شكل واقع الحياة الحافل في المنطقة العربية، قاسماً مشتركاً بين أفلام القائمة الثانية المشاركة في مسابقة المهر الطويل للأفلام الروائية وغير الروائية، والتي سيعرضها مهرجان دبي السينمائي في دورته الـ 12 التي تنطلق 9 ديسمبر المقبل، حيث تستعرض الأفلام الثقافات المحلية في البلدان القادمة منها. في الداخل القائمة تضمنت فيلم المخرج الفلسطيني كمال الجعفري، المعروف بشغفه بتقديم شخصيات من مجتمعات فلسطينية، من خلال سرد وثائقي مغاير لحكايات شخصية. هذه المرة يحاول أن يدفع بالمتفرج للتماهي مع شخصيات فيلمه الجديد في الداخل، اعتماداً على مشاهد تعود إلى ستينات وتسعينات القرن الماضي. ليمكن المشاهد من التعرّف على ذكريات مدينته يافا.. فيما يقدّم الأردني رفقي عساف، فيلمه المنعطف، وتتمحور قصته حول راضي، الذي يعيش في شاحنة فولكسفاغن صغيرة وقديمة، ويلتقي بثلاثة أشخاص غرباء، يتفق معهم على إيصالهم إلى وجهاتهم. ورغم صغر هذه الشاحنة إلا أن كل شخصٍ من هؤلاء الأربعة يدرك أنهم جميعاً على مفترق طرق في حياتهم الشخصية. المخرجة المصرية هالة خليل تروي في فيلمها نوارة، الأيام الأخيرة من عمر نظام حسني مبارك. ونوارة هي شابة تعمل خادمة لأسرة على اتصال جيد مع أفراد من النظام القديم. وبعد أن استشعرت هذه العائلة التحول في مصر، قررت السفر من البلاد وترك نوارة وحيدة لرعاية منزلهم الفاخر أثناء غيابهم. ويقدم المخرج التونسي فارس نعناع فيلمه شبابك الجنة، الذي يحكي قصة سامي وسارة، ويعيشان حياة هادئة وسعيدة إلى أن تواجههما إحدى المصائب. روحي مشاركة المخرجة اللبنانية جيهان شعيب، تأتي من خلال فيلمها روحي، وفيه تترك ندى، راقصة الباليه الشابة، باريس وتعود للمرة الأولى إلى لبنان الذي غادرته منذ الصغر.. ويعرض المهرجان أول فيلم روائي طويل للمخرجة التونسية ليلى بوزيد على حلّة عيني، الحاصل على إعجاب النقاد في مهرجاني فينيسيا وتورنتو السينمائيين. بينما يعد فيلم المصري محمود سليمان أبداً لم نكن أطفالاً، متابعة لفيلمه الأول يعيشون بيننا 2003. ويصور الفيلم أحداث الفترة الأكثر اضطراباً في التاريخ المصري الحديث. المخرجة السورية عفراء باطوس تتبع في فيلمها جلد رحلتها الشخصية من خلال ذكريات حية يستعيدها صديقاها المقربان حسين وصبحي، اللذان عاشا في فترات زمنية مرهقة من الناحيتين السياسية والاجتماعية، وفي الوقت ذاته، يختبر المخرج الفلسطيني عمر شرقاوي، في فيلمه المدينة، حدود إيمان الإنسان عند مواجهة قمة التحمّل البشري، بينما يقدم محمد اوزين أحدث أفلامه غير الروائية سمير في الغبار. مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان قال: لقد تطوّر برنامج المهر الطويل في المهرجان بشكل كبير، منذ انطلاقته في 2006. وأصبح يشكّل ثقلاً مهماً في مسار الأفلام العربية، اما أنطوان خليفة مدير البرمجة العربية في المهرجان، فقال: الدفعة الثانية من الأفلام المشاركة في مسابقة المهر الطويل، تأتي حيويةً وثرية في محتواها، وهذا ما نتوقعه من هذه المنافسة. سيضم كل فيلم من هذه الأفلام شيئاً فريداً لابد أنه سيلفت انتباه جمهور المهرجان.
مشاركة :