تؤكد الدراسات العلمية أهمية ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة في تخفيف أعراض متلازمة التعب المزمن. ويعتقد الكثيرون أن هذه المتلازمة تحد من قدرتهم على ممارسة الرياضة لأن لديهم مستويات منخفضة من التحمل والقوة، وينصحهم الخبراء بالحرص على عدم بذل مجهود أكثر من اللازم. واشنطن - تسبب متلازمة التعب المزمن إحساسًا بالتعب بشكل مستمر إلى درجة تمنع من القيام بالمهمات اليومية العادية، وهنالك أعراض إضافية أخرى لكن الإعياء الحاد المستمر لستة أشهر على الأقل هو العَرَض الأساسي لمتلازمة التعب المزمن. وقد يشكك البعض في قدرتهم على ممارسة بعض التمرينات الرياضية في الوقت الذي يُعانون فيه من التعب. ويؤكد الخبراء أن ذلك ممكن شريطة مباشرة التمارين رويدا رويدا والحرص على عدم بذل مجهود أكثر من اللازم، ومن المهم أن يتذكر البعض أن التمارين الرياضية تُحسّن من الشعور العام. ويعتقد الكثيرون أن ممارسة التمارين ستجعلهم أكثر إرهاقا، ولكن العكس صحيح تماما. وهناك العديد من الدراسات التي تظهر أن النشاط البدني يمكن أن يقلل من التعب وأمراض خطيرة مثل السرطان. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تكون ممارسة التمارين سببا آخر في الشعور بالتعب المتواصل بالفعل، حيث تشير الأبحاث إلى أن الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن لديهم مستويات منخفضة من التحمل والقوة، مما يحد من قدرتهم على ممارسة الرياضة. ومع ذلك، يجب عليهم التحدث إلى مختص صحي إذا كانوا يعتقدون أنهم قد يكونون مصابين بهذه المتلازمة. وأثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة الهوائية الخفيفة (Aerobics) كالمشي وغيرها تُساعد الأشخاص الذين يُعانون من متلازمة التعب المزمن على الشعور بالنشاط والحيوية مما يخفف الشعور بالتعب. وهنالك أشخاص يتجنبون الرياضة البدنية لأنهم يتخوّفون من أن تزيد وضعهم سوءا، لكن العكس هو الصحيح، فالراحة المطلقة تضر باللياقة البدنية. من يعانون من متلازمة التعب المزمن لديهم مستويات منخفضة من التحمل، مما يحد من قدرتهم على التدرب وكشفت دراسة بريطانية مهمة أن الذين يعانون من “متلازمة الوهن العضلي المزمن” أو ما يعرف بمتلازمة التعب المزمن، ينبغي عليهم ترك الكسل وممارسة الرياضة إذا أرادوا تخفيف حدة حالاتهم. فقد بيّنت الأبحاث أن العلاجات التي تشجع النشاط المنتظم هي أفضل طريقة لمعالجة هذه المتلازمة، لكن العديد من المرضى يخشون أن يسبب لهم هذا الأمر المزيد من التعب والألم. ويشار إلى أن متلازمة التعب المزمن تعتبر الآن مرضا معروفا يؤثر في نحو 250 ألف شخص في بريطانيا، وهي حالة يعاني المصابون بها من إرهاق شديد وألم في المفاصل وصداع ومشاكل في الذاكرة، ومع ذلك لا يزال الأطباء يجهلون سببها أو كيفية علاجها. وتوصلت الدراسة إلى أن كثيرا من المرضى بهذه الحالة كانوا يخشون ممارسة الرياضة، لكن بمجرد تشجيعهم على أن يكونوا أكثر نشاطا من خلال علاجات سلوكية بدأت تظهر عليهم علامات التحسن. ووفق المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية فإن المصابين بمتلازمة التعب المزمن يصبحون غير قادرين على العمل بنفس الطريقة التي كانوا يعملون بها قبل أن يمرضوا. وهذه الحالة تغير قدرة الأشخاص على القيام بالمهام اليومية، مثل الاستحمام