«مشروع الأسر المنتجة» صون للتراث ودعم للحرفيين

  • 11/20/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

العين هديل عادل: الأسر المنتجة مشروع وطني تراثي تنموي اجتماعي، أطلقته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، من أجل دعم الحرف التقليدية، التي تعبر عن الموروث الشعبي لدولة الإمارات وقيمه الاجتماعية وعمق العلاقة بين الإنسان الإماراتي وبيئته، ويسعى هذا المشروع من خلال دعمه للحرفيين إلى تطوير المنتجات التقليدية لتصبح قادرة على المنافسة، ومن أهم إنجازاته صون التراث الإماراتي وإحيائه وتعليمه للأجيال الجديدة، وازدياد عدد الأسر المنتجة، وتمكينهم من الاستفادة من مواردهم الذاتية، وإثراء سوق العمل بالطاقات الوطنية المبدعة، وتعزيز دور المرأة المواطنة من خلال تقديم منتجاتها في المعارض المحلية والعربية، كما أصبح الجمهور أكثر وعياً وتقديراً للمنتجات التقليدية التراثية. يقول سعيد الكعبي، رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: أطلقت الهيئة مشروع الأسر المنتجة عام 2006، في مدينة أبوظبي والمنطقة الغربية والعين، لدعم المنتجات التقليدية والصناعات التراثية التي تمارسها المرأة المواطنة من منزلها، والتي تشكل جزءاً مهماً من تراث وهوية دولة الإمارات، ويهدف هذا المشروع إلى تطوير المنتج التراثي، بحيث تصبح المنتجات التقليدية قادرة على المنافسة، وذلك بتعزيز جهود الأسر المنتجة، من خلال تنمية مهارات منتجي هذه الصناعات، وترويج منتجاتهم، مما يضمن استمرارهم في أعمالهم الحرفية، أيضاً نحن نسعى إلى تعزيز دور المرأة الإماراتية التي ينسب لها تطوير الكثير من الحرف التقليدية، وإثراء سوق العمل بالطاقات الوطنية المبدعة. و يضيف: يتمثل دعمنا للأسر المنتجة في تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لهم، بهدف تطوير مهاراتهم الشخصية والفنية والحرفية، وتوفير أماكن عرض لمنتجاتهم، وتسويقها في جميع أنحاء الدولة، وتقديم دعوات للمشاركة في مختلف الفعاليات التي تقيمها الهيئة، بالإضافة إلى شراء المنتجات ذات الجودة العالية وتقديمها هدايا لكبار الزوار والمسؤولين، وتمثل الهيئة همزة وصل بين الأسر المنتجة والجهات الحكومية والخاصة التي تستقطب الحرفيين ضمن أنشطتها وفعالياتها السنوية. وحول أهم إنجازات هذا المشروع، يقول الكعبي: أصبحت المنتجات التقليدية قادرة على المنافسة، بعد زيادة الاهتمام بجودة المنتج، وازدياد عدد الحرفيون، حيث كان عددهم في بداية المشروع قليلاً ومنتجاتهم بسيطة، أما الآن فوصل عدد الأسر المنتجة إلى 1100أسرة تقريباً، وابتكر العديد منهم قطعاً فنية ذات فائدة من الحرف اليدوية وبنفس الخامات الأصلية، وأصبح الجمهور أكثر وعياً وتقديراً لهذه المنتجات، بل وصار يطلبها ويبحث عنها، ولا شك أن دعمنا للمنتج التراثي والحفاظ على أن تكون خامات تصنيعه مستمدة من البيئة المحلية، وأن تكون يدوية الصنع، انعكس على جودة المنتج، وفي هذا الإطار يوجد تعاون وتنسيق قائم بين هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مع هيئة المعايير والمواصفات لوضع معايير ومواصفات لمنتوجات (السدو) الذي تم اعتماده في القائمة التمثيلية للتراث البشري غير المادي من قبل منظمة اليونسكو، والتنسيق جار أيضاً للنظر في معايير منتجات الخوص التقليدية، وهناك لجنة مشكلة من جميع الهيئات المعنية بالتراث في الدولة لتطوير هذا الأمر، وعلى صعيد إنجازاتنا في تسويق منتجات الحرفيين قمنا في العام 2015 بتفعيل سوق الجمعة في منطقة القطارة في العين، ليحتضن الأسر المنتجة، ويشتمل السوق على 30 محلاً تم بناؤها من العريش الثابت، بحيث تحاكي واقعها التقليدي، وتعكس واقع كل حرفة، إضافة إلى 19 محلاً أو دكاناً في سوق القطارة القديم الذي افتتح منذ عامين في نفس المكان، ويعرض السوق منتجات تقليدية لأكثر من 30 أسرة تخصصت في صناعة منتجات متنوعة من التراث، أيضاً قمنا بافتتاح بيت الحرفيين في