الروس والأمريكيون يلتقون «الأسبوع المقبل» لبحث الأزمة الأوكرانية

  • 1/23/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬اتّفق‭ ‬الروس‭ ‬والأميركيون‭ ‬على‭ ‬الالتقاء‭ ‬‮«‬الأسبوع‭ ‬المقبل‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬محادثات‭ ‬‮«‬صريحة‮»‬‭ ‬الجمعة‭  ‬الماضية‭ ‬حول‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والغرب‭ ‬بشأن‭ ‬مسألة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مهدّدة‭ ‬بالتصعيد‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬التعزيزات‭ ‬العسكريّة‭ ‬الروسيّة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭. ‬ ويُشكّل‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬والأميركي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬أحدث‭ ‬محطّة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مساع‭ ‬دبلوماسيّة‭ ‬مكثّفة‭ ‬بدأت‭ ‬بمحادثتين‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬بين‭ ‬الرئيسين‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬والأميركي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭. ‬ ووصف‭ ‬بلينكن‭ ‬المحادثات‭ ‬بأنّها‭ ‬‮«‬صريحة‭ ‬وجوهريّة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الانفراج‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬التصعيديّة‭. ‬ من‭ ‬جانبه،‭ ‬أعلن‭ ‬لافروف‭ ‬بعد‭ ‬محادثات‭ ‬استمرّت‭ ‬نحو‭ ‬ساعتين،‭ ‬أنّه‭ ‬وبلينكن‭ ‬‮«‬متوافقان‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إقامة‭ ‬حوار‭ ‬منطقي‮»‬‭ ‬كي‭ ‬‮«‬يتراجع‭ ‬الانفعال‮»‬‭. ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الروسيّة‭ ‬توعّدت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بـ«أخطر‭ ‬العواقب‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬تجاهلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغربيّون‭ ‬‮«‬مخاوفها‭ ‬المشروعة‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬تعزيز‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأميركي‭ ‬والأطلسي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وعلى‭ ‬حدودها‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬تفادي‭ ‬ذلك‭ ‬إذا‭ ‬استجابت‭ ‬واشنطن‮»‬‭ ‬لمطالب‭ ‬موسكو‭ ‬الأمنيّة‭. ‬ وطلب‭ ‬بلينكن‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬أنّها‭ ‬لا‭ ‬تنوي‭ ‬اجتياح‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مشدّدا‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬وسيلة‭ ‬جيّدة‭ ‬لذلك‭ ‬ستكون‭ ‬سحب‭ ‬قوّاتها‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الأوكرانيّة‮»‬‭. ‬ ينفي‭ ‬الكرملين‭ ‬أي‭ ‬نيّة‭ ‬له‭ ‬لغزو‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لكنّه‭ ‬يشترط‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬إبرام‭ ‬معاهدات‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬توسّع‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬ولا‭ ‬سيّما‭ ‬بانضمام‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إليه،‭ ‬وانسحاب‭ ‬القوّات‭ ‬التابعة‭ ‬للحلف‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقيّة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعتبره‭ ‬الغربيّون‭ ‬غير‭ ‬مقبول،‭ ‬مهدّدين‭ ‬بدورهم‭ ‬روسيا‭ ‬بعقوبات‭ ‬كاسحة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬شنّ‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭. ‬ووافق‭ ‬بلينكن‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬أفكار‮»‬‭ ‬خطّية‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‭ ‬إلى‭ ‬موسكو،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يوضح‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬ستشكّل‭ ‬ردا‭ ‬بندا‭ ‬ببند‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬الروسيّة‭ ‬المفصّلة‭.  ‬ لكنّه‭ ‬حذّر‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬واشنطن‭ ‬ستردّ‭ ‬على‭ ‬أيّ‭ ‬هجوم‭ ‬روسي‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عسكريا‮»‬،‭ ‬مبدّدا‭ ‬بذلك‭ ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬أثاره‭ ‬تصريح‭ ‬لبايدن‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭. ‬ ولخّص‭ ‬لافروف‭ ‬الأمر‭ ‬بالقول‭ ‬إنّه‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بجوهر‭ ‬المسألة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬إن‭ ‬كنّا‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬صرّح‭ ‬بلينكن‭ ‬‮«‬إنّنا‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬لفهم‭ ‬مخاوف‭ ‬ومواقف‭ ‬كلّ‭ ‬منا‮»‬‭. ‬ واتّفق‭ ‬الوزيران‭ ‬على‭ ‬الالتقاء‭ ‬مجددا‭. ‬ولم‭ ‬يستبعد‭ ‬بلينكن‭ ‬عقد‭ ‬قمّة‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬وبوتين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬لافروف‭ ‬‮«‬سابقا‭ ‬لأوانه‮»‬‭. ‬ وعلّقت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬اللقاء،‭ ‬فرحّب‭ ‬وزير‭ ‬خارجيّتها‭ ‬دميترو‭ ‬كوليبا‭ ‬بمواصلة‭ ‬‮«‬السبيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬للاتّصالات‭ ‬مع‭ ‬روسيا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬مؤشّر‭ ‬إلى‭ ‬تعقيدات‭ ‬الوضع،‭ ‬اختارت‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬الروسيّة‭ ‬يوم‭ ‬المفاوضات‭ ‬الجمعة‭ ‬لتشدّد‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬سحب‭ ‬القوّات‭ ‬الأجنبيّة‭ ‬التابعة‭ ‬لحلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬انضمّت‭ ‬إلى‭ ‬الحلف‭ ‬بعد‭ ‬العام‭ ‬1997،‭ ‬مشيرة‭ ‬بالتحديد‭ ‬الى‭ ‬بلغاريا‭ ‬ورومانيا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬القائمة‭ ‬تضمّ‭ ‬14‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الكتلة‭ ‬السوفياتيّة‭ ‬سابقا‭. ‬ وردّت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الرومانيّة‭ ‬مؤكّدة‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬طلبا‭ ‬كهذا‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬مواضيع‭ ‬التفاوض‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتّفق‭ ‬مع‭ ‬مواقف‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭. ‬كذلك‭ ‬أعلنت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬الحلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬أوانا‭ ‬لونجيسكو‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬مطالب‭ ‬روسيا‭ ‬ستولّد‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬الأطلسي‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬والدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬قبوله‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬الحلف‭ ‬‮«‬يواصل‭ ‬تقييم‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬السفح‭ ‬الشرقي‭ ‬لتحالفنا‮»‬‭. ‬ واتّهمت‭ ‬كييف‭ ‬الجمعة‭ ‬موسكو‭ ‬بمواصلة‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬القتاليّة‮»‬‭ ‬للانفصاليّين‭ ‬الموالين‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ولا‭ ‬سيّما‭ ‬بإمدادهم‭ ‬بدبّابات‭ ‬ومنظومات‭ ‬مدفعيّة‭ ‬وذخائر‭. ‬وتُتّهم‭ ‬روسيا‭ ‬بدعم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الانفصاليّين‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬النزاع‭ ‬الذي‭ ‬أوقع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬منذ‭ ‬2014،‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬ضمّت‭ ‬فيها‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬ثورة‭ ‬موالية‭ ‬للغرب‭ ‬في‭ ‬كييف‭. ‬وتنفي‭ ‬موسكو‭ ‬هذه‭ ‬الاتّهامات‭. ‬

مشاركة :