يعد الخرف الوعائي ثاني أكثر أمراض الخرف شيوعا بعد مرض ألزهايمر لدى كبار السن. وأشارت مجلة “سنيورين راتجيبر” الألمانية إلى أن علاج الخرف الوعائي يتم بواسطة الأدوية لخفض ضغط الدم وسكر الدم وتقليل مستوى الكوليسترول ومنع الدم من التخثر، بالإضافة إلى التدريب المعرفي والعلاج الوظيفي أي تحسين وتطوير مهارات الحياة اليومية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جسدية أو عصبية أو إدراكية. وللمشاركة في فعاليات ونشاطات ذات معنى وغاية دور مركزي في جودة حياة الأشخاص المرضى بالخرف وبألزهايمر. ويشير الخبراء إلى أنه من المهم الحفاظ على النشاطات من أجل ضمان حياة نوعية ورضا الشخص عن حياته وتقديم المساعدة للشخص بموجب تقدم المرض. ولأن مرضى الخرف يعانون من عدم القدرة على التكيف مع بيئة جديدة أو تغييرات بيئية، من المهم ملاءمة البيئة لقدرات المرضى ومحدودياتهم وخلق بيئة آمنة وسليمة بالنسبة إليهم. على سبيل المثال، وبالنسبة إلى مرضى الخرف الذين يعانون من “التسكع” والمشي دون هدف واضح والميل إلى الضياع، يجب ملاءمة نشاط مشي لا يعرضهم إلى الخطر. من المهم ملاءمة البيئة لقدرات المرضى وخلق وضعية آمنة ومريحة لهم كتوفير نشاط مشي لا يعرضهم للخطر كما يجب مساعدة الشخص الذي يعاني من الخرف على تطوير المهارات التي تخفف عنه، وتعزيز صورته الذاتية عن طريق تشجيع الذاكرة للمدى البعيد (التي تحفظ أكثر)، بواسطة نشاطات مثل كتابة سيرة حياة وترتيب صور في ألبومات والبحث عن معلومات على شبكة الإنترنت عن أحداث تاريخية وغيرها. كما يعد تطوير مهارات تواصل تقوم على الاحترام والحساسية، ولا تحرج الشخص الذي يعاني من الخرف، جانبا هاما في عملية تكيف العائلة. وينصح الخبراء بعدم وضع الشخص الذي يعاني من الخرف في حالات امتحان، مثل “هل تذكر ما هو اسمي؟”، “هيا، حاول التذكر، سأعطيك تلميحا، يبدأ ب…!”. وتتمثل أعراض الخرف الوعائي في القصور الإدراكي، أي بطء التفكير والتشوش الذهني وصعوبة الانتباه والتركيز، بالإضافة إلى اضطرابات الكلام والمشية غير المستقرة والشلل النصفي والسلس البولي والاكتئاب واللامبالاة. وأوردت مجلة “سنيورين راتجيبر” أن الخرف الوعائي “Vascular dementia” هو خرف يحدث بسبب مشاكل في الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم. وأوضحت المجلة المعنية بصحة كبار السن أن أسباب الخرف الوعائي تتمثل في السكتة الدماغية والنزيف داخل الدماغ وضيق الأوعية الدموية أو تلفها، مشيرة إلى أن عوامل الخطورة المؤدية إلى الخرف الوعائي هي ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع الكوليسترول والرجفان الأذيني، بالإضافة إلى التقدم في العمر والسِمنة والتدخين.