سياحة مراقبة النجوم تتألق في منطقة نينغشيا بشمال غربي الصين

  • 1/23/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عندما حل الليل، وظهر قوس مجرة درب التبانة فوق النسخة الصينية من “الطريق 66″، التقط المصور الفلكي دونغ شو تشانغ أجمل لحظة للطريق في مدينة تشونغوي بشمال غربي الصين. وتزدهر سياحة مراقبة النجوم في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، التي تتبعها مدينة تشونغوي، حيث تحاول هذه المنطقة الداخلية ترسيخ نفسها لتصبح “مهد النجوم” منذ عام 2020. وقال دونغ، البالغ من العمر 23 عاما، وهو مقيم في نينغشيا وحصل على لقب المصور الفلكي لهذا العام من قبل المرصد الملكي (غرينتش) إنه “يوجد في نينغشيا العديد من الأماكن حيث يمكنك تصوير السماء المرصعة بالنجوم، كما أن وسائل النقل مريحة”. وجدير بالذكر أن منطقة نينغشيا تتمتع بحوالي 300 يوم مشمس ورائع سنويا ومستويات منخفضة من التلوث الضوئي، كما أن وسائل النقل المريحة والمناظر الطبيعية الوفيرة التي تتميز بالجبال والصحاري، تضيف إلى شهرتها المتزايدة كموقع لمراقبة النجوم. وطرحت منطقة نينغشيا في العام الماضي فكرة تحويل نفسها إلى “مهد النجوم” من خلال تطوير صناعة مراقبة النجوم. وتم بناء فندق على شكل نجمة خماسية في منطقة شابوتو ذات المناظر الخلابة في مدينة تشونغوي، وهي وجهة سياحية صحراوية. وأصبح الفندق ذو الطابع النجمي، جنبا إلى جنب مع المأكولات والعروض والمحاضرات المتعلقة بعلم الفلك، موضع إعجاب وإقبال من جانب السياح من المناطق الجنوبية في الصين، حسبما قال وو تشان جيون، مدير التسويق بالفندق. وقال ليو جيون، رئيس مديرية الثقافة والسياحة في المنطقة، إن “السماء المرصعة بالنجوم يمكن أن تضيف ألوانا مشرقة للموارد السياحية التقليدية في المناطق الواقعة شمال غربي الصين. وفي الوقت الحالي، تستكشف نينغشيا معايير المنتجات والخدمات السياحية التي تشمل الصحارى وعلم الفلك، وما إلى ذلك، كما أن بناء العديد من معسكرات مراقبة السماء المرصعة بالنجوم على رأس جدول أعمالنا”. ومع تطور تعليم علم الفلك وصناعة الفضاء في الصين، فإن هناك اهتماما متزايدا بمراقبة النجوم بين الشعب الصيني، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 30 ألفا من عشاق الفلك ومصوريه يهرعون إلى نينغشيا كل عام. بيد أنه بالمقارنة مع نيوزيلندا واليابان، لا تزال سياحة مراقبة النجوم في الصين في مراحلها الأولى، وهناك ندرة في الوجهات السياحية التي تتمتع بمرافق دعم كاملة وقنوات تسويق ناضجة. ولهذا السبب، تخلى شيوي بوه، مصمم فني عن وظيفته في شانغهاي وعاد إلى نينغشيا، مسقط رأسه، حيث أسس شركة متخصصة في مشاريع سياحة مراقبة النجوم. وقال شيوي: “سياحة مراقبة النجوم ليست رحلة بسيطة. لقد أجرينا بثا حيا على الهواء لظواهر فلكية كبرى ونشرنا مقالات علمية شهيرة لإطلاع المزيد من الناس على نينغشيا من خلال سمائها المرصعة بالنجوم”. وتمتلك الصين أساسا قويا في علم الفلك وتقنيات الاتصال الأكثر تقدما، وهو ما يدعم أمل شيوي في جعل نينغشيا مكانا مثاليا لمراقبي النجوم ومحبي علم الفلك في داخل الصين وخارجها. ومن أجل تمكين مراقبي النجوم من الحصول على إرشادات أكثر مهنية في نينغشيا، تخرجت الدفعة الأولى المكونة من 40 مرشدا سياحيا فلكيا وبدأوا أعمالهم في سبتمبر/ أيلول الماضي. ويعد ليو بو شون، وهو في الـ40 من عمره، واحدا منهم، إذ تحت عدد لا يحصى من النجوم، تحدث بمعلومات كثيرة عن الكواكب، ومنح كل سائح الفرصة لمشاركة قصصه عن السماء المرصعة بالنجوم. وقال ليو إن العديد من مراقبي النجوم قرروا إجراء تغييرات في طريقة حياتهم بعد الرحلة، موضحا أن “ما دفعهم للتغيير ليس الرحلة نفسها، ولكن الفرصة لإفراغ أنفسهم والتعرف على ذواتهم غير المرئية”.

مشاركة :