أو تحضير وجبة. وغالبا ما تجعل من الصعب الاحتفاظ بوظيفة والذهاب إلى المدرسة والمشاركة في الحياة الأسرية والاجتماعية. ويعرّف المتخصصون متلازمة التعب المزمن على أنها اضطراب معقد ينشأ عنه إرهاق شديد يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل ولا يمكن تفسيره تفسيرًا كاملاً بحالة مرضية كامنة. وقد يزداد الأمر سوءًا مع النشاط الجسدي أو الذهني، غير أنه لا يتحسن مع الراحة. وتشمل الأعراض الأخرى المحتملة النوم غير المريح وصعوبات في الذاكرة والتذكر والتركيز واضطرابات تزداد سوءًا مع الانتقال من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف. وتُعرَف هذه الحالة المرضية أيضًا باسم التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل. النشاط البدني يمكن أن يقلل من التعب وأمراض خطيرة مثل السرطان النشاط البدني يمكن أن يقلل من التعب وأمراض خطيرة مثل السرطان ولا يوجد سبب معروف بعدُ لمتلازمة التعب المزمن، رغم وجود العديد من النظريات التفسيرية لها، والتي تتراوح بين الإصابة بالعدوى الفايروسية إلى الإجهاد النفسي. ويعتقد بعض الخبراء أن متلازمة التعب المزمن قد تكون ناجمة عن مجموعة من العوامل مجتمعة. ولا يوجد اختبار معين بإمكانه تأكيد تشخيص الإصابة بها. وقد يحتاج الأفراد إلى مجموعة متنوعة من الاختبارات الطبية لاستبعاد المشكلات الصحية الأخرى التي لها أعراض مشابهة. ويُركز علاج متلازمة التعب المزمن على تحسين الأعراض. ونشر أحد الأطباء دراسة تشير إلى علاج متلازمة التعب المزمن من خلال ممارسة التمارين الرياضية، حيث ركز في بحثه على الرعاية النفسية التكميلية للمرضى الذين يعانون من حالات طبية معينة. وقال الطبيب “يهدف بحثي إلى فهم الجوانب النفسية للأمراض الطبية وعلاجاتها، وتطوير تدخلات جديدة لتلك التي تتكامل مع الرعاية الطبية وتقييمها في تجارب سريرية صارمة”. وقام فريق البحث بتجنيد 641 مريضا لإجراء التجربة، وهي عينة كبيرة. وخضع المرضى للرعاية الطبية القياسية، بالإضافة إلى علاج “PACE”، حيث حصل جزء من المرضى على علاج حديث أو روتين معين من التمارين الرياضية. وبعد عام قام المرضى الذين مارسوا التمارين الرياضية أو العلاج بممارسة التحدث المطلق، بتقييم التعب لديهم وأدائهم البدني مقارنة بغيرهم. وادعت الدراسة أن العلاج الحديث السلوكي والمعرفي والممارسة الرياضية أساليب آمنة ومعتدلة الآثار، ولكنها تصطدم ببعض الصعوبات كصعوبة المشاركة في الأنشطة التي قام بها المريض قبل إصابته لمدة 6 أشهر على الأقل، والأعراض التي تزداد سوءا بعد المجهود البدني أو العقلي أو العاطفي، وقلة النوم ومشاكل الوظيفة الإدراكية، وتغير إيقاع القلب وضغط الدم عند محاولة الوقوف. ومن جهة أخرى غالبا ما يشعر مرضى السرطان بالتعب المزمن، ولكن في الحقيقة تساعدهم التمارين المستمرة على الشعور بالراحة. ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية فى مد الجسم بالقوة والطاقة مع مرور الوقت، ويُعد العلاج التدريبى المتدرج المعروف أيضًا باسم “جات” إحدى الطرق التى يمكن أن تساعد بها التمارين الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن، وتزداد شدة التمارين والحركات تدريجيًا لمساعدة جسم المريض على التكيف معها ومساعدته فى الشعور بمزيد من النشاط.
مشاركة :