عثرت قوات الأمن البحري البرتغالية، يوم السبت، على جثة المغامر الفرنسي «جون جاك سافان» داخل مقصورة مركبه المنقلب قرب سواحل منطقة الأزور. وقد انقطع الاتصال بالمغامر البالغ 75 عاما، منذ منتصف ليلة الخميس/الجمعة الساعة الثانية عشرة و34 دقيقة، عندما أطلق استغاثة عبر جهاز اللاسلكي، بحسب ما نقله موقع «أوروب1» عن فريقه. وتمكنت البحرية البرتغالية من تحديد مكان مركبه صباح الجمعة، وبقيت العائلة من دون أية تفاصيل طيلة يوم الجمعة. وصرح فريق المتطوعين الذين يتابعون مغامرة سافان للصحافة الفرنسية بأنه «تم العثور على جسد جون جاك دون حياة داخل مقصورة مركبه «لوداسيو» (يعني الجريء). وهو المركب المسير بجدافتين، الذي اختار سافان أن يقطع على متنه المحيط الأطلسي، ويبلغ طوله ثمانية أمتار وعرضه 1.7 متر، وسبق أن قام بالمغامرة نفسها في 2019، داخل مركب على شكل برميل، لا يتجاوز طوله ثلاثة أمتار وقطره 2.1 متر، مدفوعا بالرياح والتيار المائي. وأشار الفريق في بيان صحفي إلى أنه تم العثور على المركب مقلوبا يوم الجمعة، وأن «غطاسا تمكن من النزول والبحث داخله يوم السبت». وأضاف البيان: «المحيط كان هذه المرة أقوى من صديقنا، الذي كان يحب كثيرا البحر والإبحار»، وأكد أن الفريق لا يعرف بالضبط الظروف التي سببت هذه المأساة. وقالت مانون ابنة سافان: «تم تنفيذ كل شيء على الفور بالتنسيق مع خدمات الإنقاذ البحري الفرنسية والبرتغالية والأمريكية». خلال الاتصالات الأخيرة، كان جون جاك سافان بعيدًا عن الشاطئ، شمال ماديرا، وكان في طريقه إلى جزيرة بونتا ديلجادا الصغيرة، في أرخبيل جزر الأزور، لإصلاح مركبه، حيث ضل طريقه بعد انطلاقه من جنوب البرتغال في أول يناير بسبب الرياح، وقطع 900 كيلومتر إضافية، لذا صادف مشاكل في الطاقة والاتصالات. وقد كتب يوم الأربعاء على صفحته في فيسبوك التي يتابعها 23 ألف شخص: «نفخ شديد.. رياح قوية»، مضيفا أنه مضطر إلى «استخدام آلة التحلية اليدوية الخاصة به)». وكتب: «يكلفني هذا الطاقة الجسدية. لا تقلقوا، أنا لست في خطر!». ويقطن جون جاك سافان ببلدة أركشون في إقليم جيروند الفرنسي، وقد احتفل بعيد ميلاده الـ75 يوم 14 يناير على متن مركبه «لوداسيو». وهو جندي مظلي سابق، كما عمل طيارا خاصا وأمين حديقة وطنية في إفريقيا، مغامر بطبعه، وكان يرى في رحلته البحرية «عطلة مدتها 3 أشهر» و«محاولة لمحاربة الشيخوخة»، بحسب تعبيره.
مشاركة :