عارضت الحكومة الألمانية مقترح المفوضية الأوروبية تصنيف الطاقة النووية على أنها مستدامة، وأعلنت في المقابل دعمها للغاز الطبيعي كحل مؤقت على طريق الطاقة الخضراء، وفقا لرسالة أرسلتها الحكومة الألمانية إلى بروكسل في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. وبحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء، جاء في الرسالة، التي نشرت على موقع وزارة الاقتصاد الألمانية على الإنترنت أمس: "كلما طالت مدة تشغيل محطات الطاقة النووية، أصبحت مشكلة النفايات النووية أكبر، من وجهة نظر الحكومة الألمانية، الطاقة النووية ليست مستدامة". وكتبت الحكومة أنه لا يمكن اعتبار الغاز مصدرا مستداما للطاقة على المدى الطويل، بل كحل مؤقت لتسريع الانتقال إلى الطاقة الخضراء. وجاء في الرسالة: "محطات الطاقة التي تعمل بالغاز يمكن أن تسهل الانتقال السريع إلى الطاقة المتجددة، وتقلل الانبعاثات الكربونية في قطاع الطاقة ككل، وتكمل مصادر الطاقة المتجددة بدلا من أن تحل محلها". وتواجه المفوضية الأوروبية معارضة متزايدة لاقتراحها إضافة الغاز والطاقة النووية إلى كتاب القواعد الخضراء، حيث أعرب مستثمرون والمجتمع المدني وبعض الدول الأعضاء عن استيائهم من هذه العملية. وتقول المفوضية الأوروبية إن التعديل ضروري لدفع بعض الدول للتوقف عن استخدام الفحم وتيسير الانتقال إلى أشكال الطاقة المتجددة. وفي وقت سابق قالت كريستيانه هوفمان، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في برلين: "الحكومة الألمانية ستوضح في تعليقها قناعتها الراسخة بأن الطاقة النووية لا يمكن تصنيفها على أنها مستدامة. نعد هذه التكنولوجية خطيرة، ومن بين أسباب أخرى لم يتم حتى الآن توضيح مسألة التخزين النهائي (للنفايات المشعة)". وتريد المفوضية الأوروبية بهذا التصنيف إعادة تعريف الاستثمارات، التي يجب اعتبارها صديقة للمناخ في المستقبل، ولذلك قدمت مشروعا مثيرا للجدل يوم 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وينص على أن الاستثمارات في محطات الغاز والطاقة النووية الجديدة يمكن تصنيفها على أنها مستدامة في ظل ظروف معينة. وعملت الحكومة الألمانية في السابق بوضوح من أجل تصنيف محطات الطاقة، التي تعمل بالغاز على أنها مستدامة على مستوى الاتحاد الأوروبي، إلا أنها رفضت بوضوح هذا التصنيف بالنسبة للطاقة النووية. وتعتزم المفوضية تحويل المسودة إلى ما يسمى رسميا بالإجراء القانوني المفوض- وبالتالي الشروع في الخطوة التالية نحو التنفيذ. ولم تحدد المتحدثة ما إذا كان تعليق ألمانيا سيكون متاحا للجمهور بعد إرساله إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت: "هذا ليس هو الحال عادة"، مضيفة في المقابل أنه في هذه الحالة لم يتم اتخاذ أي قرار. وفي نداء مشترك، دعت منظمات بيئية الحكومة الألمانية إلى الكشف عن محتويات تعليقها على المقترح الأوروبي. ونظرا لعدم وجود أغلبية معارضة للتصنيفات الجديدة على مستوى الاتحاد الأوروبي، فإنه من المرجح حتى الآن تطبيقه. من جهتها، حذرت وزيرة البيئة الألمانية شتيفه ليمكه مجددا من تصنيف محطات الطاقة النووية كاستثمارات مستدامة على مستوى الاتحاد الأوروبي. وقالت الوزيرة المنتمية لحزب الخضر "الطاقة النووية ليست مستدامة على الإطلاق، وإدراجها في هذا التصنيف خطأ كبير"، واصفة خطط المفوضية الأوروبية في هذا الشأن بأنها "خاطئة تماما". وأضافت "الحقائق واضحة، الطاقة النووية هي تقنية عالية المخاطر، كما بينت تشيرنوبيل وفوكوشيما. لا يوجد مستودع نهائي للنفايات النووية عالية النشاط الإشعاعي في أي مكان في العالم، والطاقة النووية غير مربحة اقتصاديا".
مشاركة :