المسرح الوطني بأبوظبي، ويضم أماكن لعرض المنتجات التقليدية ومنافذ لبيعها، ومقراً لتنظيم الورش التدريبية في الصناعات التقليدية، ويعتبر هذا المركز مزاراً للمواطنين والمقيمين والسياح، إضافة إلى ذلك قمنا بزيادة منافذ بيع المنتجات التقليدية في الأسواق والمراكز التجارية. تتحدث فاطمة درويش، حرفية في صناعة البهارات والتوابل العربية، عن تجربتها كعضوة في مشروع الأسر المنتجة، قائلة: بعد انضمامي للمشروع، بدأت أسوق منتجاتي من خلال الأنشطة والفعاليات التراثية والوطنية، وكنت في السابق أسوقها بالاعتماد على جهودي الشخصية، ولكن جهودي كانت أكثر بكثير من استفادتي المادية، لأن صناعة التوابل مرتبطة بالغذاء، وهناك مخاوف كبيرة من تداولها، لعدم وجود ثقة بيني وبين المستهلك، وأغلب المستهلكين يفضلون شراء التوابل من الأسواق العامة لضمان الجودة، ولكن بعد انضمامي لمشروع الأسر المنتجة، سعيت للحصول على شهادة الرقابة الغذائية، ووضعت تاريخ التصنيع والانتهاء على المنتج، بالإضافة إلى توضيح مكونات المنتج، وبمرور الوقت بدأت أكسب ثقة الزبون، وأصبح لدي زبائني، بعد أن تأكدوا من جودة منتجاتي. ويؤكد يوسف أحمد، حرفي في صناعة التراث البحري أهمية مشروع الأسر المنتجة في حفظ التراث الإماراتي ودعم الحرفيين، قائلاً: بعد ظهور النفط ونهضة دولة الإمارات، وتطور وسائل الصيد، لم يعد هناك من يغوص بحثا عن اللؤلؤ كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا، ولكن تراثنا البحري بقي خالداً في وجداننا وذاكرتنا، ولم أتوقف يوماً عن سرد قصص رحلاتنا للغوص لأبنائي وأحفادي وأهلي وجيراني، واليوم بعد أن أصبحت عضواً في مشروع الأسر المنتجة صرت أنا ومنتجاتي التراثية جزءاً من أي مهرجان أو معرض أو فعالية تراثية أو وطنية، ولهذا أشكر القائمين على هذا المشروع، لما بذلوه من جهد كبير في دعم الحرف التقليدية، وأتاحوا لنا فرصة التواصل مع الأجيال الجديدة، وتعليمهم جزءاً من حياة أجدادهم وتراثهم وتقاليدهم القديمة. وتعتبر أم عبيد، حرفية في صناعة العطور والبراقع والثوب الإماراتي، بدايتها الحقيقية كحرفية بعد انضمامها لمشروع الأسر المنتجة، قائلة: في البداية كنت أقوم بصناعة البراقع والتل وخياطة الثوب الإماراتي كجزء من مهامي العائلية، وهدايا لجيراني وأصدقائي، وبعد أن سمعت بوجود مشروع يدعم الحرف التراثية، لم أتردد في الانضمام له، ما أتاح لي فرصة تطوير نفسي، والحصول على دورات في طبخ الأكل الشعبي، ودورات متخصصة في تسويق المنتجات التراثية وتطويرها، واليوم أصبحت أسوق منتجاتي داخل السوق الإماراتي وخارجه، وأصبح لدي زبائن من خارج دولة الإمارات، ولا شك أن الصناعات التقليدية ساعدتني في تحسين دخلي، وأتاحت لي فرصة الاطلاع على تجارب الحرفيات وإقامة علاقات اجتماعية معهم. وتقول أم محمد، حرفية في صناعة الخوص: انضممت لمشروع الأسر المنتجة، لأستطيع تسويق منتجاتي على نطاق أوسع مما كنت عليه، حيث إنني كنت أسوق منتجاتي على مستوي العائلة والحي الذي أعيش فيه، ولكن وجودي ضمن مشروع الأسر المنتجة أوصل منتجاتي لمنافذ بيع على مستوى دولة الإمارات، سواء كان ذلك من خلال المعارض أو المطارات أوالمراكز التجارية، وأيضاً توفر الهيئة لنا كأسر منتجة بعض المواد الخام، ودعوات للمشاركة في المهرجانات والمعارض والفعاليات الوطنية والاجتماعية، وتوفير مساحة للعرض بدون رسوم مالية. وترى هيفا مصبح، حرفية في صناعة السدو والخوص والتل، عضويتها في مشروع الأسر المنتجة فرصتها للمشاركة في حفظ تاريخها وهويتها الإماراتية، قائلة: إنني كحرفية أدرك أهمية ما أقوم به من دور في صون التراث الإماراتي، ولهذا فإنني لم أكتف بجهودي الشخصية، وانضممت لمشروع الأسر المنتجة، الذي أتاح لي مساحة أكبر في توصيل رسالتي للأجيال الجديدة من خلال المشاركة في المهرجانات والمعارض التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والتواصل مع المؤسسات التي تعنى بالتراث.

مشاركة :