حتى سنوات طوال مضت لم يكن دخول الشباب الخليجيين مجال تصميم الأزياء أمراً مستحباً أو مرحباً به من المجتمع، لكن الأمر تغير في السنوات الأخيرة وبتنا نتابع أسماء خليجية لامعة في هذا المجال، وفي سلطنة عُمان برزت أسماء عديدة لمصممين ذكور، ولكن معظمهم إن لم نقل جميعهم يتجه إلى تصميم الأزياء الرجالية والإكسسوارات المرافقة للزي التقليدي العماني، لكن المصمم الشاب علي الزدجالي اختار طريقاً مختلفاً مستهدفاً الرجال والنساء. علي الزدجالي شاب موهوب بالفطرة، كبر واكتشف أن حب التصميم يكبر معه، ورغم اختياره الإعلام كدراسة وتخصص حالياً، كونه شغفه الأول، إلا أن التصميم بالنسبة إليه هواية ومتعة يريد العمل عليها والاستمرار بها. بدأ كل شيء معه فجأة من غير تخطيط، إذ قبل سنتين، عندما صمم لنفسه من الغتر أو الشماغ الخليجي جاكيتاً شبابياً وارتداه إلى جامعته، هناك لم يتوقف زملاؤه عن سؤاله عن مصدر هذا المعطف المختلف والجميل، يقول: أدهشني رد الفعل الجميل الذي لاقاه هذا المعطف، فلمعت الفكرة في رأسي وقررت أن أخطو أولى خطواتي الحقيقية في عالم التصميم، وأن أعلن عن موهبتي للناس من خلال أول مجموعة طرحتها وكانت فكرتها المعطف الشبابي بتصاميم مختلفة للشباب والشابات. ويضيف: للشباب قدمت تصاميم مختلفة للجاكيت، بحيث تأتي مع قميص يظهر منها، وغالباً ما أصمم قماش الرقبة والكوع باللون الأسود حتى يضفي بعض الحركة، أما بالنسبة إلى النساء، فالجاكيت بسيط جداً، شبابي يلبس على كل شيء، على بنطلون قماش أو جينز على تنورة، أو حتى شورت، ويمكن ارتداؤه لنزهة إلى البحر أو التسوق أو الزيارات، فهو فكرة جديدة وبسيطة وجميلة جداً والجميع يستطيع أن يلبسها ومن جميع الأعمار. خطوة إلى الأمام مجموعته الأولى شهدت إقبالاً كبيراً ورواجاً، فكانت حافزاً له للاتفاق مع بوتيك لبيع تصاميمه من خلالهم، وهكذا بدأ عمله يتطور وينمو، فطرح مجموعته الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومع أن الفكرة كانت في البداية موجهة لعمر الشباب، إلا أن تصاميمه وجدت طريقها إلى مختلف الأعمار، إلى الكبار والصغار. يتحدث علي عن الخطوة التالية المهمة التي قام بها وهي مشاركته خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي بمسابقة أفضل مصمم عماني تحت عمر 35 سنة والتي تمكن فيها من حصد إعجاب لجنة التحكيم وانتزاع المركز الأول في المسابقة، يقول: قدمت في المسابقة أول فستان من تصميمي حيث كانت الشروط تفرض تقديم تصميم لفستان، وأنجزت التصميم خلال ثلاثة أيام فقط، وجعلت فستاني بسيطاً واخترت اللون الأسود له، لأن هدفي كان إبراز المعطف الذي أضفته كجزء من الفستان كما أضفت قماشاً بسيطاً على الخصر ليعطي حركة حلوة، وبعد عرضه فزت بالمسابقة. } هل كانت هذه البداية لتنتقل بعدها إلى تصميم الفساتين؟ ليس تماماً، لأنني أريد التركيز حالياً على المعطف الذي عرفت وانتشرت من خلاله، وهو يلقى رواجاً جيداً، والسبب الثاني أن تصميم الفساتين ليس أمراً سهلاً، وأنا لا أريد البدء به بشكل احترافي قبل أن أكون قد تمكنت من الإلمام بجميع فنون الخياطة بشكل ممتاز ومنها التدرب على رسم الإسكتش، وفي الصيف الماضي قمت بالفعل بالالتحاق بدورة تدريبية بهذا المجال. } ما الجديد؟ - يعمل علي حالياً ليل نهار لإنجاز مجموعته الجديدة التي تحمل عدة أفكار مختلفة، يقول: مجموعتي الجديدة ستكون منوعة وتستهدف الشباب والشابات، وأعتمد فيها على القصات البسيطة جداً، وهي منوعة بين سترات قصيرة وطويلة لتلبي كافة الأذواق، وبالتالي يمكن لبسها فوق فستان أو تنورة أو بنطلون، ومن ناحية الألوان فسيكون هناك مجموعة من الألوان الشبابية المشرقة إلى جانب الألوان الكلاسيكية كالأسود طبعاً. } ما الخطوة التالية لك، وهل ستترك دراسة الإعلام لتتخصص في التصميم؟ يجيب: عندما بدأت التصميم لم أخبر أحداً وأمي تلقت الخبر من خلال مقالة نشرت عني، وكانت سعادتها لا توصف، عائلتي تدعمني بالتأكيد للاستمرار في هذه الهواية، ولكن هذا لا يعني أن أترك كل شيء من أجلها، فأنا أريد أن أنهي دراستي في مجال الإعلام أولاً، لأنه يأتي في قائمة اهتماماتي، ومن ثم سأتجه لاحقاً إلى دراسة تصميم الأزياء أيضاً والتخصص به بشكل احترافي أكاديمي، أعتقد أنه من الجيد أن نجمع بين أمرين نحب القيام بهما معاً، الإعلام مهنة المستقبل التي لا بديل عنها بالنسبة إلي، والتصميم كهواية أستمتع جداً بها. خوف } هل قرارك التخصص في الإعلام سببه خوف من المستقبل، أو من نظرة المجتمع الذي يتقبل المصممات بصورة أكبر من المصمم الرجل؟ - البعض يعمل في مجال تصميم الأزياء طمعاً بالشهرة، ويختارون الطريق السهل بالتخصص في الأزياء الرجالية، لأن المجتمع الخليجي لا يزال يرفض الفكرة ولا يتقبلها بشكل كامل، ولكن المحير أنه ومع ذلك يتعامل مع المصمم ويحبه عندما يلمع اسمه، ففي السعودية مثلاً عندما برز بعض المصممين السعوديين هاجموهم في البدء ثم تقبلوهم بشكل غريب وجميل، أعتقد أن المجتمع أصبح يتقبل بنسبة ما وجود مصممين رجال خليجيين لأزياء النساء، لذلك أنا لست خائفاً من المستقبل وأهم شيء في أي أمر أقوم به، أن يكون والدي ووالدتي موافقين عليه والبقية لا تعنيني، وأنا جاهز للتحدي.
مشاركة :