبدالها بتذاكر تستخدم لحافلات النقل العام، وهو ما ساعد على خفض التلوث البلاستيكي والتلوث المروري في الوقت نفسه. تشجيع إكسبو 2020 دبي، ومنذ انطلاقته في مطلع أكتوبر الماضي، سعى إلى تحفيز زواره على تقليل استخدام البلاستيك، عبر استبداله بالورق، كما ساهم في تشجيعهم على المساهمة في عملية فرز النفايات تمهيداً لإعادة تدويرها، من خلال استخدامه لحاويات ذكية تتولى شركة دلسكو مسؤوليتها، حيث تقوم هذه الحاويات بإرسال إشارات خاصة إلى الشركة تشير إلى امتلائها، حتى تقوم الطواقم المختصة بتفريغها. الزائر لمعرض إكسبو 2020 دبي سيلاحظ مدى اهتمام الدول بعرض تجاربها الخاصة بمحاربة مشكلة البلاستيك، وهو ما يتجلى في أروقة العديد من الأجنحة الدولية، ومن بينها البرتغال التي عرضت أمام جناحها عملاً فنياً مبتكراً يتألف من مخلفات البلاستيك التي تم جمعها من البحار المحيطة بالبرتغال، حيث جاء هذا العمل لرفع مستوى الوعي لدى الناس حول ما يمكن أن تحدثه هذه المشكلة في البحار والمحيطات، والأمر كذلك تجلى في تجارب دول مثل سيشل وموريشيوس وغيرها والتي تقوم على شواطئ البحار. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :